" هن من أوروبا".. محامية الفقراء والبيئة.. مطلقة ترعى طفلتين.. ومقتل صحفى وخطيبته أهلها لتكون أول امرأة ترأس سلوفاكيا.. وصفها معارضوها بالمتطرفة لدفاعها عن المثليين.. وأناقتها ولعب"السلة" لفت إليها الأنظار

السبت، 25 أبريل 2020 09:20 م
" هن من أوروبا".. محامية الفقراء والبيئة.. مطلقة ترعى طفلتين.. ومقتل صحفى وخطيبته أهلها لتكون أول امرأة ترأس سلوفاكيا.. وصفها معارضوها بالمتطرفة لدفاعها عن المثليين.. وأناقتها ولعب"السلة" لفت إليها الأنظار
الحلقة الثانية: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الأفق البعيد، قد تصبح الصورة غير واضحة، حين ترى سيدات ترتفع لافتات أسمائهن على  طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم ، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل، فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة " هن من أوروبا" ..
 
تحدثنا فى الحلقة الأولى عن أورسولا فون دير لاين، سليلة المال والسياسة، وطبيبة النساء التى أصبحت رئيسة للمفوضية الأوروبية، بعد أن  شرعت إجازة للآباء ومنعت إباحية الأطفال فزاد أعداؤها، وجعلت الجيش الألمانى جاذبًا للمجندين، ولديها 7 أبناء لا يظهرون إلا فى المناسبات.
 
وإليكم الحلقة الثانية:
تىشيرت الاتحاد الاوربى
تىشيرت الاتحاد الاوربى

لم تحلم محامية الفقراء والمدافعة عن البيئة والحياة المثلية الجنسية، زوزانا شابوتوفا أن تصبح ذات يوم رئيسة لدولة سلوفاكيا، فقد عاشت مراهقتها خجولة ولها  عالمها الخاص مع جدتها التى علمتها أسرار المطبخ لتعدها كزوجة مثالية، كم أن براعتها فى الفيزياء والرياضة جعل لها مهاراتها الخاصة التى أهلتها للعمل  كمدرسة أثناء دراستها الثانوية، واشتهرت بين زميلاتها بلعب كرة السلة.

293full
زوزانا 

 ولدت  في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا في 21 يونيو 1973، وتخرجت من كلية الحقوق بجامعة كومينيوس في براتيسلافا، وعملت في سلطة الحكم الذاتي المحلية أثناء دراستها وبعد التخرج ،  حيث نفذت  مشروعات لدعم الأطفال المحرومين اجتماعياً.

وعندما دخلت الكلية ، كانت تنوي دراسة علم النفس، لكنها نسيت إحضار أوراقها وتم رفضها من القسم، لذلك أخذت القانون بدلاً من ذلك.

 
Zuzana-Čaputová-v-Praze201906200255
زوزانا شابوتوفا
 
 انتقلت إلى القطاع غير الحكومي في عام 1998 وعملت على قضايا تشمل الإدارة العامة وقضية الأطفال الذين يعانون من الاعتداء الجسدي أو الجنسي، ثم  أصبحت   مديرة مشروع تنمية المجتمع المحلي للرابطة المدنية ، وتعاونت  مع الجمعية المدنية Via Iuris ، التي تقدم المشورة القانونية المجانية للأشخاص الذين لا يستطيعون دفع أتعاب المحامي ، ولهذا السبب سميت  محامية الفقراء.
 
والدة زوزانا
والدة زوزانا

وفي ديسمبر 2017 ، أعلنت عن نيتها في الانضمام إلى الحزب السياسي التقدمي سلوفاكيا وفي يناير 2018 تم انتخابها نائبة زعيمها ، وفي مايو 2018 ، أعلنت أنها ستترشح لرئاسة الجمهورية السلوفاكية بهدف استعادة الثقة في المجتمع السلوفاكي وإحياء قوة ومعنى القيم التي توحد المجتمع السلوفاكي - العدالة وحماية الكرامة الإنسانية ومواءمة سلوفاكيا مع أوروبا  الديمقراطية.

 

1_266

 

وكثيرا ما يقال أن شابوتوفا فازت في الانتخابات الرئاسية لأنها كانت في المكان المناسب في الوقت المناسب، حيث استيقظت شابوتوفا فى أحد أيام عام 2018  على خبر مقتل  جان كوتشياك صحفي استقصائي  وخطيبته بالرصاص فى منزلهما،  الصحفي الذي كشف عن مخططات فساد معقدة تصل إلى أعلى مستويات السياسة ، وانضمت إلى عشرات الآلاف من السلوفاك الذين شاركوا في مظاهرات الشوارع في الأسابيع التي أعقبت القتل ،فى أكبر احتجاجات منذ الثورة المخملية قبل ثلاثة عقود  فتصدرت بدورها المشهد السياسي لسلوفاكيا وأسقطت الحكومة، واستقال رئيس الوزراء روبرت فيكو .

زوزانا مع مرشح الرئاسة
زوزانا مع مرشح الرئاسة

وقامت كابوتوفا ببناء حملتها  الانتخابية بناء على تعهد بمكافحة الفساد ، من خلال تجريد الشرطة والمدعين العامين من نفوذهم السياسي ، وقالت إن مقتل كوتشياك هو السبب الذي جعلها ترشح نفسها للرئاسة.

 

62076961_593059197764284_8199963826727516823_n
شابوتوفا

ودعت شابوتوفا  لمكافحة الفساد في بلد سئم من زعمائه المتهمين بالفساد، وهى مطلقة وأم لطفلين في مشهد سياسي لا يزال يهيمن عليه الرجال ، واعتبرها  معجبيها رمزًا للتغيير.

كما  تعرضت لهجوم من قبل وسائل الإعلام اليمينية ومرشحين آخرين بوصفها  "الليبرالية المتطرفة"، وبدلاً من التهرب من الأسئلة ، أكدت بوضوح دعمها للقضايا التي تعتبر حساسة بين أجزاء كبيرة من السكان السلوفاكيين ، مثل حقوق المثليين.

phpThumb_generated_thumbnail
 

ويشير عدم نجاح الهجمات إلى أن القضايا كانت ذات أهمية من الدرجة الثانية للأشخاص الذين يرغبون في رؤية السياسيين يتعاملون مع الفساد، وفي منطقة يستخدم فيها الحديث عن "القيم المسيحية" غالبًا كغطاء لخطاب الكراهية والتمييز ، حاول شابوتوفا استعادة فكرة أكثر ليونة عن المسيحية، وقالت: "أنا مؤمنة متدين وشخص روحي ، لكنني لا أعتقد أن القيم المسيحية تتعارض مع المواقف الليبرالية".

45088_1447806748346_2336340_n (1)
طليق زوزانا

 تم انتخابها رئيسة للجمهورية السلوفاكية في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 مارس 2019، وحصلت على 1،056،582 صوتًا ، وهو ما يمثل 58.41٪ من الأصوات. استقالت من سلوفاكيا التقدمية في مايو 2019، وهي ليست حاليًا عضوًا في أي حزب سياسي. .

 وفى 2018 قررت الانفصال عن زوجها ووالد ابنتيها اللتين حجبتهما عن الأنظار، وأشارت إلى أن ذلك كان أصعب قرار اتخذته على الإطلاق دون أن تعلن الأسباب ، وكذلك فعل هو حيث حرص على دعمها فى الانتخابات الرئاسية، و دائمًا ما حرص على نشر تصريحاتها التليفزيونية على حساباته الرسمية.

320full
زوزانا محامية الفقراء والاقلية

 

و لفتت زوزانا الأنظار إليها منذ الوهلة الأولى، فرغم منصبها الرفيع إلا أن ترتدى ما يناسبها، حيث تم وصف أسلوبها  في الأزياء بالبساطة  والأناقة ، معلنة أنها تتشاور مع بناتها فى انتقاء الملابس، وفى  معظم الأحيان ترتدي فستانًا محافظًا بثلاثة أرباع الأكمام.

 كما ظهرت زوزانا فى ظل إجراءات مواجهة أزمة  كورونا الحالية، مرتدية كمامات أنيقة ملائمة للفساتين التى ترتديها، ومحافظة على التباعد الاجتماعى بينها وبين أفراد حكومتها.

 وعلى الرغم من أن الرئاسة السلوفاكية هي في المقام الأول منصب شرفى، فقد بدأت شابوتوفا في استخدامه كمنصة لتحويل الحوار السياسي حول مواضيع مثل الفساد والبيئة.

 كما دافعت شاوبوفا عن عضوية بلدها فى الاتحاد الأوروبى، قائلة:  عضويتنا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي هي خيارنا الحر ، ولا يمكن لدولة صغيرة في وسط أوروبا أن تواجه مصيرًا أفضل من الانتماء إلى مجتمع يتبنى الازدهار الاقتصادي بتضامن اجتماعي ونتوقع أن تلتزم كل دولة عضو بمبادئ القانون الدولي، والحقيقة أننا  لسنا جزء من الاتحاد فحسب ، بل هي أيضًا مساهمة مهمة في سيادتنا الوطنية .     

3039
بعد توليها الرئاسة

وفى خطابها الافتتاحى طمأنت الشعب بأسلوب منمق اشتهرت به قائلة :سأؤدي مهمتي بحرية ، ولن أحصل على أوامر من أحد، الأوامر الوحيدة التي أريدها وسأحترمها بصفتي رئيس الدولة ، تأتي من الدستور ،  فلقد ازداد الشعور بالظلم بشكل أقوى واكتسب شكلين ، شكل الدعوة للتغيير ، ولكن أيضًا شكل الغضب من "النظام". نحن بحاجة إلى تحويل طاقة السخط حتى تظل سلوفاكيا دائمًا دولة ضمن سيادة القانون ، ليس فقط في دستورها ، ولكن أيضًا في الواقع.

5
زوزانا شابوفا

وقال ياروسلاف بافلوفيتش ، مدربها لليوجا منذ  سنوات، أنها أخذت قرار ترشحها للرئاسة بعد جلسة تأمل ، مضيفًا: "سألتني عن رأيي، وأتذكر أنها كانت غير متأكدة من الانضمام إلى السياسة، وكانت ردة فعلي الأولى بالطبع ، هذا رائع". "لكنها قالت لي أن أفكر في ذلك."










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة