75 ألف صيدلية عامة، منتشرة فى كافة شوارع ومحافظات مصر، تمثل خط المواجهة الأول لمواجهة فيروس كورونا المستجد، فسواء اتفقنا أم اختلفنا على هذا المبدأ، لا يمكن لأحد إنكار أن الصيدليات هى ملجأ المرضى الأول، فى كل وقت، لاقترابها من المنازل، ولتقديم أغلب الخدمات بشكل مجانى أو بأسعار رمزية، ومع انتشار عدوى الفيروس، أصبحت تمثل خطا أساسيا ضمن خطوط مواجهة الفيروس التى يقودها أبطال الجيش الأبيض فى المستشفيات على مستوى الجمهورية.
وقال الدكتور محمد العبد، عضو مجلس النقابة العامة للصيادلة، إنه اتخذ عدة اجراءات لحماية الصيادلة العاملين بالصيدلية، مثل عمل تقفلية من الزجاج لمنع وجود أى تفاعل مباشر مع الجمهور، مع المحافظة على التنظيف والتعقيم المستمر له، بالإضافة إلى إلتزام الجميع بارتداء القفازات الطبية والكمامات، واستخدام الكحول لتطهير الأيدى بعد صرف الروشتة لكل عميل، نظرا لأن أغلب المترددين على الصيدليات مرضى بالفعل، ولا نعلم طبيعة مرضهم، وبالتالى يصبح الصيادلة فى الصيدليات العامة عُرضة أيضا للعدوى، والذى يمثل بدوره خطرا على انتقالها لأسر الصيادلة فى المنازل، وخاصة كبار السن منهم وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأضاف العبد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الصيادلة يقفون فى خط المواجهة الأول لفيروس كورونا، خاصة أن أول مكان يتجه له المريض فور شعوره بالتعب، هى الصيدلية، خاصة مع إغلاق الكثير من الأطباء لعياداتهم ضمن الاجراءات الاحترازية، أو لانشغالهم فى النباطشيات بالمستشفيات، والذى يجعل بدوره الصيدليات تستقبل العديد من المرضى، للاستفسار على أعراض فيروس كورونا، سواء لشعورهم بالصداع، أو الكحة الناشفة، أو ارتفاع درجات الحرارة، وغيرها، ويتم توجيههم إلى مستشفى الحميات أو الصدر لاتخاذ الاجراءات اللازمة، دون صرف أى أدوية له.
وفى محافظة الدقهلية، قال الدكتور رامى داوود، إنه لجأ إلى وضع خط أحمر فى أرضية الصيدلية لتنظيم الجمهور المترددين على الصيدلية، بحيث يتم الحفاظ على وجود مساحة حوالى متر ونصف بين المريض والأخر، لمنع انتقال العدوى فى حال وجود إصابة فعلية بكورونا داخل الصيدلية، بالإضافة إلى وضع خط أخضر خارج الصيدلية، لانتظار المواطنين على هذا الخط بالخارج فى حال وجود أكثر من حالة بالصيدلية، بالإضافة إلى عمل ستائر من المشمع البلاستيك لحماية فريق العمل.
وأضاف داوود، لليوم السابع: وبالنسبة لفريق العمل، يتم الاعتماد على المطهرات كالكحول والصابون، لغسيل الأيدى بحد أدنى كل نصف ساعة، مع رش الريون كل نصف ساعة لأن أغلب المرضى قد يضعون أيديهم عليه، مما يجعله وسيلة لانتقال العدوى، وكل ساعتين يتم تطهير أرضيات الصيدلية، ومقابض الباب الخاص بها كل نصف ساعة، بالإضافة إلى ارتداء الجوانتيات بشكل مستمر، وتهوية الصيدلية، والابتعاد عن استخدام التكييف، واستقبلنا كثيرا من المواطنين يشعرون بالقلق من الإصابة، ويستفسرون عن بعض الأعراض التى يعانى منها أحد والديهم من كبار السن، وحتى الآن لم نستقبل أحد بأعراض متطابقة، بل الأغلب تكون نتيجة للخوف، وعند مراجعة الأعراض نجد أنه دور إنفلونزا موسمية.
أما فى محافظة القاهرة، فقال الدكتور أحمد الدمرداش، عضو مجلس نقابة صيادلة القاهرة،: مع بداية ظهور الفيروس، اتخذت قرارا بمنع ضرب الحقن، وقياس الضغط، مع الإلتزام بالتعقيم المستمر للصيدلية، ومع إعلان ظهور حالات بالقرب من مقر الصيدلية، وإغلاق باب الصيدلية، باستخدام مشمع من البلاستيك، وعمل فتحة به للتعامل مع الجمهور من خلاله، مع وضع "ريون" خلفه لمنع دخول أى شخص للصيدلية، حيث نتعامل مع أى مريض بالبرد، كمريض بالكورونا من حيث المحاذير، وفى حالة الاشتباه فى الإصابة يتم توجيههم للمستشفى.
ولفت الدمرداش، إلى الدور المجتمعى الذى تلعبه الصيدليات العامة، وخاصة فى المناطق الشعبية، حيث يتم توعية المواطنين بطرق الوقاية من الفيروس، وأعراض الاصابة به، وطرق التعامل مع حالات الاشتباه، حرصا على صحتهم، والحد من انتشار العدوى.
وبمحافظة الأسكندرية، قال الدكتور عاطف عبد العزيز عتمان،: إنه يعتمد بشكل أساسى على غسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار، واستخدام المطهر الكحلى، فى حال ملامسة أى سطح مُعرض لتعامل الجمهور معه، لافتا إلى أنه وضع ستارة شفافة بها فتحات للتعامل مع المواطنين، مع التبيه على رواد الصيدلية بالتباعد وعدم الإلتصاق بالستارة، وتطهيرها بالكلور المخفف كل ساعتين، أو في حالة وجود مريض مصاب بأعراض برد، كما نستخدم الكمامات والواقى للوجه الذي وفرته نقابة صيادلة الإسكندرية لحماية العين والوجه، فى حالة الاضطرار للتعامل عن قرب مع حالة تشتكى من أعراض دور برد.
وأشار عتمان، فى تصريحات لليوم السابع إلى استقبالهم حالات كثيرة بأعراض برد لشكها بالإصابة بالفيروس، أو لوجود "عطس" بسبب حساسية الجيوب الأنفية، والذى أصبح مصدر قلق، لافتا إلى أن بعض الحالات التى تعاملت مع مستشفى تم الإعلان عن وجود إصابات إيجابية بها أيضا لجأت للصيدلية لقلقهم من العدوى، وتم توجيهم للعزل المنزلى، فى حال شعورهم بأية أعراض كارتفاع الحرارة أو احتقان الحلق أو السعال، وأن يتم التواصل مع خطوط وزارة الصحة الساخنة والإلتزام بالكمامة لحماية غيرهم، موضحا أن أغلب الاستشارات خلال تلك الفترة عن أدوية خوافض الحرارة الآمنة، وكيفية تقوية المناعة.
فيما قال الدكتور إسلام زينة بمحافظة القاهرة، إنه اتخاذ اجراءات بسيطة للحماية من فيروس كورونا، حيث أنه يجد صعوبة فى توفير الكمامات بجودة جيدة، وفى حال توافرها فغالبا ما يُفضل عدم توفيرها، نظرا لعدم إصدار الشركات لفواتير تُثبت شراء تلك المستلزمات منها، والذى يُمثل مشكلة للصيدلية مع الحملات التفتيشية، لافتا إلى أنه يعتمد فى حماية صيدليته على تعقيم الصيدلية بكلور ومياة بنسبة 9:1.
وبمحافظة كفر الشيخ، قال الدكتور إكرامى الشربينى: اعتمدنا على استخدام الكمامات والجوانتى الطبى والكحول، بالإضافة إلى وقف قياس الضغط والسكر، وضرب الحقن، لمنع أى فرصة للتلامس المباشر بين فريق العمل بالصيدلية والمواطنين، بجانب تطهير النقود برشها بالكحول فور استلامها من المرضى، بالإضافة إلى التوعية للمواطنين بضرورة توجه المشتبه بإصابتهم إلى مستشفيات الحميات والصدر.
ومن محافظة دمياط، قال الدكتور محمد الفنجرى، لليوم السابع إن الصيادلة يفصل بينهم وبين المترددين على الصيدليات "ريون" لا يتجاوز عرضه 40 سم، وهى مسافة صغيرة جدا لا تحمى الصيادلة فى حال دخول مصاب بالفيروس للصيدلية.
وأضاف الفنجرى،: علقت ستارة، تعتمد على مشمع بلاستيك، وأحبال، لتفصل بين الصيدلى والمريض، مع عمل منطقة تسمح بتبادل الروشتات لصرفها، ومنح المريض العلاج، ويتم تنظيف الستائر بشكل يومى، وتطهيرها، لافتا إلى أن الصيدليات قد تستقبل حالات مصابه للاستفسار عن إن كانت تحمل المرض أم لا، وبالتالى هى من أكثر الفئات تعرضا للعدوى، وتلك الاجراءات كانت حرصا منى على استمرار الخدمات الطبية التى تقدمها الصيدلية، وأيضا الحفاظ على الصيادلة من العدوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة