"لم يعد المرض هو ما يخيف البشر، فالبعض منا يعد أخطر من أى فيروس، فالمرض يأتيك دون معرفة ودون سابقة ود وقابل للشفاء، أما هؤلاء الذين تربوا معنا وسهرنا عليهم ليل نهار، يصبح مرضهم قاتلا لا محالة فيستهدف قلبا أحب وعقل لم ينم يوماً قلقا عليه، وروحا كانت تبكى خوفاً عليه"، بتلك الكلمات تبدأ هذه القصة المؤثرة، بعدما أقدم شابان على طرد والدهما من شقته واستخدام التوكيل الخاص به لهما لحيازة الشقة، رغم أنهما لا يحتاجان إليها ولديهما ما يكفيهما من مسكن ومال.
بدأت القصة بأسرة ميسورة الحال، قام فيها الأب بتربية الأبناء كما يظن خير تربية، وسعى طيلة حياته لكسب المال لتأمين مستقبلهما، وتمكن من شراء شقة سكنية لابنه الأكبر، إلا أن دوام الحال من المحال طلبت الزوجة الطلاق لتنفك عقدة الأسرة وتنفصل الزوجة ومعها الأبناء بعيداً لفترة زمنية ليست بالقصيرة.
أخبر الأب الابن الأكبر بشروعه فى إلغاء التوكيل بسبب بعض الخلافات الأسرية، لتكون المفاجأة الصادمة للأب، بعد قيام الأبن الأكبر بتفعيل التوكيل الخاص بالأب لشقيقه الأصغر والاستيلاء على شقة والدهما وطرده من مسكنه بعد سلسلة من الإهانات والسباب لم يتوقعه الأب من قرة عينه فى يوم ما.
اضطر الأب للجوء للقانون للحصول على حقه القانونى، وباشرت نيابة الشروق وبدر التحقيق فى القضية، واستمعت لأقوال الأب والجيران وتحريات المباحث حول الواقعة.
وقررت نيابة القاهرة الكلية، بإصدار قرار حيازة رقم 212 لسنة 2019 حيازات الشروق، حيازات كلى القاهرة الجديدة، بتمكين الأب "ع. م"، من الشقة محل النزاع، ومنع تعرض ابنه " م.ع" والغير له فى حيازتها، وتم تنفيذ قرار النيابة العامة بتمكين الأب من مسكنه بتنفيذ قوات الأمن.
القصة لم تنته هنا، كعادة الأب ترك مسكنه لشراء بعض مستلزمات المنزل بتاريخ 14 مارس 2020 خاصة أنه يعيش وحيداً، بعد بلوغه سن المعاش، ووصل من العمر 61 عاما، عاد الأب ليتلقى المفاجأة الثانية بقيام طليقته وأولاده بكسر شقته وتغيير الأقفال والاستيلاء على الشقة ضاربين بقرار النيابة العامة عرض الحائط.
فتقدم الأب ببلاغ لشرطة النجدة وتحرير المحضر رقم 837 لسنة 2020 إدارى قسم الشروق، وأوضح الأب أنه منذ الاستيلاء على مسكنه يستضيفه بعض الأقارب حتى لا يقيم فى الشارع، حيث إنه ليس لديه أى مسكن بديل، رغم ما بذله من غالى ونفيس من أجل أبنائه إلا أن الجحود تمكن من قلوبهم واستوطن بها.
وناشد الأب النيابة العامة بسرعة تمكينه من مسكنه مرة أخرى وعدم تعرض أبنائه له، من أجل عودة حياته الطبيعية مرة أخرى نظراً لكبر سنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة