داخل عزبة شاهين بمنطقة الأميرية، هذه المنطقة الشعبية المكتظة بالسكان، وقعت تفاصيل الحادث الذى جرى مساء أمس وأسفر عن مقتل 7 عناصر إرهابية تعتنق الفكر التكفيرى بعد تبادل لإطلاق النار مع رجال الشرطة.
الحادث وقع فى شارع عباس مصطفى، أحد شوارع عزبة شاهين، بعقار مكون من 10 أدوار شهد أحداث تصفية خلية الأميرية الإرهابية، العقار يحيطه منزلان أقل منه فى الحجم، ويقابله من الأمام مبنى مدرسة التدريب المهنى، واجهة العقار واضح عليها آثار طلقات النار، إثر تبادل رجال الأمن إطلاق النار مع عناصر الخلية الإرهابية، بينما مدخل العقار يظهر به تناثر به بقع دماء الإرهابين الذين قتلوا أثناء مقاومتهم لرجال الأمن.
أحد أعضاء الخلية "أحمد السمان" استأجر وفقا لشهادات الأهالى الشقة منذ ما يقرب من 3 سنوات، لم يلاحظ أحد عليه عليه خلال هذه الفترة أى شئ يدعو للريبة، الإرهابى له محل قطع غيار سيارات فى المنطقة أيضا كان ملك لوالده منذ عام 1982.
أهالى المنطقة أكدوا أن الإرهابى القتيل ينتمى بفكره إلى جماعة لإخوان الإرهابية، وأنه تم إلقاء القبض عليه من قبل، وأنهم لم يتخيلوا يوما من الأيام أن يكون ضمن خلية إرهابية تستهدف أمنهم وأستقرار الوطن، موضحين أنهم لو علموا عنه أو عن نشاطه الإرهابى أى شئ، لتصدوا لهم هم بأنفسهم قبل رجال الشرطة، لكنهم فوجئوا بالامر مثلهم مثل أى شخص آخر، لافتين إلى أن الإرهابى القتيل كان بارعا طيلة هذه السنوات فى إتقان دور الشخص المعتدل الذى لا يثير المشاكل، مما أعطى انطباع عنه بأنه شخص هاديء على عكس الحقيقة .
وقال الحاج محمد إسماعيل، من سكان العقار المجاور لعقار الواقعة، وشاهد عيان، أن القتيل الإرهابى "أحمد السمان" استأجر هذه الشقة منذ فترة 3 سنوات، كان خلالها يخرج ويدخل دون أن يعلم عنه أى شئ، مضيفا أنه بعد صلاة العصر سمع صوت شجار فى الشارع، فخرج ليتأكد من الأمر، فوجد حشدا من المواطنين فأعتقد أنها مشاجرة عادية كما التى تحدث فى مثل هذه المناطق الشعبية، موضحا أن الأمر لم يستغرق ثوانى حتى أيقن أن الأمر أكبر من مشاجرة، ليتضح له الأمر ويخبره أحد الأهالى أن هناك خلية إرهابية تختبئ داخل الشقة التى فى الدور الرابع بالعقار المجاور لمنزله، لافتا إلى أنه فى هذه الاثناء فوجئ بخروج الإرهابى القتيل " أحمد السمان " من شرفة الشقة المختبئ فيها قائلا للأهالى " ملكوش دعوة أنتوا إحنا حوارنا مع الحكومة محدش يقف مع الحكومة ملكوش دعوة " .
ويكمل الحاج محمد، أن أهالى المنطقة انتفضوا ضد هؤلاء العناصر الإرهابية، مضيفا أنهم ظلوا فى الشارع بجوار رجال الشرطة يشدوا من أزرهم متكاتفين صفا واحدا.
الحاجة أم فرح، أحد سكان العقار المجاور لعقار الحادث الإرهابى، قالت أن " أحمد السمان" من أهل المنطقة منذ زمن بعيد، وأنها تعرفه وأخوته ووالدهم صاحب محل قطع غيار السيارات، وأنه طيلة هذه الفترة لم ترى عليه أى شئ يدعو للريبة، مضيفة أنها رأت الإرهابى القتيل منذ يومين يلاعب أبنه الطفل أمام المنزل فى وقت الحظر، موضحة أنها كانت تشاهد أشخاص أغراب عن العقار والمنطقة تدخل وتخرج مع "السمان" فى أوقات متفاوتة ليس لهم علاقة بالعقار، موضحة أنها كانت تعتقد أنهم أصدقاؤه.
وتكمل أم فرح قائلة: "اللى تحسبه موسى يطلع فرعون "، أنا معرفش أحمد عمل كده ليه ، كنت بشوفه حد فى حاله ومراته فى حالها ، اللى حصل منه ده لا يمكن نرضى بيه ابدا مهما كان "، مضيفة أنها انتابها حالة من الذعر أثناء تبادل إطلاق النار من قبل قوات الأمن مع مجموعة العناصر الإرهابية، حتى تمت تصفيتهم جميعا .
وكانت وزارة الداخلية، أفادت بأنه وردت معلومات للأمن الوطني حول وجود عناصر إرهابية تعتنق للفكر التكفيري تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق القاهرة لاستهداف البلاد بتزامن أعياد الاقباط، وتم استهدافهم مما أسفر عن مصرع 7 منهم.
وسطرت العيون الساهرة ملحمة بطولية في منطقة الأميرية بالقاهرة، بتصديها لوكر إرهابي، خطط لارتكاب أعمال تخريبية في البلاد، تزامناً مع احتفالات أعياد الأقباط خلال الأيام المقبلة.
وفور تحرك رجال الأمن لمكان الوكر، ناشدوا الأهالي بالابتعاد عن نوافذ الشقق السكنية ومداخل العقارات للحفاظ على حياتهم، تزامناً مع الاشتباك المسلح بين الأمن والإرهابيين.
وفي مشاهد بطولية، نجحت قوات مكافحة الإرهاب فى القضاء على جميع العناصر الإرهابية بمنطقة الأميرية، فيما استشهد ضباط أمن وطنى في تبادل إطلاق النار بين القوات والعناصر المتطرفة.
وأفادت المعلومات الأولية أنه تم التصدى المبكر من أجهزة الأمن لمخططات إرهابية استهدفت أعياد الأقباط بمصر.
وجاءت هذه الضربة الأمنية الاستباقية، ضمن العديد من الضربات التي توجهها الشرطة للعناصر الإرهابية بهدف الحفاظ على أمن الوطن وسلامة أراضيه، لا سيما أن بعض العناصر الإرهابية تستغل الأعياد والمناسبات الدينية، وتحاول أن تطل برأسها على المجتمع بأعمال تخريبية، إلا أن يقظة الأمن تقف لهم بالمرصاد.
كما انتقل فريق من نيابة أمن الدولة العليا لمعاينة مسرح الحادث الذي أسفر عن استشهاد ضابط بقطاع الأمن الوطني وإصابة آخر وفردي شرطة من ذات القطاع.
وثمن خبراء أمنيون تحركات الشرطة وتعاملهم الإحترافى مع العناصر الإرهابية، ووئد الأعمال التخريبية قبل وقوعها، بما يؤكد على يقظة الأمن وقوته، وقدرته على الرصد والتحرك والتعامل.
وساهمت الضربات الأمنية المتكررة ضد العناصر الإرهابية إلى تراجع الحوادث الإرهابية من 481 حادثة عام 2014 إلى 22 حادثة إرهابية عام 2017 ، ثم تلاشي هذه الحوادث الإرهابية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث اختفت من المشهد تماماً، بسبب الضربات الاستباقية المتكررة من قبل رجال الأمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة