القارئ محمد على حسين يكتب: دينزيل واشنطن "خطيب هوليود المفوه"

 بملامحه السمراء ونظراته الحادة وتنوع ادواره ما بين الجدية والكوميدية اشتهر ذو الخمسة وستين عام بأداء ادواره التى خلدتها سماء هوليود.

فربما هو واحد من قلائل جدا فى زمننا هذا ممن يلعبون أدوارهم باحترافية عالية ويصبغونها بطابع الجدية الشديدة بل ويدقق فى كل ما يحمله اللفظ من قوة ومعنى ولا أدل على ذلك من خطبته الشهيرة فى فيلمه الأشهر "فيلادلفيا".

قصة الفيلم بإيجاز:-
 

تحكى عن محام مجتهد يعمل لدى إحدى المؤسسات الكبري. يصاب بالإيدز فتقرر الشركة إقالته دون ضمان اى حقا من حقوقه المادية وبل وتدعى كذبا بأن هذا القرار ناجما عن فشله فى أحدى القضايا. وتتخذ من ذلك زريعة كاذبة.ليس هذا فحسب

بل وتلفق بعض الشهود ، حينها يلجأ هذا المحامى توم هانكس او وكما يطلق عليه فى الفيلم (اندرو باكت ) الى أحد أصدقائه السابقين أملا فى الدفاع عنه .

فيعلم حينها هذا المحامى نعم هو نفسه بالمناسبة "دينزيل وشنطن" بأمر إصابته فيتوجس منه خيفة ويتعامل معه بحذرا شديد . نظرا للرأى الجمعى للمجتمع أنذاك بتجنب التعامل مع المصابين بالإيدز وبعد فترة طويلة من مراقبته (لاندرو باكت ) يلاحظ بأنه واحد من كثيرين ممن جار عليهم الزمن، وأنه كأى مواطن مقهور سلب حقه فى الحياة الكريمة. فيتخلى عفوية عن نظرته السطحية ويبدأ تلقائيا بالتعاطف معه ذلك بعد أن استشار طبيبه وعلم الكثير عن طرق انتقال العدوى وكيفية الوقاية .

من هنا تبدأ خطبته الشهيرة التى تصدرت عنواننا

خطبته الشهيرة أمام أعضاء هيئة المحلفين :-
 

"سوف تستمعون لتفسيرين لماذا طرد. ويعود الأمر لكم لتدقيق الحقائق حتى تقروا بالذى تعتقدون أنه الحقيقة.

هناك بعض النقاط التى تثبت (النقطة الأولي) (اندرو باكت) محام رائع. (النقطة الثانية) لديه مرضا منهك مميت. الحق القانونى الذى يؤمن حياته لايأتى الا من أرباب عمله أنفسهم (النقطة الثالثة) أرباب عمله انفسهم اكتشفوا بأن المرض الذى لديه هو مرض الإيدز.

(النقطة الرابعة) أنهم اضطربوا وهذا بالمناسبة هو ما يفعله غالبيتنا عند التعامل مع المرضى من هذا النوع .

مثل هذا السلوك قد يبدو معقولا لك ولى أيضا حضرة القاضى فالإيدز هو مرض عضال قاتل ولكن من غير المعقول وغير القانونى أن يقوم أرباب عمله بطرده لانه يحمل هذا المرض لأنهم بذلك قد كسروا القانون نفسه وضربوا به عرض الحائط . تصفيق .

بهذه الخطبة البسيطة الرائعة واداءها السلسل المنمق و طابعها الجدى تستطيع أن تدرك عزيزى القارئ مقال لماذا استحق دينزل واشنطن أن يوصف بأنه خطيب هوليود المفوه.