شكل رئيس الوزراء العراقى المكلف مصطفى الكاظمى فريقاً متخصصاً بالشؤون الاقتصادية والسياسية من أساتذة الجامعات وكبار المستشارين والموظفين في وزارات الدولة للبدء بدراسة البرنامج الحكومى والأسماء المرشحة لتولى الحقائب الوزارية قبل تقديمها ونيل ثقة البرلمان بحكومته المؤقتة.
والتقى رئيس الوزراء العراقى المكلف مصطفى الكاظمى، السبت، بأعضاء فى الحكومة المنتهية ولايتها فى محاولة لتشكيل حكومة جديدة بسرعة، وسط مستوى "نادر" من دعم المؤسسة السياسية فى البلاد فى خضم أزمات داخلية وخارجية خطيرة.
قالت وكالة الأنباء العراقية "نينا" إن الكاظمى بحث مع وزير المالية فى الحكومة المستقيلة فؤاد حسين خطوات تشكيل الحكومة والتحديات التى تواجهها الدولة العراقية.
وقالت اللجنة المالية النيابية إن الأزمة المالية والاقتصادية هى أول تحد سيواجه رئيس الوزراء المكلف، وذكر عضو اللجنة النائب أحمد الحاج حمه رشيد أن الكاظمى "غير مختص فى المجال المالى" وتساءل: "هل يستطيع المكلف حل مشكلة الموازنة؟ بينما الرجل الذي عمل فى الحقل المالي والاقتصادى طوال أكثر من 40 سنة وهو رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدى لم يستطع تقديم موازنة خلال عامين".
إلى ذلك، يواجه العراق فى الفترة المقبلة تحديات خطيرة من أهمها دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية وتلبية مطالب المحتجين بخدمات عامة أفضل ومحاربة الفساد.
وتواجه الكاظمى عدد من التحديات الكبيرة والضخمة منها نفوذ الولايات المتحدة العسكرى فى العراق خاصة بعد نشر واشنطن بطاريات صاروخية لحماية القواعد العسكرية فى العراق من التهديدات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، بالإضافة إلى تحجيم الدور الإيراني الكبير داخل الأراضى العراقية وهو ما يمكن أن ينجح فيه الكاظمى لارتباطه باتصالات جيدة مع طهران.
وقال الكاظمي في خطاب متلفز للشعب العراقى، الجمعة، إن "سيادة" العراق خط أحمر، ودعا إلى حصر السلاح بيد الدولة لكنه ترك "ثغرة" بتأكيده أن هيئة الحشد الشعبي هي كيان حكومي، رغم أن كيانات منطوية تحت لوائها تتهمها الولايات المتحدة باستهداف المصالح الأميركية.
ويرى بول سوليفان الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية أن الكاظمي "قوي وذكي" وباعتباره رئيسا لوكالة استخبارات مخضرمة "من المحتمل أن يكون لديه ملفات تدين كل الأشخاص المهمين ويمكنه استدعاء هذه الملفات للضغط عليهم".
وأضاف سوليفان في تصريحات نقلها موقع الحرة أن "خلق عراق ينعم بالسلام والاستقرار قد ستكون واحدة من أصعب المهام" التي ستواجهه، مشيرا أيضا إلى أنه "إذا لم يتحسن الاقتصاد وتخلق الوظائف لن يستطيع أقوى الناس الصمود بالبلد لفترة طويلة".
يذكر أن الرئيس العراقى برهم صالح أصدر الخميس مرسوما بتكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة المقبلة، عقب اعتذار عدنان الزرفي.
وانهى اعتذار الزرفي حالة من الشك والتكهنات سادت المشهد السياسي العراقي على خلفية التسريبات التي أشارت إلى انخفاض حظوظ الزرفي في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
والكاظمي، مستقل لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، تسلم منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني في يونيو 2016، خلال فترة تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة، ولا يزال يشغل المنصب حتى إعلان ترشيحه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة