مشهد مؤسف في قرية شبرا البهو بمحافظة الدقهلية أثار استياء عاما بسبب تجمهر الاهالى وتدافعهم لرفض دفن جثمان طبيبة توفيت بسبب إصابتها بفيروس كورونا المستجد ،لكن عددا من الأهالى استنكروا الواقعة ورفضوا ماحدث كما كشفوا جانبا آخر من التفاصيل.
استخدام مكبرات المساجد لمنع دفن الجثمان
سامى مؤمن أحد أهالى القرية قال إن المتوفية طبيبة تدعى سونيا عبد العظيم كانت تقيم خارج مصر وتبين إصابتها بفيروس كورونا فور عودتها من الخارج ،حيث أقامت بالحجر الصحى في محافظة الإسماعيلية ،وتوفت بالأمس وقرر زوجها الدكتور محمد الهنداوى دفنها في بلده ومسقط رأسه بقرية شبرا البهو.
وأضاف لـ"اليوم السابع" :"بعض الجهلاء وعديمى الوعى استخدموا ميكرفونات المسجد لتحريض الناس على الخروج لمنع دفنها في مقابر القرية ، وللأسف مقيمى الشعائر فتحو المسجد ونادوا في الميكروفون رغم أن هذا الوقت لم يكن مخصصا للصلاة".
وأضاف :"بالفعل خرج الناس علي مداخل القرية وتجمعوا وتجمهروا لمنع الدفن ، ووصل الأمر إلى أن قنوات الامن حضرت وتفاوضت مع الناس لكنهم أصروا على موقفهم فاضطرت القوات لتفريقهم وإلقاء القبض على بعض مثيرى الشغب".
وتابع :"هناك نقطة مهمة جدا وهى أن د. محمد الهنداوي زوج المتوفية من أكثر الناس الخيرين في البلد وكان دائم التبرع للمشروعات والجمعيات الخيرية في اي وقت سواء طلب منه او لم يطلب".
محمد رزق أحد شهود العيان أكد أن الأهالى تجمهروا منذ الساعة ال6 صباحا ،واستمروا حتى ال12 ظهرا حيث رفضوا كل محاولات التفاوض معهم لاثنائهم عن موقفهم ،ووصل الأمر إلى أن بعض الجهلاء أحضروا سيارة نصف نقل عليها مكبرات صوت لتحريض الاهالى على التجمهر ومنع دفن الجثمان.
وأضاف :"أريد التأكيد على أن ما حدث لا يعبر إطلاقا عن أهالى القرية وأن كل المتجمهرين ليسوا إلا فئة قليلة من الخارجين على القانون".
عباس شلبى أحد أهالى القرية ترك تعليقا عنيفا على ما حدث حيث قال :" وصمة عار عليكم بلد مفيهاش كبير الأهالي تتجمهر لمنع دفن زوجه د محمد الهنداوي ابن شبرا البهو البار بأهلها؟؟ ومكبرات الصوت وأعتراض الجنازة والشرطة".
وأضاف :" للأسف هيفضل التاريخ فاكر ليكم يا بلد كم الجحود وكم الجهل اللي ظهر منكم لابن بلدكم وهيفضل التاريخ فاكر ليكم ان تم الدفن بعد إطلاق القنابل المسيله للدموع وتدخل الشرطة".
وتابع :"تعترضوا راجل قارب الثمانين من عمره جاء يدفن زوجته الشهيده والله العظيم مصيبته في أهل بلده أعظم من مصيبته في زوجته".
وأضاف: العزاء الوحيد تعليق عامة الشعب على تصرفكم فضيحتكم أصبحت على الملأ وحسبنا الله ونعم الوكيل لو كل واحد شاف زوجته أو امه أو اخته أو بنته مكان الدكتوره سونيا يمكن كان الأمر اختلف لكن انتم أهل شبرا الجحود عديمي الوفاء"
من ناحيته قال النائب فوزي فتي، عضو مجلس النواب عن دائرة أجا بمحافظة الدقهلية وأمين سر لجنة الصناعة، إنه تلقي اتصالات من بعض الأهالي التي أبدت اعترضها سابقاً علي دفن الطبيبة التي توفت بمستشفي العزل في الإسماعلية بعد إصابتها بفيروس كورونا، لتبدي ندمها علي موقفها لاسيما بعدما تفهموا الأمر وأن دفن الطبيبة لن يتسبب في عزل القرية أو وقوعها في الحجر الصحي.
وأضاف فتي، في تصريح لـ"اليوم السابع"، أنه تواجد منذ صباح الباكر بصحبة مدير أمن محافظة الدقهلية اللواء فاضل عمار ورئيس المباحث والعمدة، في محاولة لتهدئة الموقف بعد تجمهر العشرات من الأولاد والسيدات غير المتفهمين لحقيقة الموقف حيث كانوا يعتقدون خضوع قريتي قروموط البهو وشبرا البهو للحجر الصحي، قائلاً : "المتجمهرين رفضا لدفن الطبية كانوا قلة من الشباب الصغير في السن والسيدات غير الفاهمين لحقيقة الأمر، في حين أن 90% من الأهالي كانوا في حالة حزن تامة وغاضبين من موقف القلة".
وتابع فتي، أنه وجه رساله حاسمة للقله الرافضة، وسألهم "كلنا معرضين للإصابة بالفيروس، ماذا سيحدث إذا تكرر نفس المشهد لزوجتك أو اختك، فسكت الجميع ولم يستطيعوا الرد"، مؤكداً أن دفن الطبيبة واجب فإكرام الميت دفنه خاصة أنه تم اتباع كافة الإجراءات الوقائية اللازمة.
ولفت فتي، إلي أن الطبيبة المتوفاة مصابة بفيروس كورونا، سيدة فاضلة ويعرفها شخصياً من 30 عام، مضيفاً : "زوجها صاحب خير كثير من القريتين، ومركز أجا حزين علي هذه السيدة".
ونوه أمين سر لجنة الصناعة إلي أنه تم منع دخول أهالي زوج الطبية في أي سجال مع القله الرافضة، منعاً لحدوث أي مشاحنات، موجهأً الشكر إلي مدير الأمن بالمحافظة ورئيس المباحث حيث تشاركا في كل الخطوات لتهدئة الأهالي واتخاذ اللازم لدفن السيدة المتوفاة.
نائب الدقهلية : الطبيبة المتوفاة المفروض تتشال على الرأس
واستنكر النائب السيد حجازي، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، تجمهر بعض أهالي المواطنين فى قرية شبرا البهو بالمحافظة لمنع دفن جثة طبيبة توفيت بمستشفى العزل فى الإسماعيلية بعد إصابتها بفيروس كورونا، مشيراً إلي أنه يخرج عن تقاليد الريف المصري الأصيل ، قائلاً : ليس هناك أحد بمنأي عن الإصابة بالفيروس، وهي دائرة وبتلف، ويجب التعامل برفق وإعمال الأديان السماوية التي تقول أن أكرام الميت دفنه.
وأضاف حجازي، في تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الطبية المتوفاة بعد إصابتها بكورونا، نحتسبها من الشهداء عند الله، حيث وافتها المنيه وهي تؤدي واجبها الوطني، قائلاً : "المفروض يتشال جثمانها علي الرأس، الطبيبة ضحت بحياتها من أجل الأخرين".
وشدد البرلماني علي أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الأحترازية عند التعامل مع جثمان الطبيبة ويجب علي الأهالي الطمأنينة لهذا الأمر تماما، قائلاً : محدش بيختار الموته اللي عايزها، الدور علي أي حد، وأسف علي خروج أهالي الريف عن عادتهم وتقاليدهم الراقية، بل هذا الموقف وصمة عار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة