بقلب الصحراء الشرقية وخاصة فى الأودية الجبلية الوعرة، التى يقصدها رعاة الأغنام والإبل لأيام لتوافر العشب والماء فيها، بهدف إشباع ماشيتهم التى قد تكون مصدر رزقهم الوحيد غيرهم من أهالى البادية بسكان الصحراء الشرقية، يحدد الرعى عند وجوده فى الأودية الجبلية قطعة فضاء ويقوم بتحديدها بالأحجار ويصلى فيها الفرائض، ويتركها لغيره عندما يغادر .
تسمى تلك القطعة التى حددت بأحجار ليصلى فيها بمساجد الفلاء أو مساجد الصحراء، وهى التى ما زالت تصلى فيها الفرائض من قبل كل راعى يمر يرعى أغنامه بجوارها أو عابر السبيل التى ينتقل من أهل البادية بين الأودية الجبلية، إلا أن تلك المساجد لا يتجمع فيها أعداد للصلاة إطلاقًا حيث أن الرعى عندما يمر بقطيعه يصلى والعابر فقط.
اعتمد الرعاة فى تحديد القبلة أثناء الصلاة فى الخلاء على النجوم والشمس، ورجعوا لدرايتهم بالطبيعة الذين يعيشون فيها، حيث أن مساجد الخلاء تعتبر مساجد للرعاة والعابرين، وكذلك أهل البادية قاطنى الصحراء.
أدم سعد الله أحد أهالى قبيلة العبابدة، يقول إن الكثير من أهل البادية يلتزم فى أداة الصلاة فى أوقاتها إلا أنه لا يعرف وقتا للآذان فى الصحراء، وكذلك راعى الأبل والأغنام مثلهم عابر الصحراء من مكان للآخر فما عليه ألا أن يصلى فى الخلاء، موضحا أن مع استمرار الوقت وطيلته وراء الرعى حدد أهل البادية والرعاة أماكن الصلاة فى أماكن معينة وقاموا بتحديدها بالأحجار وأطلقوا عليه اسم مسجد الفلا.
وأضاف سعد الله، أن حدد أهل البادية والصحراء فى مناطق الصحراء الشرقية بجنوب البحر الأحمر، القبلة فى تلك المساجد بخبراتهم مع العيش والسير فى الصحراء من خلال النجوم واتجاهاتها وكذلك طبقا لاتجاهات شروق الشمس فى ساعات الصباح .
وكشف عيسى لـ"اليوم السابع" أن من بين تلك الأودية التى توجد فيها تلك الأودية المترامية أودية الطرفة وأبرق وحدربة وأم سعفة وأم الطيور من أشهر الأودية التى يوجد بها مساجد الصحراء الذى يتركها أهالها بعد مغادرة تلك المناطق سعيا وراء العشب.
وتابع : أن تلك المساجد أكثر المصلين فيها هم منقبى الذهب والذين يبحثون لفترات طوية عن خام الذهب بالأودية الجبلية، فيقيموا صلاتهم فى تلك الساجد عند المرور بها، أغلبها يوجد بجوار ابار المياه للوضوء ولسقى ماشية الرعاة فدائما ما يعلم العابر أن طالما يوجد تلك المسجد المحدد بالأحجار هناك بئر مياه قريبا منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة