أكدت مصادر دبلوماسية أن السفير القطري لدى نيبال استولى على ملايين الدولارات من العمليات المشبوهة المتعلقة بتوظيف عمال نيباليين ونقلهم إلى قطر، في الوقت الذي تواجه فيه قطر بالفعل مزاعم بشأن استغلال وإساءة معاملة مئات الآلاف من العمال. لسنوات، ظهرت فضائح، حول ظروف العبودية التي يعاني منها العمال الأجانب في قطر، ومعظمهم يعملون في مشاريع البنية التحتية الخاصة ببطولة كأس العالم، التي ستقام في قطر في عام 2022.
كشف موقع حقوق العمال، المتخصص في تناول قضايا العمال في مختلف أنحاء العالم، أن العمال من نيبال عملوا في ظروف غير إنسانية، وتوفي أكثر من ألف عامل نيبالي في قطر. وقالت مصادر دبلوماسية إن مئات العمال النيباليين دفعوا للسفير يوسف بن محمد الحيل تسعة آلاف دولار، وما وصل مجموعه إلى خمسة ملايين دولار، للحصول على وظائف في قطر.
كما أفادت مصادر بوجود علاقة مشبوهة بين السفير القطري وشركة توظيف في نيبال تسمى "Sky Overseas Services"، التي أنشئت في عام 1998. وأبلغت الشركة العمال أن راتبهم الشهري سيكون 400 دولار، ليكتشفوا في وقت لاحق أن المرتب الفعلي لا يتجاوز 100 دولار.
أشار مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إن الفساد الذي يسيطر على عمليات التوظيف يشابه أنشطة عصابات المافيا والاتجار بالبشر ويشكل فضيحة للمضيفين القادمين لكأس العالم. كما كشفت البيانات الحكومية في نيبال عن عدد كبير من الوفيات بين العمال في قطر، حيث توفي ما لا يقل عن 1025 عامل بين عامي 2012 و 2017.
في عام 2018، توفي 149 عامل من بنجلاديش، بينما بين 2012 و 2018، توفي 1688 عامل هندي.
في أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة الجارديان أن في أغلب حالات الوفاة، لا تجري السلطات القطرية فحوصات ما بعد الوفاة، مما يجعل من المستحيل تحديد السبب الدقيق للوفاة.
وأضاف التقرير أن على الرغم من إعلان قطر عن تطبيق إصلاحات عديدة في نظام العمل، إلا أنها لا تزال تتعرض لانتقادات مستمرة من الدول والمنظمات غير الحكومية بسبب انتهاكات حقوق العمال الواسعة.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه على الرغم من إعلان الحكومة القطرية عن تغيير في قوانين العمال، مما يسمح للعمال الأجانب بمغادرة البلاد دون موافقة صاحب العمل، إلا أن هذا لم يطبق بعد وأولئك الذين يتركون أصحاب عملهم بدون إذن يواجهون السجن والاعتقال. وأشارت المنظمة إلى أن العديد من العمال المهاجرين الذين يتقاضون أجورا متدنية لا يزالون عرضة للعمل وسط ظروف أشبه بالسخرة.
وانتهى التقرير بالإشارة إلى قيام منظمة العفو الدولية بتوثيق أوضاع نحو ألفي عامل يعملون في ظروف قاسية في المنشآت الرياضية التي تبنيها قطر، ولم يتلقوا رواتبهم، واضطر معظمهم إلى العودة إلى بلادهم دون الحصول على مستحقاتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة