كشف كتاب بستان القديسات الصادر عن كنيسة العذراء بجرجا، وكذلك كتاب شهداء المسيحية للأنبا يؤانس أسقف الغربية المتوفي، قصة حياة الشهيدة كورونا أحد شهداء عصر الاضطهاد المسيحي.
وذكر الكتاب أن كورونا هي شابة صغيرة عمرها 16 سنة، كانت زوجة لأحد الجنود ولم يمضِ على زواجها سوى أربعة عشر شهرًا، ثم آمنت أثناء تعذيب الشهيد بقطر، ورأت ملاكين كل منهما يحمل إكليلاً، أحدهما للشهيد بقطر، فاندفعت هي وأعلنت إيمانها لتفوز بالثاني.
وأضاف الكتاب: كان الصمت يُخيّم على ساحة الاستشهاد، فالكل حتى غير المؤمنين انسحبت قلوبهم إلى الشهيد بقطر يتفرسون في ملامح وجهه التي حملت روح النصرة، لتعبر عن إيمانه بالله واهب الغلبة. كما صمت الكل ليسمعوا صلاته الجذابة.
واستكمل الكتاب سيرة القديسة كورونا: وسط هذا الصمت الرهيب إذ بصيحة كورونا تهز أركان الساحة. بشجاعة أعلنت أن الرب فتح عن عينيها لترى السماء المفتوحة والإكليلين النازلين. كانت كمن في سباق تخشى أن يضيع الإكليل الثاني من بين يديها.
استدعاها الوالي وحاول أن يثنيها عن إيمانها ولكنها كانت ثابتة.
ووفقا للكتاب فإن حوارا دار بينها وبين الوالي وجاء فيه:
أتظن أيها الوالي إني أفقد هذا الإكليل؟
- إن جنونك أيتها الصغيرة المسكينة يفقدك مجوهراتك الثمينة وملابسك الفاخرة، بل وحياتك أيضًا! سترين ذلك بعينيك.
- إنني أُفضل أن أفقد هذه الأشياء الفانية من ملابس ومجوهرات، أو حتى هذا الجسد، فإن مسيحي سيفيض عليّ بغنى رحمته!
- للمرة الثانية، أقول لكِ، انهضي يا امرأة وصلي للآلهة.
- لا تُحاول إرهابي، فإنني لن أخسر الإكليل السماوي من أجل طاعة أوامرك.
واختتمت سيرة القديسة: اغتاظ الوالي وأمر بتقريب شجرتين كانتا قريبتين من المحكمة، ثم قام الجلادون بربط أعضائها في كل من الشجرتين، وعند إعطاء الإشارة تُركت الشجرتان لتأخذا وضعهما الطبيعي، فاحتفظت كل منهما بنصف الشهيدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة