"عندما كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشر ظهر كانت عزبة حجازى بمركز بلبيس، على موعد مع وقوع حادث بشع أبكى أهالى مدينة بلبيس، بعد تداول خبر مصرع أم فى السابعة والعشرين من العمر ونجلتيها 7 و5 سنوات حرقا دخل حريق نشبب بمنزل زوج المجنى عليها، قبل أن يتوصل رجال البحث الجنائى إلى وجود شبهة جنائية وراء وقوع الحادث وقيام نجل شقيقة صاحب المنزل بارتكاب الواقعة، انتقاما منه.
وحيث لا ينفع الندم وقف الشاب المتهم بإشعال النيران فى منزل خاله بناحية عزبة حجازى بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، يبكى فى التحقيقات التى تمت معه، معربا عن ندمه الشديد على ما حدث مؤكدا أنه كان يريد إشعال النيران فى المنزل فقط انتقاما من خاله الذى تعدى على والدته بالضرب وأساء لها.
وقال المتهم فى التحقيقات: إن " م. ش" 35 سنة شقيق والدته، وقام منذ 3 أيام بالتعدى على والدته بالسب والضرب والإساءة لها، حال عدم وجوده بالمنزل وعندما علم أثار حفيظته وقرر الانتقام لكرامة والدته، ودفعه تفكير الشيطانى إلى شراء زجاجتين بنزين وإشغال النيران فى مسكن خاله انتقاما منه، ولم يعلم بوجود المجنى عليه ونجليتها، حيث تبين أن خاله متزوج من المجنى عليها منذ أيام، وأن الطفلتين أبناء المجنى عليها من آخر.
وتبين من التحقيقات أن المتهم بعد ارتكاب فعلته، تظاهر بالحزن الشديد على الضحايا وذهب إلى المستشفى لمواساة خاله والوقوف بجواره فى المحنة التى لحقت به، وأثناء تواجده فى المستشفي، تم القبض عليه، حيث توصلت تحريات ضباط البحث الجنائي، من خلال مناقشة شهود العيان بموقع الحريق، إلى مشاهدة أحد الأشخاص للمتهم فى موقع الحريق بحوزته زجاجتين بنزين. وقيامه بمحاولة الفرار قبل مشاهدته.
بداية الواقعة، ظهر أمس الخميس، عندما تلقى اللواء عاطف مهران، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ بنشوب حريق بمسكن ناحية منشية أبو حجازي، بندر بلبيس، دائرة مركز شرطة بلبيس، وتم إخطار شرطة الحماية المدنية للسيطرة على الحريق، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الحريق تحسبا لوقوع ضحايا.
وانتقلت الحماية المدنية، بإشراف العميد محمد العادلي، مدير الحماية المدنية بالشرقية، إلى موقع الحريق وتبين نشوب حريق بمنزل مبنى من الطوب الأحمر ومعروش بالأخشاب، وأسفر الحريق عن وفاة كل من " عبير ال م " 27 سنة ربة منزل، و نجلتيها " حنين خ ج" 7 سنوات و" حور" 5 سنوات، أثر إصابتهم بحروق واختناق، وأقر "محمد ش " 35 سنة مالك المنزل أن الحريق نشب نتيجة ماس كهربائي، قبل أن يتضح أن الحادث بفعل فاعل وتم التحفظ على جثة الأم وطفلتيها لحين وصول النيابة العامة.
وانتقلت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة بلبيس، بمعرفة الرائد إسلام عواد، رئيس المباحث، برئاسة العقيد جاسر زايد، رئيس فرع البحث الجنائي، لفرع الجنوب، بالتنسيق مع العقيد مصطفى رشاد، نائب مأمور مركز بلبيس، برئاسة العميد عصام هلال، مأمور مركز شرطة بلبيس، لفحص البلاغ، وتم انتداب الأدلة الجنائية لبيان سبب الحريق وكيفية حدوثه، وتم نقل الجثث لمشرحة مستشفى بلبيس العام تحت تصرف النيابة العام لحين صدور قرار بالتصريح بالدفن بعد المعاينة.
وكشفت التحريات عن وجود شبهة جنائية فى الحريق وتبين قيام " ا. غ. ع " 21 سنة عامل بورشة، بارتكاب الواقعة، انتقاما من خاله بسبب خلافات أسرية بينهما، وتم القبض عليه وإحالته للنيابة العامة، التى قررت محمود يحي، مدير النيابة، وبرئاسة أحمد خطاب، رئيس النيابة، وبإشراف المستشار الدكتور أحمد التهامي، المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، اليوم، حبس المتهم بإشعال النيران، بمنزل خاله بناحية عزبة حجازي، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة الحريق العمد والقتل، وكانت النيابة قد انتقلت إلى موقع الحريق لإجراء المعاينة، و قررت نقل جثة الأم وطفلتيها من مشرحة مستشفى بلبيس العام، إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي، بعد ما توصلت التحريات لوجود شبهة جنائية فى وقوع الحريق وأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي، لتشريح الجثث لبيان سبب الوفاة وكفية حدوثها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة