خلت شوارع مدينة بيت لحم تقريبا من المارة اليوم الجمعة فى حين نظم أفراد الشرطة الفلسطينية الذين وضعوا كمامات على أنوفهم دوريات بالمدينة، مهد المسيح، والتى تأثرت بشدة بحالة الطوارئ التى أُعلنت بسبب فيروس كورونا.
وأعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس حالة الطوارئ التى ستستمر 30 يوما فى الضفة الغربية المحتلة أمس الخميس بعد اكتشاف سبع حالات إصابة بفيروس كورونا فى بيت لحم بين عمال الفنادق الذين يعتقد أن سائحين أجانب نقلوا لهم المرض، وفى أجزاء أخرى من الضفة الغربية أقامت قوات الأمن الفلسطينية نقاط تفتيش ومنعت بعض الأجانب من الدخول.
وسيظهر الأثر الكامل للأمر بإغلاق المدارس والجامعات وإلغاء حجوزات السائحين الأجانب فى الفنادق بعد العطلة الأسبوعية اليوم والتى تشهد إغلاق معظم المكاتب.
وإلى الجنوب من القدس تم إغلاق البوابة فى نقطة التفتيش الإسرائيلية الرئيسية المؤدية إلى بيت لحم حيث تم منع دخول حافلات السائحين، ودخل بعض الزائرين من أماكم أخرى لكنهم وجدوا كنيسة المهد، أهم مكان فى المدينة، مغلقة.
وقال السائح الهولندى ليوناردو كايرولى وهو يقف فى ميدان المزود المهجور "أمر محزن لأننا فى الحقيقة كنا نريد الزيارة وأن نرى المدينة".
وعندما رأى الأب عيسى ثلجية أسرة كايرولى المحبطة خرج إليهم وقال إن الكنيسة تم تعقيمها ويرجح أن تفتح أبوابها من جديد فى غضون 14 يوما، وتواجه شركات كثيرة خسائر فادحة لأن 1.5 مليون سائح يزورون بيت لحم سنويا.
وقال نبيل جقمان وهو صاحب متجر هدايا "نحن أمام كارثة اقتصادية لكن يجب أن نعتنى بصحتنا"، وعلى مقربة منه، كان مطعم علاء سلامة للفلافل خاليا من المترددين. وقال سلامة "طوال الوقت نحن على استعداد للوضع السياسى مثل الحرب فى غزة أو بعض الاشتباكات فى نقاط التفتيش أو عند الجدار (العازل بين إسرائيل والضفة الغربية) إلا هذا الشيء". وأضاف "هو شيء جديد علينا".
وأغلقت السلطات نحو 30 مسجدا وألغت المؤتمرات وأغلقت الحدائق العامة فى مختلف أنحاء الضفة الغربية، وقال رئيس الوزراء محمد اشتية إن التنقلات بين مناطق الضفة الغربية يجب أن تكون للضرورة القصوى.
وبمقتضى اتفاقات مؤقتة تمارس السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا فى الضفة الغربية التى تحتلها إسرائيل. ورصدت إسرائيل 15 حالة إصابة بالفيروس بها.
وأدى صلاة الجمعة اليوم فى المسجد الأقصى عدد أقل من المعتاد لكن مراقبين قالوا إن هناك أسبابا أخرى لذلك منها الأمطار الغزيرة وإغلاق نقاط التفتيش بجانب المخاوف الصحية.
وفى أماكن أخرى فى الضفة الغربية، شهدت بلدات مثل أريحا رد الأجانب عند نقاط التفتيش حيث عبر بعضهم عن شعور بالضيق، وقال طالب من جنوب آسيا "لا أشعر بالأمان. إذا خرجت يصيح الناس قائلين ’كورونا’ أو يتبعنى بعض الناس لمدة خمس دقائق وهم يلتقطون الصور لي".
ولم يتم الإبلاغ بحالات إصابة فى قطاع غزة الذى تديره حماس. ومع ذلك قالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة التى تساعد الفلسطينيين إنها ستغلق المدارس التابعة لها فى القطاع وعددها 274 مدرسة لتقييم الموقف، وقالت الجامعات والكليات فى القطاع وعددها ثمانى إنها ستغلق أبوابها لمدة شهر تطبيقا لقرار الرئيس الفلسطيني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة