استخدام تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى فى معركة الإنسان ضد فيروس كورونا المستجد

الخميس، 05 مارس 2020 07:39 ص
استخدام تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى فى معركة الإنسان ضد فيروس كورونا المستجد اجراءات مكافحة فيروس كورونا
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أبحاث الذكاء الإصطناعى بما تحتضنه من خصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكى القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، أصبحت فى القرن ال(21) على درجة عالية من التخصص والتقنية، وانقسمت إلى مجالات فرعية، الأمر الذى عزز تحسن قدرات الذكاء الإصطناعى بسرعة، فأثبت ذاته على نحو متزايد فى مجالات عدة شهدت سيطرة الإنسان عليها تاريخيا.

وهناك مؤشرات اتجهت نحو احتمال صدق ما كشفت عنه دراسة حديثة، أجراها باحثون من جامعتى أوكسفورد البريطانية وييل الأمريكية، أشارت فيها إلى أن هناك احتمالا بنسبة 50 % بأن يتفوق الذكاء الاصطناعى على الذكاء البشرى فى جميع المجالات فى غضون 45 عاما، وأن يكون قادرا على تولى كافة الوظائف البشرية فى غضون 120 عاما، ولا تستبعد نتائج هذه الدراسة أن يحدث ذلك قبل هذا التاريخ.

ومن بين المؤشرات التى تتجه إلى صحة نتائج تلك الدراسة، لجوء السلطات فى الصين مؤخرا إلى استخدام الأدوات التى يتيحها الذكاء الإصطناعى كبديل للإنسان فى محاولات التخفيف من وطأة انتشار فيروس كورونا المستجد وكبح جماحه، وذلك فضلا عن ما تمخضت عنه التكنولوجيا الحديثة من أجهزة لتشخيص الفيروس وفصله، وكذلك الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية المستخدمة فى محاولة التوصل إلى علاج ولقاح مضاد للفيروس الذى مازال يبحث عن ضحايا ومرضى جدد.

دخل الذكاء الإصطناعى كحل سحرى وضرورة حتمية، معضدا لذكاء الإنسان فى حلبة صراعه مع ذكاء فيروس الكورونا المستجد، والذى يتجلى فى الحفاظ على نوعه وانتشاره رغم عدم قدرته على الحركة والتكاثر دون وجود عائل يستعمر خلاياه ويأمره بصناعة بروتين خلوى يضاهى تركيبه الوراثى (الجيني) واللازم لتكاثره، والذى يعجز هو نفسه عن تكوينه.

اللجوء لاستخدام كاميرات تعمل بالأشعة فوق البنفسجية، وتكنولوجيا التعرف على الوجوه، وكذلك استخدام الإنسان الآلى أو الروبوتات والطائرات المسيرة، من أبرز الأدوات التى بات لاستخدامها أهمية متزايدة فى محاولات الإفلات من براثن هذا الفيروس الذى أثار القلق والرعب فى العالم، حيث تعد الوسيلة الأكثر فاعلية وأمانا من الطرق التقليدية، ويمكن الاعتماد عليها فى الأعمال الشاقة والخطيرة التى يجب على البشر الابتعاد عنها وتجنبها.

ففى الخطوط الأمامية لمعركة الصين ضد فيروس كورونا المستجد، جيشت الصين الروبوتات لمهمة الحد من مخاطر العدوى العابرة وتحسين الكفاءة، حيث يمكن لها أن تساعد الطاقم الطبى فى القيام بمهام تشمل الاستشارات والتطهير والتنظيف وإيصال الأدوية.

وقد تم استخدام أكثر من 30 روبوت للتطهير فى أجنحة العزل، ووحدات العناية المركزة وغرف العمليات وعيادات الحمى فى المستشفيات الرئيسية التى تستقبل مصابى الفيروس لتوفير خدمة التطهير على مدار الساعة، ولإجراء أشكال متعددة من التطهير فى البيئات التى يعيش فيها البشر والآلات.

ويعتمد الإنسان الآلى فى مهمته على بخاخ موضوع على رأسه يحتوى على مادة "بيروكسيد الهيدروجين"، وعدد من المصابيح فى بطنه تصدر الأشعة فوق البنفسجية، ويستخدم أحد الروبوتات المزود بشاشة تفاعلية فى تقديم توجيهات التشخيص وترويج المعرفة للمرضى بشأن الوقاية من الوباء فى صالات المستشفيات.

فيما تقوم الطائرات المسيرة التى تعتمد على الذكاء الإصطناعي، والمزودة بعدسة تصوير حرارى وتعمل بالأشعة تحت الحمراء ومكبر صوت، باكتشاف الأشخاص المصابين بارتفاع فى درجة حرارة أجسامهم على مسافة معينة، فضلا عن بث رسائل عن التدابير الوقائية للسكان، والقيام بدوريات فى القرى والطرق الحضرية للتحقق من أى سلوك قد يسهم فى انتشار الفيروس، مثل عدم ارتداء الأقنعة فى الأماكن العامة والمزدحمة.

وتستخدم الماسحات الضوئية الحرارية فى جميع أنحاء العالم فى المطارات ومحطات السكك الحديدية، ويمكنها اكتشاف الأشخاص المصابين بالحمى وارتفاع درجة الحرارة، ومع ذلك لا يمكنها اكتشاف المصابين بفيروس كورونا المستجد إذا لم يصابوا بالحمى.

ويصيب الفيروس الجهاز التنفسي، وعند العطس أو السعال يسقط الرذاذ المندفع من الأنف والفم على الأسطح، التى يلمسها أناس آخرون، وبالتالى يلتقطوا الفيروس عن طريق الاتصال، ولهذا فإن لمس مقابض الأبواب القذرة أو الصنابير أو غيرها من الأسطح الملوثة، ثم مسح الأنف أو فرك العينين أو تقريب اليد من الفم، تعد من الطرق الشائعة لنقل العدوى.

وبمجرد دخول فيروس كورونا المستجد إلى الجسم، لن تكون أية مواد معقمة مثل الكحول أو الكلور مفيدة، رغم أن هذه المواد يمكن أن تقتل الفيروس قبل دخوله إلى الجسم، وعلى الرغم من الاعتقاد أن فيروس كورونا انتقل للمرة الأولى من حيوان إلى إنسان فى سوق للأغذية فى ووهان الصينية، إلا أنه لا يوجد أى دليل حتى الآن على إصابة أى حيوان بالفيروس، لا تفيد اللقاحات المتوفرة حاليا للالتهاب الرئوى فى الوقاية من الفيروس، ولا يزال الباحثون يسابقون الزمن فى محاولة لتطوير لقاح جديد لفيروس كورونا المستجد.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة