في الشمال الغربي لمدينة الشلاتين تقع أحد القري الصغيرة في جرف الصحراء الشرقية وتبعد قرابة 90 كيلو متر عن مدينة الشلاتين التابعة لها محلياً، حيث لا تعد قرية أبرق قرية سكنية بدوية فحسب، بل أنها أحد أهم قطاعات محمية جبل علبة الشهيرة، بالصحراء الشرقية.
ويقطن قرية أبرق مجموعة من الأهالي الذين ينتمون لقبائل العبابدة والبشارية، وعددهم محدود حيث لا يتعدي الـ 500 نسمة تقريباً، بدأت الدولة الاهتمام بهم متأخر وشيدت لهم مدرسة ووحدة صحية ووحده قروية، وهم ليسوا أول من قطن تلك المنطقة بل قطنها من قبلهم الفراعنة والرومانيين وتركوا فيها ما يدل على وجودهم فيها.
من جانبه قال أدم سعد الله، أحد أهالي مدينة الشلاتين، والمهتمين بتراثها، أن منطقة أبرق من أجمل المناطق الطبيعية في الصحراء الشرقية، مؤكداً أنها سميت بتلك الاسم نسبة إلي جبل أبرق الذي أطلق عليه تلك الاسم لأن كلمة أبرق عند قبائل الصحراء الشرقية تعني مزيج بين اللونين الأبيض والأسود.
وأضاف سعد الله لـ"اليوم السابع"، أن المنطقة تتميز بأهم مصدر للمياه هناك وهو بئر أبرق الشهير الذي يعتمد عليه الأهالي في كل شىء في حياتهم اليومية وشراب ماشيتهم، حيث أن الرعي هي حرفتهم الأساسية هناك.
وتابع : كذلك أشهر ما يميز منطقة أبرق دفتر الشيخ حامد، وهو كان قبل وفاته شيخ منطقة أبرق، حيث كان يمتلك دفترا، يسجل فيه كل زائرا للمنطقة اسمه فيه يقال أن سجل الملك فاروق فيه اسمه عندما قام برحلة صيد بالقرب من المنطقة، وكان يطلق عليه دفتر حامي ابرق.
وأوضح سعد الله، أن الرومانيين تركوا أثارهم بمنطقة أبرق، حيث توجد هناك أثار لقلعة رومانية قديمة ربما تكون وزارة الأثار لم تسمع عنها شيئا، مؤكدا أن أبرق توجد على احجار جبالها رسومات قديمة ترجع إلى ما قبل التاريخ، تلك الرسومات، عبارة عن حيوانات من الفيلة والجاموس والأسود، وحللها بعض الباحثين الذين زاروا المنطقة أنها رسومات من قبل التاريخ، موضحا أن الإنسان القديم كان يرى الحيوان ويرسم أشكالها.
وتابع : كذلك وضع الفراعنة بصمتهم فى تلك المنطقة، حيث عثر على أحجار الضخمة للمنطقة كتابات هيروغليفية هذا ما يؤكد أن الفراعة وصلوا لتلك المنطقة قديماً.
من جانب آخر، قال الباحث البيئي أحمد غلاب، أن بيئيا تعد منطقة أبرق أحد ثلاثة قطاعات محمية علبة الشهيرة بل أهم قطاعاتها، حيث أن قطاع أبرق يضم عدد من الأودية الجبلية التي تتميز بطبيعتها الخلابة مثل العرقة وأبو سعفة وتضم الكثير من الآثار، الفرعونية والرومانية هناك.
وأضاف غلاب لـ"اليوم السابع"، أن منطقة ابرق تضم أنواع مختلفة من النباتات والحيوانات البرية التي رصدت من قبل هناك، حيث أن هناك تكون نباتات طبية في أغلبها، مضيفا أن تم أن تعد تلك المنطقة مواطنا لحيوانات برية كثيرة منها الغزال والوبر والتيتل التي تتواجد بكثرة في منطقة أو بسعفة.
وتابع غلاب أن وادي أبو سعفة من الأودية الجبلية التي لها قيمة بيئية وتاريخية مميزة حيث أنها ذات قيمة تاريخية بمحمية جبل علبة، وبها بوابة منحوتة في صخور جبال أبو سعفة وتسمى بوابة الماء Aqua door والتي تعود تاريخها إلى العصور الفرعونية القديمة وتحوي بعض النقوش الفرعونية القديمة، مما يدل على تواجد قديم للإنسان الفرعوني في تلك المناطق.
ويحتوي وادى أبو سعفة على واحة نخيل كبيرة أسفل سفح جبل أبو سعفة والتي تواجدت في المنطقة منذ القدم خصوصا مع انبثاق بعض مجارى المياه من جبال أبو سعفة وتكوينها لعيون مياه طبيعية في الوادي والتي تعطى قيمة طبيعية بجانب قيمته وأهميته التاريخية ويظهر علاقة قوية بين الطبيعة وتاريخ المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة