خاض حليم العشرات من قصص الحب، كلها قد عاشها بصدق مشاعره، فكان لحليم سحر خاص استطاع هذا السحر أن يوقع عشرات الفتيات فى حبه، وكأن حليم يأبى أن يعيش دون حب، بالرغم من أن كل قصصه كانت تنتهى إما بالفراق أو الموت، ولم تتوج واحدة منهم بالزواج، فكواليس حياة حليم العاطفية مليئة بالأحداث والغموض.
اليوم فى ذكرى وفاته نستعرض جزءا من هذه الكواليس..
سعدية هى أول حب فى حياة حليم كما ذكر هو، كانت جارته فى مقعد الترام حينما كان طالبا بالمعهد العالى للموسيقي، وصفها حليم بأنها لم تكن عيناها خضراوين ولم يكن فيها من جمال الجسد قدر ماكان فيها من جمال الروح، وكان حليم لا يدرى هل كانت سعدية تشعر به فى كل مرة يجلس بجوارها فى الترام، وفى يوم قرر حليم أن يكتب لها جوابا يفصح فيه عن حبه لها وكتب لها "آنستي.. لست أدرى ماهو نصيب تلك الرسالة ولا ادرى ماهو رأيك فيها وفي، ولا أدرى أيضا أين أنا منك ومن قلبك أما أنتى فأنت أعلم أين أنتى"، واستطاع حليم أن يدس الرسالة فى يدها قبل أن يقفز من الترام عند محطته المعتادة، ولم يرها بعدها لمدة عامين، ولكن قابلها بعدها فى نفس المكان ونفس المقعد بجواره ولم يتردد حين أمد لها يده ممسكا يدها وهمس لها "حمد الله على السلامة سنتين بحالهم وأنتى غايبة كنتى فين" أخرجت سعدية خطابه الذى كاد أن يكون ممزقا وقالت "ياسيدى الافندى فين أنا وفين أنت، أنت متعلم وبتكتب كلام حلو وأنا بنت شغالة فى مصنع" وقررت الفتاة البسيطة أن تنهى هذه القصة واستأذنته هربا من حبه لأنها رأت عدم التكافؤ بينهما.
وكانت قصة الحب الحقيقية فى حياة حليم من نصيب الفتاة الأرستقراطية چيهان أو ديدى كما كان متعارف عليها، تلك القصة التى أنتهت نهاية مأساوية وكانت سبب فى حزن حليم حزنا شديدا، بدأت تلك القصة عندما أحبت ديدى الفتى الأسمر صاحب الصوت الدافيء، وكان حليم قد أيقن أن حبه لن يعيش تحت الأضواء صمت حليم لفترة طويلة وعاش مشاعره معها بمفرده، ولكن قرر فى لحظة أن يتقدم لخطبتها وبالفعل طرق باب بيتها ليجد مئات الأبواب بينهم والتى لا يستطيع أحد فتحها، فقد رفضته عائلتها بسبب عدم التكافؤ الاجتماعى واعتبروه نزوة فى حياتها ستنتهى، وعدته ديدى أنها لن تكون زوجة لرجل غيره ولكنها لم تمتلك قوة التصدى لتعنت عائلتها، وفجأة أصيبت ديدى بمرض خبيث لم يصب سوى واحد فى المليون من البشر، ولكنها استسلمت له واستطاع هذا المرض أن يقضى عليها وهى فى أواخر العشرينيات، وقبل رحيلها وهى على فراش الموت قال لها حليم لن أتزوج بعدك ولا قبلك من امرأة أخرى، حزن عليها حليم حزنا شديد وكانت رغبته هى اللحاق بها.
ولأنه لم يستطع العيش دون الحب، استطاعت نجلاء الفتاة اللبنانية أن توقظ الحب فى قلب حليم، عندما زار حليم لبنان رأى نجلاء وشعر أن بها الكثير من ملامح ديدى وصرح لها بحبه، ولكن خافت نجلاء أن تخوض تجربة حب محكوم عليها بالفشل، فنجلاء لا تستطيع العيش مع رجل له آلاف المعجبات، فكانت تريد أن يكون حبيبها لها بمفردها، ورحل حليم عن بيروت دون أن يحسم أمره وعندما عاد مرة أخرى عرف بحفل زفافها وأرسل إليها برقية لتهنئتها، ومنذ تلك الزيارة وحتى وافته المنية لم يزر حليم لبنان مرة أخرى.
خاض حليم بعدها الكثير والكثير من قصص الحب، التى قد تكون أثرت بشكل أو بآخر فى أعماله الفنية، وكانت ملهمه له، ولكن لم تكمل قصة حب واحدة فى حياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة