وصف الأنبا دانيال لطفى مطران، الإسماعيلية والدلتا للأقباط الكاثوليك، أيام ظهور فيروس كورونا بزمن الترميم قائلا:إن عرفنا كيف نستغلُ هذا الوقتَ، الذى فيه تعودُ توازناتٌ كنّا قد أهملناها.
توازناتٌ إيمانيةٍ وروحيّةٍ، اجتماعيّةٍ وعائليّةٍ وإقتصاديّةٍ، قيمٌ ومبادئ وعاداتٌ وأولوياتٌ، كانت قد غابتْ عنّا، على المستوى الشخصيّ والجماعى.
وأضاف مطران الإسماعيلية في رسالة للأقباط اليوم: سيعودُ خوفُنا على بعضٍ، وستعودُ قيمةُ الحياةِ والحرصُ على بقائها. اصبحتْ فرصةُ لَمْ شملِ العائلةِ متاحةً، انتبه لعائلتِك ورمّم ثغراتِها، إنّها فرصةٌ لنعودَ ونكتشفَ احتياجَنا للدفءِ العائليّ. إلى متى الخصامُ والانقسامُ والتجاهلُ بين العائلاتِ والأفرادِ؟
وحذر المطران: لا تجعل زمنَ كورونا زمنَ دينونةٍ للآخرِ، لا تغضب إذا اكتشفتَ عيوبًا وتجاوزاتٍ لم ترها مِن قبل، رُبّما بسببِ تقصيرِك. بل اجعله زمنَ تضامنٍ وتصالحٍ، اقتربْ من اهلِك ورمّمْ ما قد اهترأ.
ونصح الأنبا دانيال: عُد وأفرز مقتنياتِك، ماهو الأهمُ ثمَّ المهمُ ثم قليلُ الفائدةِ، وأخيرًا ما يمكنُ الإستغاءُ عنه، تحرّرْ الآن مِن الأشياءِ والمقتنياتِ، ابقِ لك الأهمَ وتجاوزْ الباقي.
امّا عن إغلاقِ الكنائسِ، تسائل المطران: أتستغربُ الآن وتتعجبُ مما حدثَ، هل شعرتَ بأهميةِ القدّاسِ والتّناولِ؟ كم كنتَ تركّز على المظهرِ وتهملُ الجوهرَ؟ كم مِن مرةٍ أضعتَ فرصَ حضورِ القدّاسِ؟ ولم تضعْ أولويةً له؟ كنتَ تفضّلُ مشاهدةَ مباراةِ الكُرة عن حضورِ القدّاسِ، أو تتعذرُ لأسبابٍ واهيةٍ؟ كنتَ تعيشُ ضمانةً مزيّفةً، وتؤجلُ خلاصَ نفسِك.
واختتم: ستعودُ كنائسُنا تمتليءُ بأبنائها اكثرَ مما كانتْ عليه، سيغمُرُنا اشتياقُ الذهابِ للكنيسةِ وفرحُ المكوثِ فيها. الحانُها وطقوسُها، الإفتقادُ والإجتماعاتُ، الأنشطةُ والنّادي والمسابقاتُ، ما أروعُها وأقدسُها أيّامٌ وأوقاتٌ وأزمنةٌ روحيّةٍ،، ستعودُ، لكن الأهم أن تعودَ انتَ؛ لذاتُك لبيتِك لأهلِك ولمجتمعِك ولكنيستِك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة