يبدو أن الخسائر التى خلفها انتشار وباء كورونا العالمى على اقتصاد العديد من الدول فى طريقها لأن تطول الجميع، فبخلاف الشركات الكبري واقتصاديات الدول التى تضررت من حالة الركود والإغلاق التى تم فرضها بسبب وباء كورونا وخروجه عن السيطرة، بات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مرمى النيران.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الأحد، تأثرت ممتلكات ترامب من مطاعم وفنادق ومنتجعات فاخرة بشكل حاد بسبب وباء كورونا ، بما فى ذلك شركاته الخاصة بتنظيم المؤتمرات الدولية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مقربين من الرئيس الأمريكى قولهم إن العديد من الكيانات التابعة لمجموعة ترامب الاقتصادية تم إغلاقها بالفعل كما تم تسريح لعدد من العاملين بها، فى الوقت الذى ينادي فيه ترامب بتوفير حزم مساعدات من الإدارة الأمريكية لأولئك المتضررين من التداعيات الاقتصادية المصاحبة لوباء كورونا.
وأمر حاكم ولاية فلوريدا الذي ينتمي للحزب الجمهوري باغلاق جميع المطاعم والبارات كما فرض قيودا خاصة في بعض الاماكن من ضمنها مقاطعة بالم بيتش حيث يوجد نادي ترامب مار-لاجو الذي كان يعمل جزئيا فيما سبق.
وفي لاس فيجاس تم إغلاق فندق ترامب استجابة لقرار حاكم ولايه نيفادا وأخبر الفندق العملاء أنه لن يُعاد فتحه حتى 17 أبريل المقبل كما تم تسريح بعض الموظفين في الفندق بالفعل.
في اليوم السابق للاغلاق ، تلقى بعض موظفي فندق لاس فيجاس رسالة بريد إلكتروني من المدير الإداري ورد فيها وفقا لنسخة حصلت عليها الصحيفة "إذا كنت تتلقى هذه الرسالة ، فقد تم تغيير عملك إلى حالة تسريح مؤقت".
بينما ظل فندق ترامب في سنترال بارك بنيويورك مفتوحًا لكنه وجه تحذيرا لعملائه من انه لا يمكن توقع ما هو قادم ومع ذلك ، يتوقع الفندق نقصًا كبيرًا في الإيرادات وفقًا لرسالة حصلت عليها الصحيفة.
وتم بحسب الصحيفة، تسريح 51 من موظفي فندق نيويورك الذين يزيد عددهم عن 300 موظف بينما كان العدد اكثر في فندق واشنطن حيث تم تسريح 160 عامل بعد ان انخفض معدل اشغال الغرف بالفندق الي 5%.
ووفقا للتقرير تم اغلاق جميع المطاعم التابعة لشركة ترامب في عدد من الولايات مثل ميامي وهونولولو وشيكاغو إما جزئيًا أو كليًا ، مما أدى إلى قطع مصدر رئيسي من الإيرادات.
وقالت المتحدثة باسم منظمة ترامب ، كيمبرلي بنزا ، في بيان: "تم إغلاق العديد من المرافق مؤقتًا نظرًا للتفويضات المحلية والولائية والفدرالية، ونحن ننتظر بفارغ الصبر اليوم الذي ينتهي فيه هذا الوباء ويمكن إعادة فتح منشأتنا ذات المستوى العالمي."
وأشارت الصحيفة فى تقريرها، إلى أن مؤسسة ترامب لا تنشر معلومات عن الربح أو الخسارة، مشيرة إلى أنه من غير الواضح مدى تأثر صافي أرباحها بالانكماش.
وقالت الصحيفة إن مؤسسة ترامب لديها استثمارات مربحة أخرى في المباني التجارية التي لن تتضرر على الفور من فيروس كورونا لكن العديد من الشركات الأكثر مديونية تعتمد على تلك التي تعمل في مجال السفر التي تواجه اغلاقات متعددة.
ولا يزال ترامب يمتلك إمبراطوريته التجارية ، لذلك يمكن أن تؤثر صراعاته على ثروته الشخصية، ذلك بخلاف امتلاكه سبعة فنادق أمريكية من ضمنهم ثلاثة في واشنطن وميامي وشيكاغو بقروض معلقة من بنك دويتشه، وكانت القيمة الأصلية لهذه القروض أكثر من 300 مليون دولار.
ويقول ترامب إنه أعطى مهام الإدارة اليومية على أعماله إلى أبنائه دونالد جونيور وإريك. لكن ملكيته الشخصية تضعه في وضع غير مسبوق في هذه الأزمة حيث يُطلب منه إنقاذًا فيدراليًا من قبل نفس الصناعة التي تشمل شركاته الخاصة.
وفقًا لرئيس الجمعية الأمريكية للفنادق والإقامة طلبت صناعة الفنادق من إدارة ترامب ضخ كميات هائلة من المساعدات ، قائلة إن تأثير وباء كورونا على صناعتهم كان أكبر من "11 سبتمبر والركود الكبير لعام 2008 مجتمعة"
كما لم ترد منظمة ترامب على أسئلة عما إذا كانت ستطلب مساعدة الحكومة الفيدرالية كجزء من أي عملية إنقاذ أوسع نطاقا للصناعة.
وفي الآونة الأخيرة في وقت مبكر من مارس حينما قلل ترامب من التهديد الذي يشكله وباء كورونا واتبعته شركاته إلى حد كبير في التقليل من خطورة الامر وتحديدا في يومي الـ 7 و 8 مارس، زار ترامب منتجع مار لاجو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع التي قام خلالها بحضور حفل لجمع التبرعات من الحزب الجمهوري وحفلة عيد ميلاد لصديقة نجبه دونالد ترامب جونيور وزيارة من الرئيس البرازيلي حيث وثبت أن ثلاثة أشخاص في النادي في نهاية الأسبوع كانوا مصابين بعدوى فيروس كورونا.
في الوقت نفسه ، بدأت أعمال الفنادق في الانخفاض بجميع أنحاء البلاد.. ووجدت شركة STR ، التي تحلل البيانات من جميع أنحاء صناعة الفنادق ، أن معدلات الإشغال الأسبوع الماضي انخفضت بنسبة 25 في المائة عن العام السابق.
في فندق ترامب في شيكاغو بعد شهر مشغول بشكل غير عادي في يناير وفبراير انخفض الإشغال وقال أحد الاشخاص المطلعين على الامر إن العملاء قاموا بإلغاء حجوزاتهم حتى يونيو، مضيفا إن البار والمطعم تم إغلاقهما بسبب أوامر الحكومة
وفي نفس السياق بدأت عقارات ترامب بأكملها في الإغلاق واحدا تلو الاخر حيث تم إغلاق نادي ترامب في بيدمينسترثم أغلق ملعب الجولف في مقاطعة ترامب في لوس أنجلوس بعد أن أمرت السلطات بإغلاق الاماكن غير الضرورية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة