يبدو أن حالة الهلع التي يعيشها المصريون من فيروس كورونا، سببها الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى تستهدف بث الشائعات عن الفيروس، وأصبح هناك كثيرون يحاولون إظهار أنفسهم على أنهم خبراء في هذا الشآن، ويسردون قصص عن الفيروس، ليثرون الرعب بشكل كبير حول هذا الفيروس المستجد، ولعل هذا ظهر بشكل جلى في حالة تكالب المواطنين على السلع في المتاجر وكأن نهاية العالم قد اقتربت.
كل هذه الوقائع تتطلب وقفة حاسمة تجاه كافة الشائعات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى حول هذا الفيروس، وعدم التهوين أو التهويل من هذا الفيروس، وضرورة الاعتماد على المعلومات الرسمية، وغلق كافة الصفحات التي تتورط في بث الشائعات.
في هذا السياق، تقول النائبة هالة أبو السعد، عضو مجلس النواب عن محافظة كفر الشيخ، إن الشائعات التي تنتشر عن فيروس كورونا على مواقع التواصل الاجتماعى تتسبب في نشر حالة من الذعر والهلع، ولها هي السبب في تزايد إقبال المواطنين على شراء السلع.
ووجهت النائبة هالة أبو السعد، رسالتها إلى الشعب المصرى قائلة: "قرار شراء وتخزين سلع ومنتجات وأدوية فوق احتياجاتكم كأفراد.. هو قرار غير مدروس ولا ينم إلا عن ثقافة الانانية والجهل فى التعاطى والتعامل مع أزماتكم كمواطنين ويعرضكم لاستغلال من بعض معدومى الضمير وتجار الأزمات، وبالطبع ينعكس بالسلب على الاقتصاد المصري وبحركة السوق والتى تؤثر على باقى المواطنين غير القادرين ومحدودي الدخل، ببساطة أنتم من تصنعون السوق السوداء".
واستطردت: "الصينيون وقفوا طوابير لأجل احتواء المرض والتطوع والمساعده قدر الإمكان وأنتم وقفتم طوابير لأجل احتكار السلع والمنتجات".
قبلها تقدم النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، بطلب مناقشة عامة حول استيضاح سياسة الحكومة بشأن كم الصفحات الوهمية المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والتى يتم الترويج من خلالها للأكاذيب والشائعات والأخبار المفبركة، حيث تعتبر هذه الصفحات منصة صريحة ومباشرة للإعلام المزيف، قائلا: "من يُنشئ صفحة مزيفة تكون لديه النية للقيام بفعل مخالف للقانون".
وأوضح عابد أن مواقع التواصل أصبحت من ثوابت العصر، ولهذا لا بد من التعامل معها على هذا الأساس، وعلى الجميع أن يعلم أنها سلاح ذوى حدين، فهناك جماعات وكيانات ودول بعينها تستخدمها فى تشويه صورة بعض المؤسسات، وذلك من خلال الترويج لشائعات لا أساس لها من الصحة، وتستغل هذه الجماعات بعض الأحداث، للتزييف والتكشكيك طوال الوقت فى أمور بعينها لتحقيق أغراض دنيئة.
وشدد علاء عابد على ضرورة أن يكون هناك حصر شامل ودقيق لكافة الصفحات الوهمية التى تُستغل للترويج للشائعات، ويتم التعامل الفورى معها، لافتا إلى أن هناك جهودا كبيرة مبذولة فى هذا الصدد، ولكن لا بد من مزيد من الجهود للقضاء على هذه الصفحات بقدر المستطاع.
فيما قالت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، إن الشائعات ليست موجودة على منصات السوشيال ميديا فقط، ولكن هناك وسائل إعلام لها انتشار واسع تنشر أخبار كاذبة عن انتشار فيروس كورونا بين عشرات الآلاف من المصريين، مثل الجارديان البريطانية، وتخصص ساعات لمهاجمة منظومة الرعاية الصحية في مصر، مثل الجزيرة القطرية، وعشرات الفيديوهات الشخصبة على الانترنت لمصريين يعيشون في الخارج ويرجون لأفكار ومخاوف لا أساس لها من الصحة، هذا طبعاً بالإضافة إلى تأثر المصريين بحالة الخوف الموجودة فى العالم كله تجاه الفيروس.
وتابعت داليا زيادة: لا يجب أن نهون أو نبالغ في خوفنا من هذا الفيروس. مصر وضعها أفضل من أغلب دول أوروبا، ولدينا القدرة على مواجهة الخطر بالفعل، وليس مطلوب من المواطنين سوى الالتزام بتعليمات وزارة الصحة حتى تمر هذه المرحلة الخطرة باقل خسائر ممكنة.
وطالبت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، بضرورة الاعتماد على التقارير والمعلومات الرسمية الت ىتصدر عن الدولة المصرية حول فيروس كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة