ذعر عابر للحدود، وارتباك على امتداد القارة الأوروبية خلًفه انتشار وباء كورونا القاتل، فبرغم التقدم التقنى والتكنولوجى، وجودة الأنظمة الصحية فى دول أوروبا قياساً بغيرها من دول العالم، إلا أن نصيب الأوروبيين من الوباء ما بين الإصابات والوفيات يقترب بشدة من تجاوز الصين نفسها مركز الانتشار الأول لكورونا.
التجمعات اكثر اسباب انتشار الوباء
أسباب الإصابات والوفيات القياسية في القارة العجوز، فسرها البعض بأن سياسة الحدود المفتوحة بين دول الاتحاد الأوروبي وسهولة تنقل مواطنيها ومقيمها، وتاشيرة الشينجن، هى السبب، حيث كثافة الحركة بين الدول الأوروبية، وسهولة التنقل داخل دول القارة في المواصلات العامة، عبر القطارات الداخلية غير المجهزة للفحص الطبى، وغير المعقمة.
الوباء ضرب ايطاليا بعنف
وفى تصريح صحفى لصحيفة نيوورك تايمز الأمريكية، قال والتر ريتشياردي، أحد كبار خبراء الصحة في إيطاليا، إن السبب فى انتشار وباء كورونا فى أوروبا، يعود إلى ثقافة التجمعات الموجودة بهذه الدول، وإهمال اتخاذ قرارات حاسمة منذ الوقت الأول لانتشار الوباء فى العالم، وعدم اتخاذ احتياطاتها اللازمة منذ اعلان منظمة الصحة العالمية انتشار الكورونا.
كما أن إعلان منظمة الصحة العالمية، أن أكثر الفئات عرضة لفيروس كورونا هم كبار السن، وأن المرض يكون أكثر شدة وحدة مما يزيد من احتمالات الوفاة لديهم مقارنة بالشباب والأطفال، أشار بأصابع الاتهام إلى الأنظمة الصحية الأوروبية والتطور الدائم في المعيشةـ ، التى ساهمت فى خفض معدل الوفيات فى دول القارة العجوز، وأصبح معدل نسبة المسنين وكبار السن أعلى بالنسبة للعدد الكلي لسكان القارة، حيث يصل متوسط عمر الفرد فيها إلى 80 عام، لذا فقد انتشر الفيروس بين الفئة العمرية الأكبر سنًا وهى الأكثر انتشارًا فى أوروبا.
وباء الكورونا ينتشر بين كبار السن
وأظهرت دراسة أجريت فى أواخر شهر فبراير بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات يمثلون 1٪ فقط من جميع حالات فيروس كورونا، بينما يمثل البالغون فى الفئات العمرية 30-79 نسبة هائلة تبلغ 87٪.
ووفقا لموقع الإحصائيات "ورلد أُميتر" الدولي، فإن إيطاليا تشهد أكبر زيادة فى مؤشر حالتي الإصابة والوفاة بكورونا أكثر من أي مكان في العالم، فعدد المصابين بها 27 ألف و980 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 2158 ، وفى اسبانيا عدد المصابين 9 الاف و942 والمتوفين 342، بينما بلغ المصابين فى ألمانيا 7272، والوفيات 13، وفرنسا عدد المصابين 6650 بينما المتوفين 148.
وحسب الإحصائيات المحلية والدولية، فإن كبار السن يمثلون الفئة الأكبر من الشعب الإيطالي، لذلك فإن معدل الوفيات وحدة الإصابات تتزايد في إيطاليا، إذ أشار مسؤولو الصحة الإيطالية أن غالبية الضحايا، حتى الآن، من كبار السن، الذين يتجاوز عمرهم 60 عاما.
كورونا فى اوروبا
وقال مدير إدارة الحماية المدنية الإيطالى، أنجيلو بوريلي، خلال مؤتمر صحفي في روما: "تمثّل الوفيات نسبة 4.25 % من إجمالي الإصابات"، مضيفا أن متوسط العمر للمتوفين هو ما بين 60 و 81 عاما .
وفى بلجيكا أعلنت وزارة الصحة البلجيكية أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد زادت بأكثر من الضعف ، وأضافت أنه تم فحص 441 شخصا، وُجد بينهم 59 حالة إصابة مؤكدة معظمهم لأشخاص سافروا إلى إيطاليا.
وفى هولندا ذكرت السلطات الصحية في هولندا أن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد 1413 إصابة بـ"كوفيد-19" بينها 24 وفاة.
وفي أول خطاب من نوعه لرئيس وزراء هولندي منذ الأزمة النفطية في سبعينيات القرن الماضي، قال مارك روتي إن هذا الأمر قد يستغرق "أشهرا أو أكثر، وأن غالبية الهولنديين سيصابون بفيروس كورونا. هذا ما ينبئنا به الخبراء".
شوارع أوروبا الخاوية
وتفرض هولندا قيودا هي الأكثر تشددا منذ انتهاء الحرب العالمية تتضمن إقفال المدارس والمطاعم والمقاهي.
أما النمسا فبعد أن ارتفع عدد المصابين فيها إلى 860 حالة، أشار مستشار النمسا، زيباستيان كورتس، فى تصريحات له، إن بلاده ستحظر الرحلات الجوية المباشرة إلى إيران وكوريا الجنوبية ومدينتي ميلانو وبولونيا الإيطاليتين بسبب طريقة انتشار فيروس كورونا بها.
كما أعلنت حكومات النمسا والمجر إلغاء نظام العمل بفيزا شنجن، الذى يتيح الحركة بين كل دول أوروبا، وفقًا لهذه التأشيرة، والتنقل فى المواصلات العامة والقطارات الداخلية غير المعقمة، والتى قد يسهل انتقال الوباء منها.
سياسة التحركات المفتوحة السبب فى انتشار الوباء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة