على مسرح كلية اللاهوت الكاثوليكية بالمعادي، وقف طلاب الكلية التى تخرج القساوسة فى ملابس الممثلين يحيون الجمهور ويستمعون إلى إشادات الحضور بعد أن قدموا العرض المسرحى "المحروسة" للكاتب سعد الدين وهبة، بعد أن أكدوا على دور المسرح فى تقديم رسالة الكنيسة وربطها بالمجتمع حتى وإن كان العمل بعيد عن المسرحيات الدينية التى تقدم سير القديسين وشهداء الكنيسة وتعاليمها.
الشماس مينا صموئيل مخرج العرض قال، إنه اختار تلك المسرحية للكاتب الكبير سعد الدين وهبة باعتبارها أحد علامات المسرح المصرى إذ قدمت جوانب مختلفة من الشخصيات الإنسانية والصراع بين الخير والشر إلا إنه عمل على تغيير بعض الأحداث فيها كى يوصل للجمهور رسالة مفاداها "الشر ينقلب على صاحبه".
صموئيل قال لليوم السابع، إن العمل على المسرحية استغرق شهرا ما بين تحضيرات وورش كتابة وبروفات للممثلين المشاركين لافتا إلى أن القيم التى قدمتها المسرحية لها دور كبير فى التكوين الروحى وفى تثقيف الشمامسة المشاركين وكذلك جمهور الحاضرين.
صموئيل رفض الفصل بين الفن والدين معتبرا أن المسرح والإبداع بشكل عام من طرق التواصل مع المجتمع وأحد الأدوات الأساسية فى التواصل مع المؤمنين والمخدومين فى العمل الكنسى مضيفا: نقدم رسالة الكنيسة وقيمنا وثقافتنا فى عمل مسرحى بعيد عن الملل والرتابة إذ أن المسرح الذى يعتبر أبو الفنون يسمح لنا بالالتقاء مع الجمهور مباشرة مما يعظم من دوره فى المصداقية والتأثير.
أما الشماس مينا نصير الطالب بكلية اللاهوت أيضا وأحد المشاركين فى العمل، فقال أن كلية اللاهوت الكاثوليكية تولى عناية خاصة بالمسرح إذ يعرض الطلاب الكثير من الأعمال ما بين الأدبية والكنسية على خشبة مسرح الكلية وهو عمل تشجع عليه إدارة الكلية وآباء الكنيسة الكاثوليكية بشكل عام.
وقال نصير: عملنا على تعديل أحداث المسرحية وحذفنا بعض الشخصيات وغيرنا نهايتها حتى نبتعد بها عن السياسة ونركز على القيم الاجتماعية التى تقدمها لافتا إلى أن المسرح الكنسى له دور كبير فى دعم الكثير من المواهب فى مجالات الإخراج والتمثيل والديكور والإضاءة والرسم .
ولفت نصير إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تهتم بالفنون بشكل عام عبر مراكز ومؤسسات متعددة تابعة لها من بينها المركز الكاثوليكى للسينما والمركز الثقافى الكاثوليكى وكلها مؤسسات تساهم فى ربط الكنيسة بالمجتمع بل وتقديم رسالتها على أكمل وجه.
مسرحية "المحروسة"
قدمت على خشبة المسرح القومى 1962، وشارك بطولتها كل من فردوس محمد، حسن البارودي، سعيد أبو بكر، كمال حسين، محمد السبع، شفيق نور الدين، أحمد الجزيري، على رشدي، توفيق الدقن، ملك الجمل، فردوس حسن، محمد الدفراوي، عبدالله غيث، رجاء حسين، عبدالرحمن أبو زهرة، إبراهيم الشامي، عبدالسلام محمد، فرج الخطيب، مرسى الحطاب، محمد سالم، من إخراج كمال ياسين، وأخرجها للتلفزيون محمود مرسي
تقوم المسرحية على صراع بين جيلين، الجيل القديم الذى يمثله مأمور المركز فى إحدى محافظات الوجه البحرى بمصر، والجيل الجديد الذى يمثله الضابط الشاب سعيد». أما الصراع فإنه يدور تحديداً من حول أسلوب العمل فى قسم الشرطة، الذى من الواضح أنه يمتّل هنا عالماً صغيراً يرمز إلى العالم الكبير أى إلى البلد كلها - علماً أن اختيار وهبة قسم الشرطة مكاناً لمسرحيته الأولى لم يأت اعتباطاً فالرجل كان أصلاً ضابط شرطة - وذلك لمناسبة اكتشاف جريمة قتل يتوجب التحقيق فيها. فالضابط الأكبر سناً، يريد أن ينتهى من التحقيق فى شكل بيرقراطى وبأسرع ما يكون، وعلى هذا النحو لا يتورع عن إلصاق التهمة برجل كان من الواضح أنه بريء ولا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد. فالاتهام والبراءة هنا ليسا أكثر من قضية تتعلق بساعات العمل بالنسبة إلى الضابط القديم.
لكن الضابط الجديد، لا يمكنه أن يرضى بمثل تلك «الخاتمة». فهو من جيل يتمسك بفكرة أن العدل أساس الملك وأن كل متهم يكون بريئاً حتى تثبت تهمته. وفى سبيل تحقيق هذا المبدأ، لا يهم مقدار الوقت الذى يستغرقه التحقيق. ليس وقت الدوام ما يهم هنا، ولكن الوصول إلى الحقيقة، وبالتالى تحقيق العدالة. وهو ما يتحقق بالفعل إذ ينتصر منطق الضابط الشاب فى الفصل الأخير من المسرحة، إذ يعتمد على العلم والذكاء لا على الفهلوة. فيما يُنقل الضابط القديم فى نهاية الأمر، إلى مركز آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة