هذيان هذا أم جنون الذى يفعله الرئيس التركى رجب أردوغان في سوريا؟ تتساقط جنوده جثثا على أرض إدلب السورية دون أن يبالى ، يهرع على الولايات المتحدة لمساعدته لتعويض خسائره لكن واشنطن غضت الطرف وقالت انها "ستدرس" ذلك. وحينما لم يفلح لجأ لابتزاز دول الاتحاد الاوروبى ليساعدوه في عدوانه على سوريا بتهديده فتح الحدود أمام المهاجرين اللذين تستضيفهم تركيا. وأخيرا وليس أخرا ضربت صواريخ أردوغان مقر "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران التي من المفترض أنها صديقة لأنقرة ، ما أدى إلى مقتل تسعة من أعضاء جماعة حزب الله وإصابة 30 آخرين.
ففي الأسبوع الماضى سقط للجيش التركى 33 قتيلا في محافظة إدلب السورية، التي يحتدم بها القتال الآن بين الجيش السورى والإرهابيون المدعومون من تركيا، مما رفع العدد الإجمالي للخسائر في صفوف القوات التركية في شهر فبراير فقط إلى 55 قتيلا. فيما يقول وزير دفاع التركي إن الهجوم الأخير وقع رغم التنسيق مع روسيا ، في إستهتار واضح بأرواح جنوده الأبرياء الذى ذج بهم في معركة خاسرة.
وأمام هجوم الجيش السورى "الأكثر فتكا" على القوات التركية في محافظة إدلب، طلب وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو ، المساعدة من أمريكا بإرسال صواريخ باتريوت لدعم القوات التركية إلا أن واشنطن فيما يبدو أنها تتبع سياسة غض الطرف ورد وزير خارجيتها مايك بومبيو على طلب نظيره التركى بدراسة الأمر.
لم تقف هرولة السلطان العثمانى عند أمريكا، فبعد مقتل 33 من جنودها يوم الخميس الماضى ، قالت تركيا إنها ستسمح للمهاجرين الذين تستضيفهم بالعبور بكل حرية إلى أوروبا.
وتستضيف تركيا نحو 3.7 مليون لاجئ سوري إضافة لاستضافتها للاجئين من أفغانستان وإيران والمغرب وجنسيات أخرى.
وتُذكر عودة اللاجئين للحدود بأكبر أزمة هجرة في أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية، أزمة 2015 و2016 عندما غرق آربعة آلاف شخص وهم يحاولون الوصول إلى اليونان قبل أن تغلق تركيا الحدود مقابل الحصول على أموال من الاتحاد الأوروبي.
لم يقف أردوغان أيضا عند هذا الحد، بل اندفعت قواته في إدلب بشن هجمات في ساعة متأخرة من يوم الجمعة الماضى باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ ذكية استهدفت مقر جماعة حزب الله اللبناني الدعومة من إيران قرب مدينة سراقب وأدت إلى مقتل تسعة من أعضاء جماعة حزب الله المدعومة من إيران وإصابة 30 آخرين. على العلم بأن العلاقات التركية الإيرانية جيدة لأنها تتلاقى فى المصالح ما يثبت أن أردوغان بات على وشك الهزيمة في سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة