113 مصنعا تنتج الجلد ومدخلاته لوقف استيراده من تركيا والصين.. 25 منها تبدأ الإنتاج وافتتاح 7 أخرى بفبراير
80 مصنعا تضخ منتجاتها للأسواق بنهاية 2020 وتدشين مصنع لصب النعال
وخطة للتصدير للمغرب وأسبانيا وإيطاليا
يبدو أن قطاع الصناعة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى على موعد مع طفرة ستشهد لها الأجيال القادمة، سواء ببناء المجمعات الصناعية الجديدة، والتى تنتشر فى 12 محافظة، وتوفر أكثر من 4317 وحدة صناعية، أو إطلاق مبادرات لتحفيز الصناعة بحوالى 100 مليار جنيه، وإسقاط ديون تصل لـ 31 مليار جنيه عن المصانع المتعثرة، وكذلك إنشاء بنية تحتية قوية تخدم المناطق الصناعية، بهدف زيادة الإنتاج وحل مشكلات الاستثمار الصناعى.
وهنا على بعد حوالى 70 كيلو مترا من وسط القاهرة، وفى منطقة صحراوية يستغرق الوصول إليها أكثر من 20 دقيقة، بعد أن تشق مدينة العاشر من رمضان الصناعية، مرورًا بطريق "القاهرة- الإسماعيلية" الصحرأوى، تجد نفسك على موعد مع أحد الإنجازات الضخمة، التى ربما لم يسمع عنها أحد فى مصر، إلا رواد مهنة صناعة الجلود، وهو مركز صناعة الجلود المتطورة، أو مدينة الجلود.
مصانع مدينة الجلود بالعاشر من رمضان
وتعد مدينة الصناعات الجلدية المتطورة هى الأولى من نوعها فى مصر، والثانية فى الشرق الأوسط، والتى تصل مساحتها لأكثر من 187 ألف متر مربع مقسمة على 113 مصنعا بمساحات متقاربة لا تقل عن 600 متر لكل وحدة صناعية كامل التجهيز، والتى جرى تشييدها بأحدث النظم الإيطالية، ودعمها بآلات لإنتاج كافة مراحل صناعة الجلود.
وخلال جولة استمرت عدة ساعات داخل مدينة الصناعات المتطورة للجلود، حاول "اليوم السابع" الوقوف على كل ما يجرى فى مدينة الجلود والتى بدأت الإنتاج ألفعلى عبر تشغيل حوإلى 25 مصنعا، منها ما ينتج الأحذية الجلدية للأولاد والرجال والسيدات، والكوتشى بأنواعه، وكذلك وحدات صناعية يجرى تشغيلها لاحقا لإنتاج مستلزمات ومدخلات الإنتاج، وبها استثمارات من دول عدة "الصين والأردن وسوريا وإيطاليا، وكذلك تشغيل 7 مصانع أخرى بنهاية فبراير الجارى، على أن يتم تشغيل 80 مصنع بكامل طاقته بنهاية 2020".
ساحات وعنابر كبيرة مطلية باللون الأزرق السمأوى، عشرات العمال يعملون فى صمت، للانتهاء من تسليم الوحدات والمصانع الصغيرة لأصحابها، ترفيق هنا وتشييد هناك، بخلاف سيارات تدخل لنقل إنتاج المدينة للأسواق، إضافة إلى عمليات تجهيز للطرق الداخلية بالمدينة، تمهيدا لافتتاحها من قبل وزيرة الصناعة والتجارة، الدكتورة نيفين جامع.
تشطيب وحدات مركز صناعة الجلود
وتتميز مدينة الجلود المتطورة بأنها متكاملة لكافة مراحل الإنتاج، بحسب يحيى زلط رئيس مركز الصناعات الجلدية المتطور، والذى قال لليوم السابع خلال الجولة، " المدينة هنا متكاملة لكافة عمليات الإنتاج، فيوجد مصانع لحقن وصب النعال لتعويض استيراد النعال الجاهزة من الصين وتركيا، كما تحوى المدينة على مبنى لمستلزمات وخيوط واللاصق وغيرها من مستلزمات هذه الصناعة، كما يوجد بها مصنع لإنتاج الكارتون والذى يحتاجه تغليف المنتج فى صورته النهائية".
وأشار زلط إلى أن مراحل الإنتاج هنا بمكونات مصرية 100 %، سواء جلد طبيعى أو نعال وخيوط وغيرها، كما أن النعال فى المصانع بنظام التشغيل وليس الحقن، وهو نظام متطور يعتمد على خطوط إنتاج حديثه، منها ما هو مستورد من الصين ومنها الإيطإلى".
وبشأن ماكينات الإنتاج فى المدينة، كشف زلط أن هناك مركز متخصص لصيانة المكينات بعضها محلى وأخرى أجنبية، ومركز تكنولوجى داخل مدرسة تعليم الطلاب، على أفضل النظم التعليمية منها مناهج إيطالية لرسم الموديلات وتنفيذها عبر الماكينات الموجودة بالمدرسة برسمها على أجهزة الكمبيوتر ثم تنفيذها، وهناك 75 طالب تم استقبالهم فى 3 فصول العام الدراسى الحإلى، والعام القادم 8 فصول تستوعب 400 طالب.
مبنى بصناعة الجلود
ولأول مرة يتم تعليم الطلاب أولى مراحل صناعة الجلود فى المدرسة عبر 5 ماكينات صناعة مصرية من مصانع الإنتاج الحربى، وفق أحمد قطب مدير بمركز الجلود، والذى أكد أن الطلاب يتدربون عمليا على الإنتاج، وهذه الماكينات صناعة مصرية، تم اتاحتها من خلال توقيع بروتوكول تعأون بين مركز صناعة الجلود ووزارة الإنتاج الحربى برعاية مركز تحديث الصناعة، كاشفا عن ابرام تعاقد مستقبلى لتوريد 100 ماكينة يتم توزيعها على مصانع مدينة الجلود، وهى ضمن إنتاج بمصانع 999 الحربى.
وتابع قطب: "التدريب العملى فى المدرسة هو نموذج لقيام الطلاب بالإنتاج ألفعلى فى المصانع، وخلال الترم المنقضى تمكن الطلاب من التعامل على هذه الماكينات وهناك نمإذج عملية موجودة، ويتم امتحان الطلاب عمليا على هذه الأجهزة".
مركز خدمات مصانع الاحذية
فى سياق متصل، كشف الدكتور مؤمن حجاج مدير مدرسة صناعة الجلود، أن هناك راتب شهرى للطالب يبدأ من 500 جنيه بالمرحلة الأولى ويصل إلى 700 جنيه بالمرحلة الثالثة، بخلاف مكافآت أخرى للمتميزين وقد تصل المكافآت إلى أكثر من 800 جنيه، وخلال السنة الأولى يتم تدريب الطلاب على أساسيات مهنة صناعة الجلد، ويتم التدرج سنويًا وخلال أخر عام من دراسته، يكون الخريج "فنى" كامل التجهيز للإنتاج ألفعلى، ويقود صناعة الجلود فى مصر.
وخلال جولة "اليوم السابع" بمركز الجلود، رصدنا مبنى مكون من 4 طوابق مدون عليه عبارة تحيا مصر، وتبين أنه مبنى إدارة المدينة، ويتواجد به عدد من الطوابق بها نمإذج من إنتاج المدينة، وكذلك بعض معروضات خام الجلد الطبيعى، الذى يدخل فى العملية الإنتاجية بحسب يحيى زلط، كما أن هناك قاعات لاستقبال مستوردين أجانب للاطلاع على إنتاج المدينة تمهيدا لعملية التصدير.
يحيى زلط
وبشأن حجم الإنتاج السنوى لمدينة الجلود، كشف زلط أن الإنتاج متنوع ما بين حريمى وأطفإلى ورجإلى وشنط مدرسية، وفى مرحلة لاحقة أحزمة ومحافظ، وقد يتجأوز الإنتاج السنوى 4.5 مليون "جوز" أحذية يتم ضخها للأسواق الداخلية لتكون بديلا للاستيراد من الصين وتركيا، لافتا إلى أن حجم إنتاج المدينة يقترب من 10% من احتياجات مصر من أصناف معينة من الأحذية الجلدية والمقدرة بـ 50 مليون حذاء، بخلاف أنواع أخرى مها "الشبشب والصندل".
وكشف زلط، عن وضع خطة للتعاقد مع مكاتب لتوريد الأحذية إلى إسبانيا والمغرب وإيطاليا، لكنه نفى التوجه إلى الأسواق الأفريقية فى المراحل الأولى لخطط تسويق إنتاج المدينة، قائلا" أفريقيا سوق يحتاج إلى دعم قوى للتواجد فيه، ويتطلب منتج بميزات سعرية، وبألفعل زرنا أوغندا نهاية 2019 لكن السوق هناك يحتاج إنشاء مصانع للإنتاج، وعرضنا عليهم إنشاء مول لتسوق منتجات مدينة الجلود المصرية، بدون مقابل لمدة 5 سنوات، نظير مساعدتهم لإنشاء مدينة مماثلة، لكن لم يتم الرد على هذا التوافق".
وفى ختام الجولة، أشار رئيس مركز صناعة الجلود، إلى أنه سيجرى الآنتهاء من الأرصفة الداخلية فى المدينة خلال وقت قريب قبل الافتتاح الرسمى والذى سيتم تحديده من قبل وزيرة الصناعة والتجارة، والتى تلقت دعوة لافتتاح المدينة رسميا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة