تمر اليوم الأربعاء 5 فبراير، الذكرى الحادية عشرة لرحيل أمير قراء القرآن الكريم الشيخ فتحي المليجي، أحد أشهر قراء القرآن الكريم فى مصر والعالم الإسلامى، والذى توفى فى مثل هذ اليوم 5 فبراير عام 2009.
ولد الشيخ فتحى المليجى فى الخامس من سبتمبر عام 1943، بقرية الحِبش التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، وأتم حفظ القرآن الكريم فى العاشرة من عمره، والتحق بالتعليم الأزهرى فى مدينة أبو كبير، إلى أن تخرج فى معهد القراءات بالقاهرة عام 1968، قبل أن تبدأ موهبته فى تلاوة القرآن الكريم تظهر، ليشارك فور تخرجه فى معهد القراءات فى المسابقة المحلية التي تنظمها وزارة الأوقاف للقراء في شهر رمضان، حيث فاز بالمركز الأول وذلك فى عام 1977.
سطع نجم الشيخ فتحى المليحى، حتى أطلق عليه البعض لقب "أمير القراء" لتأثره بالشيخ مصطفى إسماعيل، وبدأت علاقته به فى نهاية الستينيات، حيث كان المليجى يتلو فى إحدى سرادقات العزاء بمنطقة الأزهر، فإذا بأحد الأشخاص يخترق صفوف الحضور ليقول للمليجى إنه أنا سائق الشيخ مصطفى إسماعيل وهو يريد التحدث إليك خارج السرادق، فأنهى الشيخ فتحى المليجى تلاوته وهم مسرعًا نحو سيارة الشيخ، فإذا بالأخير يوجه ويٌعلم ويعطى الشيخ المليجى محاضرة فى فن التلاوة.
وفى تصريحات سابقة للعقيد حسن فتحى المليجى، ابن الشيخ فتحى المليجى لـ"اليوم السابع"، روى هذا اللقاء عن والده قائلاً: "فوجئ والدى بالشيخ مصطفى إسماعيل يقول له نصًا: "القراءة بالجرام وليست بالطن، فمن يريد تقليد مصطفى إسماعيل لازم يكون قوى ولا يخرج من عباءة مصطفى إسماعيل حتى يظل قويًا لكن الجعير ذلك لا يجوز"، غير أن والدى تقبل هذا النقد البناء من أستاذه فى دولة التلاوة واعتبر هذا النقد منهاجًا سار عليه بقية حياته، فأصبح أحد أهم تلاميذ الشيخ مصطفى إسماعيل، بل امتدت هذه العلاقة لتتخطى حدود الأستاذ والتلميذ إلى أكثر من الصداقة.
ويضيف نجل الشيخ فتحى المليجى: "والدى نصب نفسه خادمًا لدى الشيخ مصطفى إسماعيل وشقيقه الشيخ محمد إسماعيل، فمثلاً كان والدى يقبض مستحقات الشيخ مصطفى إسماعيل من النقابة ويرسلنى بها إليه فى منزله وكان عمرى وقتها 9 سنوات"، كما أن لوالدى الكثير من الصداقات مع أبناء جيله من كبار القراء أمثال القراء "محمد شبيب وراغب غلوش والسعيد عبدالصمد الزناتى، ومحمد الليثى، ومحمد حصان والشحات محمد أنور وأحمد نعينع وصلاح سلامة".
انضم الشيخ فتحى المليجى لبعثات وزارة الأوقاف لإحياء ليالي شهر رمضان في الخارج وسافر لأول مرة إلى لندن عام 1983 بصحبة المشايخ "أحمد عامر ومحمود عصفور، وفؤاد العمروسى والشيخ على حجاج السويسى" لإحياء شعائر الشهر الكريم ثم سافر إلى الدنمارك وبنما وإسبانيا عامين متتاليين والأرجنتين عامين متتاليين والبرازيل والإمارات والسعودية وليبيا وماليزيا والسويد والنمسا إلى أن طلب المركز الثقافى الأمريكي بلوس أنجلوس استضافته مدى الحياة وظل مبعوثًا هناك لمدة 18 عامًا متتالية حتى وفاته، ومن كثرة الدول التى سافر إليها وطول مدة بقائه في أمريكا أطلق عليه البعض لقب سفير القرآن.
وفى عام 1984، اعتمد الشيخ فتحى المليجى فى الإذاعة المصرية ثم التليفزيون، وسافر بعدها إلى دول وبلدان كثيرة، وفي منتصف الثمانينات سجل الشيخ "فتحي المليجي" المصحف المجود لإذاعة الكويت، وعين قارئا بمسجد الثورة في مصر، خلفًا للشيخ عبدالعزيز حربى.
وكان الملك فهد بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشرفين، يرسل إلى الشيخ المليحى الدعوات الشخصية، وفى إحدى السنوات أهداه مفتاح الكعبة المشرفة، وأرسل له زوج أخت الملك فهد طائرة خاصة لتصحبه إلى إسبانيا ليفتتح مسجداً شيده هناك.
توفى الشيخ فتحى المليجى فى مثل هذا اليوم 5 فبراير عام 2009 عن عمر 65 عاماً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة