خالد الطوخى يكتب: المبادرة الرئاسية " اتحضر للأخضر" خطوة ضرورية لنشر ثقافة حماية البيئة.. والجامعات والمؤسسات التعليمية نقطة الإنطلاق نحو مشاركة مجتمعية شاملة

الثلاثاء، 04 فبراير 2020 01:23 ص
خالد الطوخى يكتب: المبادرة الرئاسية " اتحضر للأخضر" خطوة ضرورية لنشر ثقافة حماية البيئة.. والجامعات والمؤسسات التعليمية نقطة الإنطلاق نحو مشاركة مجتمعية شاملة خالد الطوخى وخالد عبد الغفار وزير التعليم العالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ظل تزايد الاهتمام على المستوى الرسمى بقضايا البيئة وتأكيداً لدور المجتمع المدنى فى إبراز جهوده الساعية نحو المحافظة على البيئة وتنميتها بات ضرورياً وحتمياً أن تشارك كافة مؤسسات الدولة فى تفعيل المبادرة الرئاسية الواعية والحريصة على المستقبل المستدام لأبناء الأمة وأعنى بها مبادرة "اتحضر للأخضر"خاصة أن تلك المبادرة لم تأت من فراغ وإنما هى امر حتمى فرضتها الظروف الراهنة و تهدف فى المقام الأول إلى رفع الوعى لدى فئات المجتمع المختلفة بأهمية الحفاظ على البيئة حماية الموارد الطبيعية ليس هذا وحسب بل تتجه ايضاً نحو تعديل سلوك المواطنين تجاه عناصر البيئة المختلفة الى جانب تعزيز إحساس المواطن بملكيته لأصول رأس المال الطبيعى وبالتالى تعريفه بمسئوليته نحو الحفاظ عليها واستخدامها بطريقة مستدامة بما يعود عليه بالنفع على كافة المستويات.

وهناك مسألة فى منتهى الأهمية فى هذا الشأن تتعلق بتوقيت إطلاق هذه المبادرة فقد تم اختيار هذا التوقيت بعناية فائقة خلال شهر يناير الماضى لتستمر طوال العام واستوقفنى فى التوقيت أن شهر يناير هو شهر التشجير، حيث تركز المبادرة فى أحد جوانبها على تشجيع المشاركة المجتمعية فى نشر المسطحات الخضراء ونشر ثقافة التشجير بين المواطنين وأهميتها فى مواجهة تلوث الهواء وآثار التغيرات المناخية.

وفى هذا السياق، تم الاحتفال بيوم البيئة فى مصر يوم 27 يناير الماضى ليصبح مناسبة قومية يتم الاحتفال بها كل عام وذلك تخليدا لليوم الذى صدر فيه أول قانون لحماية البيئة فى مصر وهو قانون رقم 4 لسنة 1994، الأمر الذى دفع وزارة البيئة لأن يكون لمصر يوم وطنى للبيئة يتم الاحتفال به كل عام من أجل شحذ الوعى البيئى لدى الأفراد وتشجيعهم على ممارسة سلوكيات صديقة للبيئة تستهدف فى المقام الاول صون الموارد الطبيعية والحفاظ عليها.

 

والحق يقال فإن هذه المبادرة الرئاسية شديدة الأهمية يعد بصدق شراكة حقيقية بين وزارة البيئة والمجتمع المدنى لذا فإننى أرى أنه على الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية دوراً رئيسياً فى المشاركة فى هذه المباردة حيث يقع على عاتقها مهمة اساسية حتى تخرج المبادرة على اكمل وجه وذلك بكل تأكيد يتكامل مع الإرادة السياسية والوطنية فى الإصرار على وضع البيئة ضمن قائمة أولويات الدولة المصرية وهنا اود التأكيد على مسألة مهمة وهى أن حماية البيئة ستبقى عنواناً لتحضر الأمم ووعيها بضرورة تحسين نوعية الحياة لكل الأجيال القادمة، وهذا الأمر يعد أحد الأذرع الثلاثة للتنمية المستدامة حيث أن حماية مواردنا الطبيعية لصالح الأجيال القادمة هو جوهر فكرة التنمية المستدامة.

وفى تقديرى فإن جهود الشراكة المتواصلة بين وزارة البيئة والجامعات والمؤسسات التعليمية لتقديم الأفكار واقتراح المبادرات، بحيث تكون نموذجاً ناجحاً للتحضر للأخضر والعمل على تكراره فى أماكن أخرى وحتى تدخل المبادرة حيز التنفيذ منا يدعونى لأن اقترح ان تتضمن الفعاليات المصاحبة للمبادرة مجموعة من الأنشطة يتم تنفيذها داخل الجامعات بالتنسيق مع وزارة البيئة وفروعها الإقليمية وبالتعاون أيضاً مع الوزارات والجهات المختلفة ومؤسسات المجتمع المدنى والأفراد والقطاع الخاص فى كافة ربوع الجمهورية وهذه الأنشطة تستهدف فى الأساس التعريف والتوعية الجماهيرية بأهمية وأهداف الثقافة البيئية من خلال تنفيذ عدة أنشطة تتضمن ندوات وورش عمل ومسابقات بيئية وحملات نظافة وتشجير وفى هذا الصدد اود الاشارة الى أن المسابقات البيئية من الآليات الفاعلة فى شحذ الوعى البيئي، حيث يجب أن تتضمن فعاليات تنفيذ المبادرة الرئاسية "اتحضر للأخضر" إطلاق مسابقات بيئية لفئات مختلفة من المجتمع ومنها على سبيل المثال مسابقة تصميم بوستر عن الطبيعة فى مصر ومسابقة التصوير الفوتوغرافى عن البيئة ومسابقة إعادة تدوير المخلفات المدرسية ومسابقة أجمل حى أو شارع بيئى الى جانب التركيز على بث تنويهات ورسائل بيئية فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.

واللافت للنظر أن حملة "اتحضر للأخضر.. اتحضر للمستقبل" تدعو إلى تغيير السلوكيات وحث المواطن على المشاركة فى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها وذلك حفاظا على حقوق الأجيال القادمة.

 

وتتضمن خطة المبادرة أيضاً خلال الفترة المقبلة ومراحلها المختلفة تسليط الضوء على دور الشباب فى الحفاظ على البيئة وصون الموارد الطبيعية والعمل على دمجهم بشكل أكبر فى العمل البيئى مع ضرورة القيام بالجهود المختلفة لحماية الإنسانية وكوكب الأرض من اخطار التغيرات المناخية وذلك من أجل أن نعيش بشكل صديق للبيئة خاصة أن حماية البيئة تتمثل فى الحفاظ على ما يحيط بالإنسان من تربة وماء وهواء، فضلاً عن ذلك فهناك قناعة تامة بأن نشر المفاهيم البيئية يحتاج إلى تضافر كافة الجهود لنحقق الأهداف المرجوة ونحافظ على استدامة استخدام الموارد الطبيعية من أجل الأجيال القادمة وفى هذا الصدد قامت وزارة البيئة بتنظيم العديد من الجهود والإجراءات لمواجهة تلوث الهواء حيث تتضمن تلك الجهود الأنشطة الموجهة لتحسين جودة الهواء ودعم وسائل رصد نوعية الهواء، خاصة أنه ولأول مرة يتم وضع هدف محدد رقميًا وذلك فى إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة "مصر 2030" " حيث تهدف الحكومة إلى خفض التلوث بالجسيمات الصلبة بنسبة 50% بنهاية عام 2030 وهو ما اسفر عن زيادة عدد محطات الرصد بالشبكة القومية لرصد نوعية الهواء المحيط لــ (102) محطة رصد، ومن المستهدف أن تصل إلى (120) محطة بحلول عام 2030 موزعة على جميع المناطق المختلفة بالجمهورية.

ومن جهة أخرى نجد أن هذه المبادرة تستهدف ايضاً جانباً مهما يتعلق بالتوعية بأهمية وضرورة ترشيد الاستهلاك واتباع السلوكيات التى تحافظ على البيئة انطلاقاً من أنها مسئولية مشتركة بين المواطن والدولة فلا يمكن أن تنجح أى مبادرات أو حملات بدون مشاركة المجتمع المدنى لنشر الوعى البيئى بين جميع طوائف المجتمع.

وهنا فإننى أرى أنه أصبح من الضرورى جداً أن تواكب الجامعات التفاعل مع مبادرة "اتحضر للأخضر" الرئاسية عبر وثيقة نشاط على مستوى جميع جامعات الجمهورية، مع مراعاة البعد البيئى فى المناهج المختلفة وبالتالى نضمن تحقيق اكبر قدر ممكن من المكتسبات التى تنعكس بالإيجاب على المجتمع ككل.

وبقراءة متأنية فى المبادرة الرئاسية "اتحضر للأخضر" يمكننا ان نضع ايدينا على عدة نقاط رئيسية هى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو أول رئيس لمصر يتبنى مبادرة وحملة بيئية، وقد جاءت وسط تخوفات بيئية دولية من تغيرات مناخية قد تؤثر على العالم بشكل كبير.. وتأتى المبادرة من أحل توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، كما أنها تدعو إلى تغيير السلوكيات وأيضا حث المواطن على المشاركة فى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وذلك لضمان استدامتها حفاظا على حقوق الأجيال القادمة مع تسليط الضوء على دور الشباب فى الحفاظ على البيئة وصون الموارد الطبيعية والعمل على دمجهم بشكل أكبر فى العمل البيئى والحفاظ على ما يحيط بالإنسان من تربة وماء وهواء والقيام بنشر المفاهيم البيئية لتحقيق الأهداف المرجوة والحفاظ على استدامة استخدام الموارد الطبيعية وتحسين جودة الهواء ودعم وسائل رصد نوعية الهواء مع التأكيد على ضرورة ترشيد الاستهلاك وإتباع السلوكيات التى تحافظ على البيئة وأنها مسئولية مشتركة بين المواطن والدولة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة