انتشرت خلال الأسابيع الماضية ترجيحات بوجود علاقة بين انتشار فيروس "كورونا" المستجد فى الصين وبعض الحيوانات، ورغم هذا لا تزال البلاد تعانى من أجل وقف تجارة وتهريب الحيوانات من أجل الحصول على لحومها وجلودها.
واعتقلت الشرطة الصينية أحد المهربين المشتبه بهم، بعد إلقاء القبض عليه وهو ينقل مجموعة من الحيوانات البرية "الغريبة" النافقة، التى حصل عليها من محمية طبيعية يحظر الصيد فيها جنوبى البلاد، خصوصا فى ظل انتشار "كورونا".
الشرطة عثرت مع المهرب على 11 أيلا صغيرا و3 قطط زباد
واكتشف ضباط الشرطة، أن المتهم حاول تهريب 11 من الأيائل الصغيرة النافقة، بالإضافة إلى 3 قطط زباد، المعروف أنها تحمل فيروس "سارس"، الذى قتل مئات الأشخاص عام 2003، فيما يعتقد الخبراء أن فيروس "كورونا" الجديد قد انتقل إلى البشر عن طريق حيوانات برية تباع كغذاء فى الصين، وخاصة الخفافيش والثعابين.
وفى محاولة لتفسير طبيعة شحنته للشرطة، ادعى المشتبه به أن المخلوقات الغريبة التى يعتقد أنها تم صيدها من أجل لحومها، ما هى إلا "خضروات برية"، وكان سكان محليون أبلغوا ضباط الشرطة فى محمية كيانجى الطبيعية، قرب مدينة بوير جنوبى الصين، بشأن السائق المشبوه، وزعموا أنهم شاهدوا شخصا ينقل الحيوانات البرية بطريقة غير مشروعة، وفقا لوسائل إعلام محلية، وذلك وفقًا لما نقلته "سكاى نيوز" الإخبارية.
الأيل الصغير حيوان محمي في الصين بعد انتشار فيروس كورونا
وقالت الشرطة المحلية، من خلال حسابها على وسائل التواصل الاجتماعى، إن مركز شرطة غابة منطقة سيماو أرسل على الفور ضباطا إلى مكان الحادث وألقوا القبض على السائق، وصادر الضباط 11 أيلًا هنديًا صغيرًا نافقًا، وهو نوع من الغزلان موطنه جنوبى وجنوب شرقى آسيا، فضلا عن 3 من قطط زباد نافقة، وعثر عليها مخبأة فى أكياس قماش، حسبما ذكرته محطة "سى سى تى فى" الصينية.
ومن المعروف أن القط الزباد يحمل فيروس "سارس"، الذى أودى بحياة 775 شخصا وأصاب أكثر من 8000 آخرين على مستوى العالم، إثر انتشاره كوباء عام 2003، والجدير بالذكر أن كلا النوعين من الحيوانات محميان فى البلاد، حيث أمرت الحكومة المركزية بفرض حظر مؤقت على تجارة الحيوانات البرية فى 26 يناير.
ويمكن أن يواجه الأشخاص المدانون بالصيد أو القتل أو النقل أو الاتجار أو بيع الحيوانات البرية عقوبة السجن مدى الحياة، وفقا للقانون الصينى، وبحسب وسائل إعلام محلية، صادرت الشرطة الصينية حوالى 38 ألفا من الحيوانات البرية التى تم الاتجار بها بين 23 يناير و11 فبراير.
القط الزباد مشتبه به كمصدر لوباء السارس
وفى غضون 20 يوما، حقق ضباط فى جميع أنحاء البلاد فى 209 قضايا جنائية ذات صلة و473 قضية إدارية، وعاقبوا 690 مجرما وصادروا 2347 كيلوغراما من منتجات الحياة البرية، الجدير بالذكر أن فيروس "كورونا" الجديد تفشى فى سوق للحيوانات بالجملة فى مدينة ووهان وسط الصين، وفقا للخبراء.
وقال علماء من المركز الصينى لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الاختبارات أثبتت أن البشر قد التقطوا الفيروس من حيوانات تباع فى سوق هونان للمأكولات البحرية، فيما لم يتضح بعد أى هذه الحيوانات كانت تحمل الفيروس المسبب لمرض يشبه الالتهاب الرئوي، لكن السوق كانت موطنا لبيع الأكشاك التى تتاجر بعشرات الأنواع المختلفة من الحيوانات، بما فيها الجرذان والذئاب الصغيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة