لم تكن الليلة المنتظرة للمرشح الديمقراطى فى سباق البيت الأبيض مايكل بلومبرج مثالية له، ولم تكن تلك البداية التى أرادها لنفسه وهو يخطو بشكل رسمى فى المنافسة لنيل ترشيح الحزب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة وأن كل الأضواء كانت مسلطة عليه فى أول مناظرة يشارك فيها مع منافسيه الديمقراطيين، فجاء أدائه دون التوقعات ولم يستطع الرد بشكل مناسب على هجمات منافسيه، وكان ذلك بمثابة فشل لعمدة نيويورك السابق فى أول اختبار رسمي لكنه هذا التعثر لا يعنى نهايته فالفرص لا تزال مستمرة والمهم أدائه فى الأسابيع المقبلة واستمرار ماكينة الدعاية القوية التى ينفرد بها.
فقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن بلومبرج، قد عانى من استقبال عقابى في أول مناظرة يشارك فيها مع منافسيه الديمقراطيين، في الوقت الذى تعرض فيه بيرنى ساندرز للانتقادات بينما أمضى باقى المرشحين الستة مناظرتهم أمس، الأربعاء، في توجيه الانتقادات لبلومبرج وساندرز، الأبرز حتى الآن في السباق الديمقراطى.
وكانت النتيجة عاجلة، فكانت ساعتين من المناظرة مليئة بالعداء، وخرج كافة المرشحين الذين تجنبوا اغلب الوقت الصراع السياسى الذى ساد في المناظرات السابقة ومنهم السيناتور إليزابيث وارن وعمدة ساوث بيند السابق بيت بوتيجيدج متـأرجحين، كل منهم يريد تجنب إخراجه من السباق.
وعلقت الصحيفة قائلة إن بلومبرج ليس لديه خبره كبيرة فى المناظرات، فكانت آخر مناظرة شارك فيها فى عام 2009، وكانت فى سباق بين اثنين كان هو الأوفر حظا فيه بفارق كبير. لكن مناظرته مع منافسيه الديمقراطيين كانت مختلفة للغاية، وسرعان ما تحولت بشكل سريع وقبيح ضد بلومبرج، فكان الهدف الأكبر للهجوم، وظهر فيها كتكنوقراط ولم يحاول كثيرا الدفاع عن نفسه، على أمل أن اللحظات السيئة ستمر، لكنها استمرت.
وكان الهجوم الأكبر الذى تعرض له بلومبرج يتعلق بسياسة التوقيف والاستجواب، التى طبقها أثناء توليه منصب عمدة نيويورك فى العقد الماضى، وقال إنه كان مخطئا ببساطة بشأن هذه السياسة لكن فى النهاية حاول الالتفاف على الأمر، وتجنب حقيقة أنه دافع عنه من قبل خلال السنوات الماضى، وإن كانت هذه السياسة قد توقفت ليس بسب تقديره الشخصى ولكن بأمر قضائى. وفى إحدى المراحل، بدا بلومبرج غارقا فى الدفاع عن سياسة التوقيف والاستجواب قبل أن يفكر جيدا فى الأمر.
ومن المرات القليلة التى نجح فيها بلومبرج فى لكم أحد خصومه كانت لساندرز عندما قال الأخير إنه لا ينبغى أن يكون هناك مليارديرات. فرد بلومبرج قوال إنه لا يمكنه أن يفكر فى طريقة أسهل لجعل دونالد ترامب ينتخب مرة أخرى من السماع لهذه المحادثة. ووصف هذا الأمر بأنه سخيف، مضيفا أنه لن يتم القضاء على الرأسمالية، وقد حاول البعض هذا لكنه لم ينجح.
أما شبكة "سى إن إن" الأمريكية فقالت إن الساعة الأولى من المناظرة كانت كارثة كاملة لبلومبرج، فقد بدا تائها فى بعض الأوقات وتلك كانت أفضل لحظاته. فقد وجهت له السيناتور إليزابيث وارن لكمات عدة مرات، وهاجمه بيرنى ساندرز وجو بايدن، وكان الأمر أشبه بمشاهدة مباراة مصارعة قرر الجميع فيها التكاتف على مصارع واحد داخل الحلبة، وكان هذا المصارع فى حالة دهشة. ورغم ذلك يظل بلومبرج غنى للغاية وسيواصل إنفاق أمواله على هذا السباق، لذلك فإنه لن يبتعد عن السباق. لكن الزخم الذى بناه بالإنفاق الإعلانى سيتضرر بالأداء الذى كان دون التوقعات فى المناظرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة