اشتعلت المناوشات بين الجيش العربى السورى، وبين العناصر الإرهابية والجنود الأتراك في مدينة إدلب السورية، خاصة بعد سقوط عدد القتلى بين صفوف الجنود الأتراك، فى الوقت الذى أصبح فيه حسم المعركة والتوصل لحلول سياسية لوقف القتال في إدلب صعبا للغاية في ظل الحسابات الدولية، وفى هذا السياق، أكد موقع العربية، أن المرصد السورى أكد سيطرة قوات الجيش السورى على طريق حلب الدولي الاستراتيجي بشكل كامل، للمرة الأولى منذ عام 2012، وذلك بعد استكمال السيطرة على منطقة الراشدين الرابعة بضواحي مدينة حلب.
وقال موقع العربية، إن عملية السيطرة على اتستراد الـ "M5" جاءت بعد عملية عسكرية بدأتها قوات الجيش السورى بدعم روسي كامل في 24 من شهر يناير الماضى، حيث تمكنت خلالها من السيطرة على نحو 160 منطقة في كل من إدلب وحلب، وبسطت في ذلك الوقت سيطرتها على 57 منطقة في ريفي حلب الجنوبي والغربي، امتدت من خان طومان، ومستودعات خان طومان والخالدية، ورجم وتلول حزمر وخربة خرص وتل الزيتون والراشدين ومواقع ونقاط وقرى أخرى في المنطقة، إلى أن استطاعت اليوم بسط كامل سيطرتها على الطريق.
وأشار موقع العربية، إلى أن استعادة الطريق الدولي حلب – دمشق، الذي يعبر مدناً عدة من حلب شمالاً مروراً بدمشق وصولاً إلى الحدود الأردنية جنوباً، شكلت هدفاً رئيسيا لقوات الجيش السورى منذ أن فقدت السيطرة على أجزاء منه في العام 2012، حيث فى ديسمبر الماضى، بدأت قوات الجيش السورى هجوما واسعا في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها جبهة النصرة وفصائل مسلحة أخرى أقل نفوذا، تركز الهجوم حينها على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي "إم. 05" الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدنا رئيسية عدة من حماة وحمص وصولا إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
ولفت موقع العربية، إلى أنه يحظى الطريق الدولي الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق بأهميةٍ كبيرة لدى مختلف أطراف النزاع، وتسعى جميعها معاً لإعادة فتحه بعد توقفٍ دام لسنوات، كما يعد الأطول في البلاد ويبلغ طوله نحو 432 كيلو مترا، ويعتبر طريقا أساسيا للاستيراد والتصدير، والذي يربط أبرز مدن سوريا ببعضها بعضا، من حلب العاصمة الاقتصادية شمالا مرورا بحماة وحمص في الوسط ثم دمشق ودرعا جنوباً وصولا إلى الحدود السورية ـ الأردنية، لذلك يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة.
فيما أكدت وكالة سبوتنيك الروسية، أنه ما زالت محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية المدعومة تركيا تمثل عقبة كبرى أمام الحلول السياسية، نظرا لتعدد الولاءات لتلك التنظيمات بين الإقليمية والدولية رغم تقدم الجيش السوري وإعلانه أن الخيار العسكري أصبح واقعا، حيث يرى مراقبون صعوبة الحسم العسكري نظرا لتداخل المصالح، وأن التصعيد من جانب تركيا يهدف إلى إيجاد بيئة مواتية لنقل المسلحين إلى وجهتهم الجديدة.
وأشارت الوكالة الروسية، إلى أن وكالة الأنباء السورية الرسمية نقلت عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية، قوله إن تركيا تستمر في نشر المزيد من قواتها في إدلب وريفها وريف حلب واستهداف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية، حيث طالبت المجتمع الدولي، باتخاذ المواقف الواجبة للجم السلوك العدواني للنظام التركى، وأن سوريا تؤكد مجددا الرفض القاطع لأي تواجد تركي على الأراضي السورية الذي يشكل انتهاكا سافرا للقانون الدولي واعتداء صارخا على السيادة السورية ويتناقض مع بيانات أستانا وتفاهمات سوتشي بخصوص منطقة خفض التصعيد في إدلب، الأمر الذي يؤكد إصرار نظام أردوغان على عدم احترام أي تعهدات ومواصلة التصرف كنظام خارج عن القانون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة