يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على التخلص من قيادات التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية، خاصة تنظيم القاعدة الإرهابية، فبعد ساعات قليلة من إعلان واشنطن التخلص من قاسم الريمى زعيم تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية، خلال عملية عسكرية في اليمن، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية رصد مكافآت مقابل معلومات لعناصر وقيادات تنظيم القاعدة في اليمن، حيث أكدت صحيفة عكاظ السعودية، أن واشنطن عقدت العزم على التخلص من رؤوس الفتنة وقادة الإرهاب، فبعد سقوط زعيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، واصطياد زعيم قائد فليق القدس، قاسم سليماني، وتصفية زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي، تتجه الإدارة الأمريكية إلى القضاء نهائيا على عناصر القاعدة في اليمن، إذ عرضت الخارجية الأمريكية مكافأة بملايين الدولارات مقابل معلومات حول شخصين آخرين من التنظيم الإرهابي.
وقالت الصحيفة السعودة، إن برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، نشر عبر حسابه على تويتر، صورة لسعد بن عاطف العولقي، القيادى بتنظيم القاهدة في اليمن، معلنا عن مكافأة بقيمة 6 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقاله، كما نشر أيضاً صورة خالد سعيد باطرفي، عارضاً مكافأة بـ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، موضحة أن باطرفي هو عضو بارز في منظمة القاعدة في حضرموت، وعضو سابق في مجلس شورى التنظيم في شبه الجزيرة العربية.
ولفتت صحيفة عكاظ، إلى أن باطرفي يعد الرجل الثاني بعد الريمي في تنظيم قاعدة جزيرة العرب باليمن، وهو من قيادات الصف الأول للتنظيم وينتمي إلى محافظة حضرموت. وهو مرشح لخلافة الريمي في قيادة التنظيم، وعمل منذ 2011 على استقطاب مئات الشبان إلى صفوف القاعدة من ساحات الاعتصامات الاحتجاجية ضد نظام الرئيس الراحل علي صالح، واعتقل في حضرموت، لكنه سرعان ما دبر عملية هروب 60 عنصرا من التنظيم الإرهابي من السجن في المكلا وكان على رأس الهاربين عام 2013.
وأشارت الصحيفة السعودية، إلى أن العولقي كان لسنوات عدة أميرا لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة، رقي بعد مقتل زعيم التنظيم ناصر الوحيشي عام 2016، وأصبح ضمن قيادة الصف الأول، كما نجا العولقي من غارة أمريكية في شبوة العام الماضي، وهو مرشح لتولي موقع نائب رئيس التنظيم.
يأتي هذا بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن الولايات المتحدة قتلت قاسم الريمى زعيم تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب خلال إحدى عمليات مكافحة الإرهاب باليمن.
وقال ترامب فى بيان "مارس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تحت قيادة الريمى قدرا هائلا من العنف ضد مدنيين فى اليمن وسعى لتنفيذ والإيعاز بتنفيذ هجمات عديدة ضد الولايات المتحدة وقواتنا".
وأصبح الريمى قائد تنظيم "القاعدة فى جزيرة العرب" خلفاً لناصر الوحيشى الذى قُتل بغارة لطائرة بدون طيار فى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن، وذلك بعد أن أقسم الولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهرى.
وظهر الريمى فى فيديو فى مايو 2017، حث فيه المؤيدين له الذين يعيشون في الدول الغربية على شن هجمات "سهلة وبسيطة". كما أشاد بعمر ماتين الذى قتل 49 شخصاً بإطلاق النار فى ملهى ليلى فى أورلاندو فى فلوريدا فى يونيو 2016.
وفى يناير 2017، كان الريمي هدفا لهجوم شنه فريق من القوات الخاصة الأميركية على مقر تنظيم "القاعدة فى جزيرة العرب" فى اليمن. وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 14 قيادياً من تنظيم "القاعدة" باليمن لم يكن بينهم الريمى.
من جاتبه أكد عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن قاسم الريمى قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية قتله في اليمن، يعد هو أحد أخطر العناصر الإرهابية في المنطقة العربية التابعة لتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن هذه الضربة الأمريكية سيكون لها انعكاس كبير للغاية على تنظيم القاعدة الإرهابى الذى فقد العديد من قياداته خلال الفترة الماضية، وسيؤثر على تحركات على التنظيم الإرهابى خلال الفترة المقبلة.
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، لـ"اليوم السابع"، إن تنظيم القاعدة سيحاول الرد على على قتل الولايات المتحدة الأمريكية ، والانتقام من تلك العملية، موضحا أن تنظيم القاعدة سيسعى لطرح بديل لقاسم الريمى خاصة أنه من الشخصيات المحورية في هذا التنظيم الإرهابى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة