أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2020 " سنة دولية لكادر التمريض والقبالة "، مستهدفة تسليط الضوء على الظروف الصعبة التي يواجهها العاملون فى مجال التمريض والقابلات والدعوة إلى زيادة الاستثمارات في القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة.
ويضطلع كادر التمريض والقبالة بدور حيوي في تقديم الخدمات الصحية ، ويكرس حياته للعناية بالأمهات والأطفال وتقديم اللقاحات والمشورة الصحية التي تنقذ الأرواح، والعناية بالمسنين ، وكثيراً ما يكون هؤلاء مركز الرعاية الوحيد في مجتمعاتهم المحلية.
ويتيح تركيز العالم لأنشطته على السنة الدولية لكادر التمريض والقبالة فرصة فريدة من نوعها لانخراط عامة الجمهور فيها وإثبات الدعم السياسي المقدم في مجال زيادة عدد العاملين الصحيين – من المزودين بدعم أفضل - لمعالجة نقص أعدادهم البالغ 18 مليون عامل صحي.
وقد سمت منظمة الصحة العالمية سنة 2020 الموافقة للذكرى المئوية الثانية لولادة السيدة " فلورنس نايتينغيل" مؤسسة علم التمريض الحديث، بوصفها السنة الدولية لكادر التمريض والقبالة.
وقال الدكتور "تيدروس أدحانوم غيبريسوس" المدير العام للمنظمة إن العاملين والعاملات في مجالي التمريض والقبالة هم عماد كل نظام صحي في العالم، وفي عام 2020 سنناشد البلدان كي تستمر في هذه الكوادر في إطار التزامها بشعار الصحة للجميع.
ويشكل العاملون في التمريض والقبالة حوالي 50% من القوى العاملة الصحية عالمياً. وهناك عجز في أعداد العاملين الصحيين عالمياً، ولا سيما العاملين في مجال التمريض والقبالة الذين يشكلون أكثر من 50% من العجز الحالي في أعداد العاملين الصحيين. ويتركز في جنوب شرق آسيا وفي أفريقيا أكبر حالات النقص في أعداد العاملين في مجالي التمريض والقبالة .
ولكي تتمكن جميع البلدان من تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالصحة والرفاهية، تقدر منظمة الصحة العالمية أن العالم سيكون في حاجة إلى 9 ملايين أخرى من العاملين في مجالي التمريض والقبالة بحلول عام 2030.
ويضطلع الممرضون والممرضات بدور حيوي في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وتقديم الرعاية الأولية والمجتمعية. وهم يقدمون الرعاية في مواقع الطوارئ، وسيكون لهم إسهام رئيسي في المضي قدماً صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
وأفاد تقرير الهيئة الرفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالعمالة في مجال الصحة والنمو الاقتصادي، أن الاستثمارات في التعليم وخلق الوظائف في القطاعين الصحي والاجتماعي يحقق عائداً ثلاثياً فيما يخص تحسين الأوضاع الصحية، وتحقيق الأمن العالمي، وتحقيق النمو الاقتصادي الشامل للجميع.
وعلى الصعيد العالمي، تشكل نسبة النساء من القوى العاملة الصحية والاجتماعية حول العالم 70 % ، مقارنة بنسبتهن في كل قطاعات التوظيف وقدرها 41 % ، وتستأثر القبالة والتمريض بحصة كبيرة من العمالة النسائية. وتؤدي مهنة القبالة، التي تشمل الرعاية فيها تدخلات مثبتة للحفاظ على صحة الأمهات والمواليد فضلاً عن تنظيم الأسرة، إلى تفادي 80% من مجموع وفيات الأمهات والأجنة والمواليد.
ويسترشد عمل منظمة الصحة العالمية في مجالي التمريض والقبالة بقرار جمعية الصحة العالمية رقم ج ص ع7.64 (2011) الذي يدعو المنظمة والدول الأعضاء بها إلى تعزيز مهنتي التمريض والقبالة من خلال حزمة إجراءات تتضمن تسخير خبرات العاملين في مجال التمريض وإشراكهم في وضع سياسات الموارد البشرية الصحية.
وتوفر التوجهات الاستراتيجية العالمية لتعزيز مهنتي التمريض والقبالة للفترة 2016-2020 ، إطاراً لمنظمة الصحة العالمية وأصحاب المصلحة الرئيسيين بغية وضع منجزات في مجالي التمريض والقبالة وتنفيذها وتقييمها لضمان تنفيذ تدخلات في هذين المجالين يسهل الوصول إليها ويتقبلها الناس وتتسم بالجودة والمأمونية.
ويطرح هذا الإطار أربعة موضوعات عامة لتوجيه إسهامات القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة من أجل تحسين الصحة العالمية ،وهي:
ضمان توفر عمالة مؤهلة وقادرة ومحفزة في إطار نظم صحية فعالة وسريعة الاستجابة على جميع المستويات وفي كل المواقع ؛ الاستفادة إلى أقصى حد من وضع السياسات، والقيادة الفعالة ، والإدارة والحوكمة ؛ تعظيم قدرات وإمكانات العاملين في مجالي التمريض والقبالة من خلال شراكات مهنية تعاونية، والتعليم والتطوير المهني المستدام ؛ حشد الإرادة السياسية للاستثمار في بناء قوى عاملة فاعلة في مجالي التمريض والقبالة وتنميتها استناداً إلى البينات والبراهين.
وفي عام 2004 ، تأسس المنتدى الدولي لرؤساء طواقم التمريض والقبالة الحكوميين، وتتولى منظمة الصحة العالمية تنظيم هذا المنتدى الذي يجتمع كل عامين، ويضم كبار المسؤولين في مجالي التمريض والقبالة لتطوير مجالات العمل ذات الاهتمام المشترك وتوجيهها.
وتتعاون المنظمة كذلك مع المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في التمريض والقبالة، وهنالك 43 مركزاً أكاديمياً تم تعيينها مراكز متعاونة مع منظمة الصحة العالمية في مجالي التمريض والقبالة، وتتبع هذه المراكز الأكاديمية الشبكة العالمية للمراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية للتمريض والقبالة.
كما أنشأت منظمة الصحة العالمية الشبكة العالمية للقوى العاملة الصحية؛ وهي آلية للتعاون بين القطاعات ومشاركة الأطراف المتعددة صاحبة المصلحة للنهوض بتنفيذ الاستراتيجية العالمية بشأن الموارد البشرية الصحية.
ومنظمة الصحة العالمية شريك متعاون في حملة "التمريض الآن"، التي أطلقت مطلع 2018. وترمي الحملة التي تمتد لثلاثة أعوام إلى تحسين الصحة على الصعيد العالمي من خلال الارتقاء بوضعية ومستوى التمريض، وتحديد ملامح ما يمكن إنجازه عبر تقوية مهنة التمريض وتمكين العاملين في هذا المجال لتعظيم مساهمتهم في تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة