كشفت وسائل الإعلام الأمريكية أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن عن ترشيح الجنرال المتقاعد لويد أوستن، قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، لمنصب وزير الدفاع، ليصبح فى حال تعيينه أول أمريكى من أصل أفريقى يتولى هذا المنصب.
وعمل أوستن، وهو جنرال بأربعة نجوم، فى عهد أوباما حيث قاد القوات المركزية المشتركة التى كان من بين مسئولياتها الشرق الأوسط ووسط آسيا وجزء من جنوب آسيا، وذلك فى الفترة فى عامى 2013 إلى 2016. وكان المهندس العسكرى للهجوم الذى قادته الولايات المتحدة ضد داعش فى سوريا والعراق.
بايدن وأوستن فى إحدى القواعد الأمريكية فى العراق
وقبل ذلك كان نائبا لرئيس أركان الجيش. وتشير التقارير الأمريكية إلى أن أوستن لديه بسمعة بأنه يتمتع بقيادة قوية وتجنب الانتباه العام، فلا يقوم بكثير من المقابلات ويختار ألا ستحدث علنا عن عمليات الجيش.
وعرف بايدن وأوستن بعضهما البعض خلال خطة إدارة أوباما للانسحاب من العراق، حيث كان بايدن، نائبا للرئيس يقود سياسة العراق وعمل أوستن كآخر قائد عام للقوات الأمريكية فى البلد العربى. وفى هذا المنصب لعب أوستن دورا رئيسيا فى زيادة القوات التى بدأت عام 2007 وكان مسئولا عن انسحاب القوات القتالية الأمريكية عام 2011.
الجنرال لويد أوستن
وتخرج أوستن، المولود عام 1953 فى ولاية ألاباما ونشأ فى جورجيا، من أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية، وحصل على دركة البكالوريوس فى العلوم العسكرية عام 1975 وتخرج لاحقا من كلية قيادة الجيش الأمريكى وكلية الحرب الأمريكية.
من ناحية أخرى، قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إنه من المتوقع الجنرال أن يواجه المتقاعد معارضة من كلا الحزبين خلال عملية التصديق على ترشيحه من قبل الكونجرس.
وأوضحت المجلة أنه فى حين أن الجنرال لويد أوستن قد يدخل التاريخ كأول أمريكى من أصل أفريقى يتولى منصب وزير الدفاع، فإنه من المتوقع أن يكون المرشحين قد أمضوا سبع سنوات خارج الجيش قبل أن يتولى ما يفترض أن يكون منصبا مدنيا، وإلا فإنهم بحاجة إلى تنازل من الكونجرس لكى يتم تعيينهم. وكان أوستن قد تقاعد من الجيش فى عام 2016، إلا قبل أربع سنوات فقط.
لويد اوستن
وهناك رجلين فقط حصلا على هذا التنازل وهما وزير الدفاع السابق فى إدارة ترامب جيم ماتيس، وجورج مارشال الذى اختاره الرئيس هارى ترومان. وتم تأسيس قاعدة التنازل فى قانون الأمن القومى لعام 1947، وهو القانون الفيدرالى الذى أنشأ منصب وزير الدفاع.
وتوضح نيوزويك أن الهدف من هذه القاعدة هو ضمان ان الوزير لن يكون محابيا دائما للجيش فيما يتعلق بتقديم المشورة حول الصراعات الخارجية والتمويل الدفاعات ومتطلبات الخدمة للجنود السابقين والحاليين.
وخلال جلسات التصديق على ترشيح ماتيس، قال السيناتور جاك ريد، أبرز ديمقراطى فى لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، أنه سيعارض التنازل مستقبلا بعد ماتيس لأن الكونجرس ينبغى ألا يصدر التنازل أكثر من مرة خلال جيل، أى أكثر من 20 عاما.
وصوت سيناتور واحد فقط ضد التصديق على تعيين ماتيس وهى السيناتور الديمقراطية كريستين جيليبراند.
وتقول مجلة بولتيكو إن ترشيح أوستن لقيادة البنتاجون يواجه رفضا من قبل بعض خبراء الأمن قومى الأمريكيين الذين أعربوا عن قلق بشان توازن السلطة المدنية والعسكرية فى البنتاجون تحت قيادة جنرال آخر متقاعد. وقالت روزا بروكس، استاذ جامعة جور تاوزن والمسئولة السابقة بوزارة الدفاع إنه من منظور العلاقات العسكرية المدنية، فإن هذه تبدو فكرة سيئة، ودعت غلى تولى امراة قيادة وزارة الدفاع.
وهناك نقطة أخرى، وهى أن أوستن ليس لديه نفس قوة النجوم التى حظى بها ماتيس أو ضباظ النجوم الاربعة الآخرين فى تلك الفترة. وقال مسئول دفاعى سابق قريب من الفترة الانتقالية إنه لا يرى أوستم كمفكر مستقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة