تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة، أبرزها زيارة البابا فرنسيس للعراق والتى تشمل مدن عدة وعلى مدار 3 أيام دليل على أهمية الزيارة وحرص البابا على التواصل مع العراقيين، والتواصل مع الناس مباشرة أينما ذهب.
مينا العريبى
مينا العريبى: زيارة البابا التاريخية يحتاجها العراق
قالت الكاتبة مينا العريبى فى مقالها بصحيفة الشرق الأوسط، إن زيارة البابا فرنسيس للعراق والتى تشمل مدن عدة وعلى مدار 3 أيام دليل على أهمية الزيارة وحرص البابا على التواصل مع العراقيين، والتواصل مع الناس مباشرة أينما ذهب.
لا شك أن زيارة البابا إلى العراق ستكون لها أهمية خاصة للمسيحيين من أبناء العراق، وخاصة من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، رغم أن الزيارة بالفعل تعني كل العراقيين، لأنها تحمل دلالات ورسائل مهمة.
الرمزية التي تحملها زيارة البابا يمكن اختصارها على ثلاثة أصعدة رئيسية؛ أولاً، تمثل دعماً لمسيحيي العراق وتؤكد أهمية وجودهم في البلاد واستمراريتهم رغم صعوبة العيش حالياً. من المؤسف أن أعداد المسيحيين في العالم العربي تتراجع سنوياً ولقد تراجعت بشكل ملحوظ في العراق مع الهجرة العالية بسبب أزماته المتتالية. وبعد أن كان المسيحيون يشكلون حوالى 12 في المائة من سكان العراق، باتوا يشكلون نسبة أقل بكثير، يقول البعض إنها أقرب إلى 1 في المائة اليوم. لقد خسر العراق الكثير بسبب الحروب والاقتتال الداخلي والفساد وغيرها من ويلات حلت بالبلاد. ومن بين تلك الخسائر خسارة الملايين من أبناء البلد الذين هاجروا إلى الخارج. قد تكون هذه الزيارة حافزاً لبقاء المسيحيين في العراق وتشدد على أهمية تاريخهم ومستقبلهم في البلاد.
أما على الصعيد الثاني، فالزيارة تعتبر مؤشراً على مكانة العراق وأهميته إقليمياً ودولياً، على الرغم من كل المصاعب التي يشهدها. فمن المتوقع أن يكون العراق الوجهة الأولى للبابا بعد بقائه في الفاتيكان هذا العام بسبب وباء كورونا. ولقد أوضح بيان الفاتيكان الصادر أمس الاثنين حول الزيارة أنه سيتم مراقبة الوضع الصحي العالمي إلى حين الزيارة، في حال تستدعي الظروف تأجيل الزيارة. كما أن الإصرار على التوجه إلى العراق، بعد أن استقبل البابا الرئيس العراقي برهم صالح في الفاتيكان في يناير الماضي، يسلط الضوء على أهمية العراق.
أما على الصعيد الثالث، فتشكل الزيارة مرحلة مهمة للحد من التطرف وكبح جماح من يدعو إليه. وفي الحقيقة، هذا التطرف يأتي ليس فقط من داعش والمجرمين التابعين للتنظيم الإرهابي، بل من المتطرفين الذين يرفضون التنوع الديني الذي لطالما امتاز وتمتع به العراق. زيارة البابا إلى الموصل وقرقوش في سهل نينوى المرتقبة ستكون ذات رمزية عالية بعد أن سعى أتباع "داعش" لطرد أبناء نينوى من وطنهم التاريخي.
هيلة المشوح
هيلة المشوح: المأزق الإيرانى
قالت الكاتبة هيلة المشوح فى مقالها بصحيفة عكاظ السعودية، لا شك أن مقتل محسن فخري زاده، الصندوق الأسود للنووي الإيراني والعقل المدبر لبرنامجها التسليحي قد نكأ جرحاً عميقاً في قلب علي خامنئي، ليس المرشد فحسب بل في نظام الملالي بشكل أكبر، فلم يكد جرح مقتل رمز الحرس الثوري سليماني يندمل إلا وجاءت هذه الحادثة كضربة مدوية على رأس النظام الإيراني للمرة الثانية في نفس العام، والأمر لا يتعلق مطلقاً بندرة أو تفرد فخري زاده بما لا يجيده غيره في البرنامج النووي الإيراني، فالنظام لا يعتمد على شخص أو بضعة أشخاص، فالبرنامج النووي أوسع وأشمل من أن يُحصر بشخص تم التخلص منه باغتياله على حين غرة، ولكن الأمر يخص الرسالة السياسية خلف هذه الاغتيالات ومدى عمقها في نفوس الملالي والرد الذي توعدت به مقابل اغتيال رجلها النووي.
جعجعة إيران حول الرد على مقتل فخرى زاده، الذي وصفته بأن سيكون مؤلما، لن يتجاوز استخدام أذرعة إيران في الخارج وهو السلوك المتعارف عليه وتمارسه إيران بما يسمى (حرب الوكالة) دون التورط باشتباكات عسكرية مباشرة منذ انتهاء حربها مع العراق عام 1988، فحزب الله في لبنان لن يتأخر في تنفيذ أي عملية ضد إسرائيل، كذلك هو الحال بالنسبة لميليشيا الحوثي في اليمن والحشود في العراق وسوريا.
يشكل اغتيال فخري زاده الرجل الأخطر في برنامج التسليح الإيراني اختراقاً أمنياً خطيراً في الداخل الإيراني. والعملاء جاهزون لتسريب المعلومات الأمنية وتنفيذ مزيد من الاغتيالات، فالعملية تمت بدقة متناهية دون آثار لهوية المنفذين حتى الآن، علماً أن الرجل يحظى بحراسات أمنية مشددة وتحركات مدروسة وحضور نادر في الأوساط الإعلامية والسياسية، لذا فإن تصفية المزيد من رموز الحرس الثوري والبرنامج النووي أمر وارد في الفترة المقبلة.
ليلى بن هدنة
ليلى بن هدنة: إسكات صوت البنادق
قالت الكاتبة ليلى بن هدنة فى مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، إن ما يشهده عديد من مناطق العالم من نزاعات وصراعات، يجعل حاضر البشرية ومستقبلها على أعتاب منعطف خطير، فالعالم بحاجة للقيم الإنسانية الراقية والمبادئ السامية كالرحمة والاختلاف المشروع ونبذ العنف والتطرف ضمن رؤى واضحة تسكت البنادق وتنشر السلم، فالظّروف التي تحيط بالمجتمع الإنسانيّ من أوبئة وأمراض وفقر تستدعي التّشاوُر بعزيمة ثابتة بحثاً عن الحلول المناسبة.
إن ما تواجهه عدد من البلدان العربية من أزمات معقدة طالت مدتها نتيجة التّعصّب والحرب، وللأسف، كلما خبت نار الفتنة في ليبيا أو اليمن تم إشعالها من قبل تركيا وإيران، لا يريدون للبلدان أن تهدأ ولا للشعوب أن تستقر، مما تسبب في هدر الطاقات وتعطيل التنمية وتفاقم الإرهاب والهجرة غير النظامية والبؤس والتهميش.
فمن الواضح إذاً أنَّ هناك حاجة ملحة إلى مجهود مشترك لإصلاح الأمور وشفاء العلَل، وأن تكون الرؤى موحدة بشأن سبل إخراج المنطقة من أزماتها الطاحنة، لقد حان الوقت لخلق جبهة عالمية لمواجهة التدخلات الخارجية في بلداننا العربية، وإسكات أصوات البنادق، عن طريق ردع تدفق الأموال والأسلحة لإعادة دفة السلم والسلام إلى موقعها الصحيح من خلال اتخاذ تدابير فعالة من أجل ضمان إرساء السلام.
حاول المجتمع الدولي فرض مسار السلام عن طريق الضغوطات والمعاهدات الدولية، ولكنها أثبتت عدم جدواها بعدما تم نسفها بمخططات عسكرية، لذلك هناك ثلاثة توجھات أساسيّة، إذا ما تمّ تنسيقھا بطريقة جيّدة، يمكنها تفعيل عملية السلام، وهي صدق النوايا وشجاعة الاختلاف وحب الوطن، فاليمنيون والليبيون قادرون على مواجهة التدخلات الخارجية وتحقيق انفراج في أزماتهم إذا ما التزموا بهذه التوجهات لتحقيق حالة من التوافق والوئام والأمن والاستقرار، لكن السلام الوهمي المبني على أساس غير سليم يسقط في أول عاصفة خلافات بين المتحاورين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة