اتخذت منظمة الأمم المتحدة العديد من الخطوات لدعم الدول لمواجهة فيروس كورونا أكثر من 26 منظمة ووكالة تعمل لمواجهة الجائحه في جميع البلدان في الوقت الذى تحذر فيه الصحة العالمية من أن وجود اللقاحات وحدة لا يعنى نهاية الجائحة، أمينة محمد، وكيلة أمين عام الأمم المتحدة قالت إن القرارات الحاسمة المتخذة الآن للتصدي لجائحة كوفيد -19 ستفضي إلى حياة كريمة لجميع الناس، جاء ذلك في كلمتها أمام الدورة الاستثنائية للجمعية العامة المخصصة لأزمة كوفيد-19" فيما عقد رؤساء وكالات الأمم المتحدة، إلى جانب العلماء وغيرهم من أصحاب المصلحة، حوارات تفاعلية تركز على الاستجابة الصحية والإنسانية، والطريق إلى اللقاحات، ومعالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية للأزمة.
وأشارت أمينة محمد إلى دعم الأمم المتحدة للبلدان في المستقبل، بما في ذلك حشد 28 مليار دولار لتأمين اللقاحات للجميع، بغض النظر عن ثراء الدولة أو موقعها، ومساعدة السلطات في كل مكان على تفعيل خطط التعافي الشاملة مضيفة "يأتي ذلك في لحظة حرجة. إذا اتخذنا القرارات الصحيحة الآن، يمكننا تلبية الاحتياجات الإنسانية، وإعادة ضبط مسارات التنمية، وتسريع تنفيذ أهـداف التنمية المستدامة، وتأمين حياة كريمة وفرص للجميع على كوكب آمن وصحي".
منظمة الصحة العالمية شددت على أن اللقاح وحده ليس كافيا للقضاء على جائحة كوفيد-19، بل سيكون إضافة كبيرة للأدوات المتاحة حاليا، مع ضرورة اتباع الإجراءات الوطنية والمحلية لضمان عدم عودة تفشّي المرض بعد ظهور اللقاح.
وقال المدير العام للوكالة الأممية المعنية بالصحة، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إنه استخدم شعارا طوال فتره الجائحة وهو: "عندما يتم إغراق العلم بنظريات المؤامرة، ويتم تقويض التضامن بالانقسام، وحيث يتم استبدال التضحية بالمصلحة الذاتية، يزدهر الفيروس ويستشري".
وأضاف أن اللقاحات لا تعني نهاية جائحة كـوفيد-19. وأضاف: "منظمة الصحة العالمية قلقة من الاعتقاد المتنامي بأن الجائحة قد انتهت.. الحقيقة هي أن الكثير من الأماكن في الوقت الراهن تشهد معدلات عالية للغاية لانتقال الفيروس، بما يضع ضغوطا هائلة على المستشفيات ووحدات العناية المركزة والعاملين في المجال الصحي".
خبراء منظمة الصحة العالمية أكدوا أن الأشهر الستة المقبلة ستكون صعبة ولكنها مليئة بالأمل، ودعت ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إلى التحلي بالصبر والحفاظ على إجراءات السلامة المعروفة.
وقال مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، الدكتور مايكل راين ، إنه على الصعيد العالمي، تم تسجيل أكثر من 64 مليون حالة إصابة بكوفيد-19، مع ما يقرب من 1.5 مليون حالة وفاة، مضيفا: "ما زلنا في وضع خطير للغاية وصعب للغاية".
وأوضح أن بعض الدول، لا سيما في الأمريكتين وأوروبا، لا تزال تعاني من انتقال الفيروس بشكل كبير. على الرغم من أن الوضع في مناطق أخرى قد يكون مستقرا، إلا أن بعض بلدان تلك المناطق لا تزال تكافح استمرار انتقال العدوى أو عودة ظهورها.
وأضاف راين أن بعض الأنظمة الصحية في بعض الدول على شفا الانهيار، ودعا إلى ضرورة توزيع اللقاح بأسرع وقت ممكن وبأكبر فعالية ممكنة. وقال: "رأيت لقاحات تغيّر العالم وتغير اتجاه الأوبئة. ولكنني قلق إزاء بعض الدول التي تواجه صعوبات، وعلينا أن نحمي النظم الصحية في هذه الدول وإلا فستشهد المزيد من الوفاة والحزن".
وقال:"سنتمكن من إضافة لقاحات إلى إجراءات المكافحة الحالية" لكنه شدد على أن "اللقاحات، أو التطعيمات، لا تعني صفر كوفيد بل يجب أن نضيف اللقاحات إلى مجموعة التدابير القائمة لدينا".
ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، حذر من أن العام المقبل "سيكون كارثيا"، حيث تتضاعف الاحتياجات الإنسانية، و"تدق المجاعة بالفعل أبواب نحو 12 دولة".
وأضاف بيزلى: يمكننا تجنب زعزعة الاستقرار والمجاعة والهجرة، ولكن علينا أن نكون في الميدان عاجلاً وليس آجلا ، داعيا البلدان إلى تسريع استجاباتها".
آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، قال إن الأهداف تظل "ذات أهمية مطلقة لأنها بوصلتنا للخروج من هذه الأزمة" مضيفا أن الدروس التي تعلمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من الجائحة تشمل أهمية وجود بيانات جيدة، ضرورية لاستهداف المحتاجين، لا سيما في أوقات الأزمات، وأن تكون القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والنوع الاجتماعي جزءا من خطط التعافي مؤكدا على أهمية عمل الأمم المتحدة في الاستجابة لتداعيات الجائحة الاجتماعية والاقتصادية، والتي أثرت بشكل غير متناسب على النساء والفقراء.
وحذر شتاينر من أن أكثر من مليار شخص قد يعيشون في فقر مدقع بحلول نهاية العقد "إذا لم نتمكن من اتخاذ الخيارات الصحيحة الآن"، وفقا لدراسة يدعمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة