اتخذت السلطات السودانية قرارات جريئة وجادة خلال الفترة الانتقالية الصعبة التي تعيشها البلاد، وقاد رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق أول عبد الفتاح البرهان سفينة السودان إلى بر الأمان، والعمل على بناء علاقات جديدة مع كافة الأطراف على أسس الاحترام المتبادل والحفاظ على السيادة.
واتخذت حكومة الخرطوم خطوة جريئة نحو تعزيز السلام على المستوى الخارجي مع الجانب الإسرائيلي والداخلى مع فصائل ومكونات سياسية عدة، وبخلاف رفع الخرطوم من قوائم الدول الراعية للإرهاب، إلا أن الخلاص من ميراث الرئيس السابق عمر البشير مع الكيانات الإرهابية والمتطرفة وبمقدمتها جماعة الإخوان كانت أحد أبرز الملفات التى قادها الفريق البرهان للحفاظ على أمن وسيادة السودان.
وتعمل السلطات الرسمية السودانية بتنسيق مشترك بين الحكومة والمجلس السيادى برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان على مراجعة كافة الإجراءات التى اتخذها نظام عمر البشير خلال الفترة من 2014: 2019 ، خاصة منح الجنسية لشخصيات عربية وأجنبية معظمها تنتمى للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان.
قرارات تاريخية وانفراجات كبري شهدها السودان خلال العام الجارى الذى يطوي صفحاته خلال ساعات، فما بين استعادة الحكومة الانتقالية السيطرة على مؤسسات الدولة وعودة الحياة إلى طبيعتها، وما بين عودة تدريجية للأسرة الدولية، شهد السودان خلال العام أحداثاً مهمة، إلا أن موافقة الكونجرس الأمريكي علي قانون الحصانة السيادية، يظل الحدث الأبرز علي الإطلاق.
ووافق الكونجرس الأمريكي في 21 ديسمبر الجارى على اقتراح قانون يمنح السودان حصانة من أية ملاحقة قضائية جديدة فى الولايات المتّحدة تتعلّق بهجمات إرهابية سابقة، فى خطوة تندرج فى إطار الاتفاق التاريخى الذى أبرمه البلدان مؤخّراً.
وحينها قال السيناتور بوب مينديز والسيناتور تشاك شومر فى بيان، أن المقترح سيعيد الحصانة السيادية للسودان باستثناء دعوى قضائية معلقة بالفعل فى المحاكم الفيدرالية الأمريكية والمتعلقة بهجمات سبتمبر 2001.
وكانت عملية صرف أموال التسوية وإعادة الحصانة السيادية للسودان، والتى تحميه من أى دعاوى أمام القضاء الأمريكى، قد تعطلت فى الكونجرس الأمريكي لارتباطها بصفقة خاصة، للتغلب على تداعيات فيروس كورونا والبالغة 892 مليار دولار.
وأقر الكونجرس الاتفاق بعد التوصل إليه فى جلسة نادرة عقدت خلال العطلة الأسبوعية، وأُرسلت إلى الرئيس دونالد ترامب لاعتمادها. وبمقتضى التشريع ستصدر واشنطن تفويضا بدفع 111 مليون دولار لسداد جزء من دين ثنائى على السودان، و120 مليون دولار للمساهمة فى سداد ديون عليه لصندوق النقد الدولى، وفى الوقت نفسه ستتيح للسودان مساعدات قدرها 700 مليون دولار حتى سبتمبر 2022.
ونجحت جهود رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان فى إقناع الولايات المتحدة بضرورة رفع اسم السودان من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب قبل أسبوع بعد أقل من شهرين من تعهد الخرطوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وفتحت هذه الخطوة، بحسب ما ذكرت التقارير الإعلامية الأمريكية، الطريق أمام المساعدات وتخفيف الديون والاستثمار فى السودان، الذى يمر بمرحلة انتقالية سياسية صعبة، ويعانى فى ظل أزمة اقتصادية حادة تفاقمت بسبب جائحة كورونا.
وعمل مجلس السيادة السودانى برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان علي حماية الثورة السودانية، والتخلص من ميراث نظام الإخوان الذى جثم على إدارة البلاد علي مدار ما يزيد علي 30 عاماً كاملة، وهو النظام الذى ورط الخرطوم في أزمات دولية ووضع البلد العربي والأفريقي علي قوائم الدول الراعية للإرهاب، وكبله بقيود اقتصادية جني الجميع حصادها المر.
وخلال العام 2020 ، استطاع السودان التحرر من العقوبات الأمريكية، بدعم عربي، بعد حزمة إصلاحات داخلية أعادت السودان إلى حضن المجتمع الدولي، كما تقدم السودان خطوات في مسيرة السلام مع الفصائل المتمردة، ووقع اتفاقاً تاريخياً للسلام.
ورغم جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، ولم يكن السودان استثناء، إلا أنّ أحداثاً كبيرة شهدها السودان في عام 2020، غيرت المشهد العام فيه، بعد عقود من الدكتاتورية لترسم واقعاً جديداً في الساحة السودانية يختلف بكل المقاييس عن واقع سودان ما قبل 2020.
ولعل أبرز تلك الأحداث الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الوزراء الانتقالي الدكتور عبدالله حمدوك في التاسع من يناير إلى مدينة كاودا معقل المتمردين في جنوب كردفان، والتي طالما منى الرئيس المعزول عمر البشير نفسه بدخولها حرباً والصلاة فيها، إلّا أنّ متغيرات الأمور جعلت حمدوك يتجول في المدينة الحصينة سلماً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة