-
المرأة الريفية أكثر كفاءة فى الإنتاج الزراعى والتزام فى نسبة سداد المديونيات
-
جائحة "كوفيد-19" أكدت أن القطاع الزراعى هو الملجأ الأخير فى المحن للمجتمعات
-
مصر تعمل على ملف تحسين استخدام المياه ضمن مبادرة الرئاسة المصرية لتحديث نظم الرى
-
نستعين بالخبرات والكفاءات المصرية لدعم القطاع الزراعى فى عدد من الدول
-
بتمويل 25 مليون دولار يعمل مركز الطوارئ للأمراض الحيوانية العابرة للحدود فى مصر
تعمل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة فى مصر منذ 1978 إلا أن مصر عضو فى المنظمة منذ تأسيسها فى عام 1945 المنظمة التابعة للأمم المتحدة هى وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع.
تهدف المنظمة الأممية التى تعمل فى أكثر من 130 دولة ومع أكثر من 194 دولة إلى تحقيق الأمن الغذائى والتأكد من أن البشر يحصلون بانتظام على ما يكفى من الغذاء عالى الجودة لقيادة وفى مصر تعمل المنظمة على مواءمة خبراتها مع أولويات التنمية فى مصر.
الدكتور نصر الدين حاج الأمين، كبير خبراء السياسات فى المكتب الإقليمى للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، ويتولى الآن منصب ممثل المنظمة الأممية فى مصر فى حوار لـ"اليوم السابع"..
حدثنا عن دور الفاو فى مصر؟
أنشى المكتب القطرى فى مصر منذ 1978 ولكن المنظمة تعمل مع مصر منذ إنشائها فى عام 1945، حيث أن مصر عضو مؤسس فى المنظمة والهدف الرئيسى للمنظمة هو مساعدة مصر فى تحقيق أهدافها القومية فى قطاعات الزراعة والأمن الغذائى والتنمية الريفية والاستخدام والمحافظة على الموارد الطبيعية.
الفاو منذ إنشائها تعمل مع مصر من خلال تمثيلها مع كل الأطراف المعنية على رأسها الحكومة المصرية والمزارعين وكل العاملين بالقطاع الزراعى "الإنتاج والتسويق" ومنظمات المجتمع المدنى والمانحين ولدى الفاو اهتمام بمشروعات معنية بقطاع المياه وهو من أهم بالإضافة إلى قطاعى البيئة والتغير المناخى.. ودور الفاو ليس استثماريا بقدر تقديم نماذج قابلة للتكرار لتحسين وتنمية القطاع الزراعى والأمن الغذائى كما أن مصر بحكم عضويتها بالمنظمة لديها اشتراك ثابت فى كل الإحصائيات الزراعية والامن الغذائى للدول، وتشارك مصر فى مجموعه من الأجهزة الدولية الحاكمة للقطاع الزراعى والأمن الغذائى كما تركز المنظمة الأممية على استخدامات المياه وتحسين السلاسل الغذائية ومساعدة صغار المزارعين والمنتجين والاستيراد وتحسين الجودة ودعمت المنظمة مصر بأكثر من 3 مليارات جنيه.
أهم المشروعات التى تعمل بها الفاو فى مصر؟
تعمل الفاو فى مصر ضمن البرنامج القطرى والذى تم توقيعه من قبل الحكومة المصرية ويستمر حتى 2022 ويركز البرنامج للعمل مع القطاعات المعنية بالزراعة والأمن الغذائى على 3 أولويات وتحتها تندرج العديد من المشروعات محور تحسين الأمن الغذائى وزيادة الاكتفاء الذاتى من السلع فى مصر ومحور تحسين الإنتاجية ومحور المحافظة على الموارد الطبيعية بالإضافة إلى مشروعات أخرى تنتظر المراجعة والتمويل والتى تنفذ بتمويل من الفاو بالشراكة مع الحكومة المصرية والجهات المانحة، منها مشروعات تساعد فى صياغة السياسات وتقوية المؤسسات وأهمها مشروع استراتيجية مصر 2030 بالتنسيق والجهات المعنية ومنها وزارة التخطيط.
وتعمل المنظمة مع وزارة التموين والتجارة الداخلية فى تحسين نظم الاستيراد للحبوب بجانب الخبرة الكبيرة للوزارة وتحسين أساليب إجراء استيراد الحبوب عالميا ومراقبة الحدود للتأكيد على سلامة وجودة الحبوب باستخدام أحدث التقنيات العالمية.
وتهتم الفاو بالعمل من أجل صغار المنتجين وتحسين طرق استخدام المياه حيث يمثل صغار المزارعين نسبة 90% من الحيازات الزراعية فى مصر.
تأثير كورونا على عمل الفاو فى مصر؟
أثرت جائحة كورونا بشكل كبير على عمل المنظمة فى مصر مثل كل العالم والاثر الأكبر كان فى اول 3 أشهر وبعدها بدأنا بعمل موازنات لاستعادة طاقة العمل بشكل كبير وكان الأثر الأكبر فى قيود السفر للخبراء الوافدين وكذلك سفر الخبرات المصرية التى نحتاجها فى بلدان أخرى ونحن أكثر استعدادا لمواكبة الأوضاع فى 2021 حيث أن هناك خطة استجابة بديلة للعمل لعدم التوقف مرة أخرى.
خطة الفاو لدعم الاستجابة للجائحة فى مصر؟
الأمم المتحدة كان لها خطة واضحة للاستجابة السريعة للجائحة والفاو تعمل ضمن هذه الخطة التى تقودها منظمة الصحة العالمية فى التوعية العامة والمساهمة فى توزيع أدوات الاستجابة للجائحة بالإضافة إلى الى دورات توعوية مع برنامج الأغذية العالمى والإيفاد واليونيسف وركزت حملات التوعية على الريف المصرى وكيفية التعامل مع السلع الزراعية من الخضار والفاكهة وسلاسل البيع والشراء وسط جائحة كورونا لضمان وصولها بشكل أكثر أمانا.
وقامت المنظمة بإعداد تقييم أثر الكورونا على قطاع الزراعة من خلال مسح ميدانى وجمع معلومات وعمل إحصائيات من خلال 10 محافظات فى مصر بالتنسيق والجهات المعنية والمنظمات الدولية وإعداد ملخص عام لآثار الجائحة على قطاع الزراعة بمشاركة عدد من الوزارات المعنية لتوضيح أثر الجائحة على المزارعين والسلع وعلى الاسر المستهلكة.
ماذا كشفت تقييمات الفاو عن تأثر قطاع الزراعة فى مصر خلال جائحة كورونا؟
كشفت عدد من التقييمات والإحصائيات قامت بها منظمة الأمم المتحدة الأغذية والزراعة أن وسط تداعيات كورونا نجحت إجراءات الحكومة المصرية فى قطاع الزراعة من رفع صادرات سلع زراعية على الرغم من تأثر قطاع الزراعة فى عدد من الدول وتمكنت من دخول أسواق جديدة فى الوقت الذى تراجعت فيه دول أخرى كبرى من هذه الأسواق حيث نجحت من اقتحام أسواق أوروبية فى سلع مثل الفراولة والبرتقال لفتح أسواق جديدة فى اسبانيا على سبيل المثال فيما اقتحمت صادرات البصل المصرى لأسواق بدول أسيوية.
كما نجحت الحكومة المصرية والجهات المعنية بقطاع الزراعة فى مواكبة تداعيات الأزمة حيث تأثرت بعض المنتجات للسلع سريعة التلف وكذلك الألبان فى اول فتره للجائحة إلى أن مرونة الإجراءات المصرية مكنت العاملين بهذه السلع من تخطى الأزمة سريعا.
مدى دعم منظمة الفاو للعمالة اليومية بقطاع الزراعة خلال الجائحة؟
تقوم المنظمة بدور مكثف جدا عبر كل الوسائل الإعلامية لتوعية العاملين بالقطاع الزراعى بالإضافة إلى التواصل المباشر مع المزارعين والعاملين بالقطاع لتوعيتهم بالفيروس وكيفية التعامل السليم فى وسط الجائحة بالإضافة إلى رسائل عامه لتوعيه جميع المواطنين بالتعامل مع السلع والخضروات.
ما هى أكثر المخاوف التى واجهت المواطنين فى قطاع الأغذية والزراعة حول كورونا؟
أكثر المخاوف كانت فى مدى تلوث الخضار والفاكهة بفيروس كورونا إلا أن الفاو ساعدت فى ذلك بنشر فورى ومستمر لرسائل التوعية بضرورة غسيل الخضروات بشكل جيد تجبنا لكورونا وغيرها.
دور المرأة الريفية فى سلاسل القيمة الغذائية ومدى تأثير كورونا على عملها؟
الفاو بشكل عام لديها اهتمام كبير بالمرأة الريفية وتقول الإحصائيات العالمية أن 40% من العاملين فى القطاع الزراعى نساء وفى نفس الوقت الأقل حظا فى تملك أدوات الإنتاج منها الملكية للأرض وحصول المرأة على التمويل والموارد المختلفة للإنتاج وكل الاتجاهات تشير إلى أن المرأة الريفية أكثر كفاءه فى الإنتاج وأكثر قابلية للتعلم فيما أشارت الاتجاهات العالمية إلى أن النساء أعلى فى نسبة سداد المديونيات.
ماذا عن الاستثمار الزراعى فى مصر؟
هناك مفاهيم عالمية خاطئة بأن الاستثمار الزراعى هو الأقل حظا فى قطاع الاستثمار الا أن الحقيقة بأن الفرص الاستثمارية فى القطاع الزراعى عالية جدا وأن الاستثمار الزراعى ضرورى لتنمية الدول فهو أساس التنمية والعائد منه متعدد الفوائد وخاصة فى مصر ولذلك لابد من خلق فرص للاستثمار الزراعى على أوسع نطاق والعديد من الدراسات اكدت بأن الدولار المستثمر فى القطاع الزراعى يرفع الاستثمار فى كافه القطاعات ويزيد التنمية ويقلل الفقر وفى أزمة كوفيد-19 تأكدت الحكومات بأنه عند الطوارئ والمحن والصدمات يصبح القطاع الزراعى الملجأ الأخير للأسرة.
فهناك قصص نجاح عالمية لتنمية دول اقتصاديا بسبب الاستثمار الزراعى منها ماليزيا وامريكيا اللاتينية على خلفيه طفرة فى القطاع الزراعى والاتحاد الأوروبى أكد على هذه الحقيقة عقب الحرب الثانية.
والاستثمار الزراعى فى مصر مهم لكافه القطاعات خاصه أن مصر فى الأساس بلد زراعى والذى من الممكن أن يدخل مليارات للدولة وللمستثمرين وهناك تجربة جيدة لتونس على الرغم من مساحتها ومواردها الزراعية الصغيرة الا انها تصدر بأكثر من مليار ونصف دولار سلع زراعية وهى المصدر الأول للتمور فى المنطقة ونجحت فى إدخاله للسوق الأوروبية وتقوم بتصدير 50% من إنتاجها ومصر هى أكبر منتج للتمور فى العالم بإنتاج 1.7 مليون طن للتمور سنويا يتم تصدير 40 ألف طن منها ولذلك فمصر لديها فرص كبيرة فى دخول الأسواق العالمية بعدد من السلع منها الموالح والزيتون والتمور.
مصر كان لديها تجربة رائدة فى الحبوب ومنها الأرز بعد أن ركزت عدد من الهيئات ومنها البحوث الزراعية على السلعة لتصبح مصر لعدة سنوات أكبر منتج للأرز فى العالم للفدان وكذلك من أكبر منتجى القمح.
استراتيجية المنظمة لتحسين وزيادة الإنتاجية الزراعية؟
عملت منظمة الفاو بالتنسيق والجهات المعنية على تحديث استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة وإعداد مشروع لتقديم الدعم للوزارة وخطتها التنفيذية بتمويل 350 الف دولار وكذلك مشروع الممارسات الزراعية الممول من الاتحاد الأوروبى بقيمة 747 ألف دولار فى 5 قرى بمحافظة الفيوم و960.5 ألف دولار لمحافظة مطروح وهناك مراجعة فنية لمشروع تحديث الرى بتمويل 298 ألف دولار وهناك مشاريع تم الموافقة عليها لمدة 3 سنوات حتى 2022 حول الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية لمكافحة تدهور الأراضى وصيانتها بقيمة مليون دولار وتعزيز حوكمة الأمن الحيوى لدعم الإنتاج المستدام للاستزراع المائى حتى 2021 بتمويل 500 ألف دولار وبناء القدرات والاستجابة لحالات الطوارئ لتعزيز القدرات الوطنية الذى يركز على حماية سبل العيش والامن الغذائى لأصحاب الحيازات الصغيرة بمن فيهم الشباب والنساء بتمويل 350 ألف دولار.
ماذا عن الحلول المبتكرة للرى باستخدام الطاقة الشمسية؟
أطلقت منظمة الفاو مشروع لمدة 3 سنوات حتى 2021 حول الحلول المبتكرة للرى باستخدام الطاقة الشمسية حتى 2021 بتمويل 350 ألف دولار ويعمل على تعزيز الرى بالطاقة الشمسية ومن خلاله يتم تعزيز سبل العيش للمزارعين بالمساهمة على خفض قابلية المزارعين فى مصر للتأثر بالإمداد بالطاقة وتوفير مصدر اقتصادى موثوق فيه وبالتالى الحفاظ على ارتفاع الإنتاج الزراعى والمحافظة على الموارد المائية.
خطة الفاو لدعم أهداف السنة الدولية للفواكه والخضروات 2021 فى مصر؟
نحن مرتبطين بالخطة العامة التى ستعمل خلالها المنظمة للسنة الدولية للفواكه والخضروات والتى ستكون مصر جزء أساسى منها بما يتماشى مع المجتمع المصرى ومن اهم الموضوعات التى تتناولها هذه السنة هى تقليل الفقد والهدر للمياه وتركز على أهمية الفواكه والخضروات فى تغذية الإنسان، والأمن الغذائى والصحة.
ملف إدارة المياه الزراعية وترشيد الاستهلاك فى مصر؟
مصر تواجه تحدى كبير جدا فى قطاع المياه حيث أن 85 % من احتياجات مصر من نهر النيل ومياه النيل يقدم كميات ثابته من المياه فى مقابل زيادة كبيرة فى المشروعات الزراعية وكذلك التعداد السكانى، وفرص المياه الأخرى هى المياه الجوفية وهناك العديد من النظريات والدراسات التى أفادت أن هناك بالفعل أماكن كثيرة لمياه جوفيه الا انه لم يتم التوصل للكميات المتاحة منها.
وهناك فرص كبيرة لمواجهة هذا التحدى منها تحسين استخدام المياه، وهى الخطوة التى تهتم بها الرئاسة المصرية بشكل مباشر من خلال المبادرة الرئاسية لتحديث نظم الرى.
ما هى أكثر المحافظات التى تعمل بها المنظمة؟
تهتم منظمة الفاو بقطاع الزراعة فى كل محافظات مصر وتمكنت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية بإدخال أحدث التقنيات للرى فى محافظة مطروح فى سيوة والفرافرة والدلتا فيما تركز عدد من المشروعات على محافظات الصعيد ومنها محافظات المنيا وسوهاج وأسوان بصعيد مصر.
ماذا عن مشروع التنمية المستدامة للثروة الحيوانية ضمن خطة 2050؟
الخطوة الأولى لتنمية الثروة الحيوانية فى مصر بدأت من تقييم الطلب الحالى والمستقبلى على المنتجات الحيوانية، ومصر لديها تحدى كبير لتنمية قطاع الثروة الحيوانية مقابل الزيادة السكانية وهناك مبادرة من وزارة الزراعة بدعم من الرئاسة تمثلت فى دعم مراكز تجميع الالبان مجهود كبير وكذلك مراكز تسمين البتلو ولابد من ذكر المجهود الكبير الذى قامت به وزارة الزراعة من خلال هذه المبادرات وتقوم المنظمة بمشروع تطوير السياسات مع الحفاظ على الصحة العامة والحفاظ على البيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية، كما تعمل المنظمة حاليا فى تقديم دورة علم الوبائيات على مستوى محافظات مصر والتى تستهدف كافه الأطباء البيطريين مع اخذ عينات من الحيوانات لفحصها للاستعداد والاستجابة لأى تطور للفيروسات.
مصر لديها خبرات وكفاءات كبيرة جدا فى البحث العلمى الزراعى ولديها تجربة رائدة فى الاستزراع السمكى وأتمنى أن تستفيد من هذه الخبرات كل الدول العربية والأفريقية برامج الفاو فى مصر تعمل بدعم سنوى من 3 لـ 5 مليون دولار سنويا منها مشروع صحة الحيوان 1.3 مليون سنويا.
ما هى خطة الاستعداد والاستجابة لإنفلونزا الطيور فى مصر لعام 2021؟
منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية تعمل مع الخبرات المصرية والجهات المعنية طوال الوقت فى عمليات فحص وتدقيق للحيوانات واخذ عينات دورية لمتابعة الوبائيات ومدى تطور الفيروسات للقضاء عليها فور ظهورها فى أى بؤرة لذلك هناك استعداد مستمر لمواجهة أى بؤر جديدة من خلال نظام الإنذار المبكر.
دور مركز الطوارئ للأمراض الحيوانية العابرة للحدود (اكتاد)؟
عبر الخبرات والقدرات المحلية فى مصر تمكن مركز الطوارئ للأمراض الحيوانى العابرة للحدود التابع للفاو بتقديم الدعم الفنى لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى منذ 2006 كما يدعم نظام الإنذار المبكر من خلال الترصد الوبائى والاستجابة السريعة والتشخيص المعملى ومنذ 2016 ولمواجهة المخاوف من التهديدات الوبائية بدعم 25 مليون دولار تمويل من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة