"بيت منيب للثقافة والفنون" منارة ثقافية جديدة لدعم التاريخ النوبى المميزة للمطرب والملحن الراحل الشهير أحمد منيب الأب الروحى للمطرب الكبير محمد منير والذى لحن له أكثر من 45 أغنية على مدار تاريخه الفنى الكبير، حيث تم افتتاح بيت الثقافة والفنون ليكون مزارا ومتحفا للفنان الراحل أحمد منيب، حيث شهد محمد سيد سيلمان رئيس مركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، الخميس الماضى، افتتاح "بيت منيب للثقافة والفنون"، والذى قرر أبناؤه تحويل منزله فى قرية "توماس وعافية" بمدينة إسنا التابعة لمحافظة الأقصر، إلى مركز للإبداع ليكون موقعا للثقافة لمركز إسنا ويفتح أبوابه للموهوبين لممارسة الأنشطة الفنية بمختلف أنواعها، فى الجنوب وصعيد مصر.
ويقول المهندس محمد سيد سليمان رئيس مركز ومدينة إسنا، إن الدولة المصرية تدعم كل ما هو جميل ومبدع والمطرب والملحن الكبير أحمد منيب له تاريخه الفنى والثقافى الكبير على مدار العقود الماضية، معبراً عن ساعدته لإنجاز هذا العمل الفنى الذى يعد متحفا فنياً هاماً لجمع وحفظ هذا التراث المصرى الصميم وأن يكون منارة ثقافية وفنية ليس لمركز إسنا فقط بل لأبناء مصر، مؤكداً على حب النوبيين لفنونهم الثقافية وأيضا وطنهم، وأن التراث النوبى جزءاً أصيلاً من مكونات الهوية المصرية وامتدادا للحضارة الفرعونية.
ويقول فتحى منيب نجل الفنان الراحل أحمد منيب، أن والده نشأ فى النوبة القديمة فهو من مواليد 6 يناير عام 1926م، وظل داخل النوبة القديمة لمدة 15 سنة وكان أول نوبى يعزف على العود ولم يعلمه أحد حيث أنه علم نفسه بنفسه العود، ثم سافر إلى الإسكندرية وعاش بها فترة وعاد للنوبة القديمة، وبعد تعلية الخزان والتهجير عاش فى الإسكندرية مع أسرته، وكان يرافق المرحوم محمد البحر درويش نجل الفنان الراحل سيد درويش وكانوا يغنون سوياً فى لياليهم وسهراتهم هناك، مؤكداً على أن وجده كان يرفض عمل والده بالمجال الفنى وكان يكسر له العود أكثر من مرة، وتوجه والده للقاهرة فى بداية الخمسينيات وعمل داخل مصنع الحديد والصلب بعد زواجه فى عام 1948، وبعدها عمل مع فرقة زكريا الحجاوى الذى كان يجمع التراث الثقافى المصرى وجابوا كافة أنحاء مصر وقتها.
ويضيف نجل الفنان الراحل أحمد منيب لـ"اليوم السابع"، أن والده فى عام 1964 لدى بناء السد العالى وتهجير النوبيين الجميع تشتت ما بين أسوان والأقصر ومدنها المختلفة، ولدى إقامته مع أسرته كون ثنائى مع الشاعر الراحل محيى الدين شريف من قرية أبو سمبل بأسوان، حيث كان يكتب الأغانى بصيغة جديدة عن المذهب الغنائى النوبى، وارسلوا خطاب للرئيس جمال عبد الناصر طلبوا فيه عرض أغانيهم فى الراديو ووافق على الفور الرئيس وقتها، وتم عمل برنامج "من وحى الجنوب"، وكان يذاع بالراديو وبدأ وقتها صيت والده يذاع فى كل مكان، وفى السبعينيات بدأت مرحلة النقلة الكبيرة فى حياته الفنية، فعمل فى المؤسسة الهندسية بعد مصنع الحديد والصلب بعد تولى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتم نقله للتليفزيون بشركة "تلى مصر"، ثم سافر للسعودية عام 1972 وظل هناك عامين وعاد لمصر حباً فى الفن بعد حرب 73 ونصر أكتوبر المجيد، وعمل وقتها موظف فى البنك العربى الإفريقى حتى عام 1976، ووقتها ظهر المرحوم فاروق أبويزيد شقيق محمد منير، والذى كان لديه مشروع بتحويل الأغانى النوبى لأحمد منيب ليكتبها بالعربى، وتم طرح شريط "علمونى عنيك أسافر"، وبعدها شريط "شبابيك" فى 1984م.
ويؤكد فتحى منيب نجل الفنان الراحل أحمد منيب، أنه خلال فترة الثمانينيات ظهر نجوم فى الطرب والغناء بكثرة وجميعهم أخذوا ألحان من أحمد منيب وحققت وقتها ألحانه سلسلة نجاحات كبيرة مع علاء عبد الغنى وصادق قللينى وحسن عبد المجيد وإسلام وفارس وغيرهم من نجوم الصف الأول بالثمانينات، وبعد تحويل أغانى نوبية للغة العربية واللهجة المصرية حقق المطرب محمد منير بالتعاون مع أحمد منيب نجاحات كبيرة فى عدة شرائط وألبومات للمطرب الكبير محمد منير، حيث أنهما كانا لهما لون خاص فى الطرب، وتم تكريم أحمد منيب من قبل جامعة الدول العربية كأفضل ملحنين أثروا فى المجتمع خلال الـ30 سنة الماضية، وفى 2014 منحته الدولة وسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولى، قائلاً:- "كان يدخل منزلنا خلال فترة ألحان والدى عدد كبير من المطربين والفنانين من مختلف أنحاء مصر، وكانوا يعتبرون والدى الأب الروحى لهم وكان يحل مشكلاتهم فيما بينهم وغيرها من أمورهم لكونه أكبر منهم سناً فى تلك الفترة، ولكن رغم عمله مع العديد من المطربين إلا أنه يظل المطرب الكبير محمد منير هو الصوت الشرعى لألحان أحمد منيب، وبعد طلبات كثيرة من المحبين له والمحيطين به قام بعمل 3 شرائط بصوته ونحن نكمل الرسالة والمسيرة حالياً من بعده".
ويقول نجله الآخر محمد أحمد منيب، أنه الأخ الثانى مع شقيقه المرحوم صلاح منيب، أنهم سكنوا فى منطقة السيدة زينب بوسط العاصمة وكان يزوره المطربين من كل مكان دون سابق ميعاد، فهو كان يستقبل الجميع فى بلكونة المنزل التى كانت تضم فى أوقات أكثر من 15 شخص والمنزل يكتظ بالأحبة يومياً، فالجميع كان يزوره للمحبة فقط وليس العمل فهم كانوا يعشقون أغانيه.
ويضيف نجل الفنان الراحل أحمد منيب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه بعد تهجير النوبيين حضرت أسرة الفنان أحمد منيب إلى إسنا بقرية توماس وعافية، وكان والده فى كل سنة خلال فترة عمله بالقاهرة والوجه البحرى يزور القرية فى العيد الكبير ويذبح أضحية العيد مع العائلة وأسرته، كما ينظم أمسيات فنية وطرب ليلاً وسط أجواء مميزة مع الجميع، حتى بعد وفاته بعدة سنوات قرروا استكمال مسيرته وبعد هجر منزله لعدة سنوات، قرروا تطويره ورفع كفاءته بالكامل حتى وصل إلى مرحلة الجمال والسحر بين النوبيين ليصبح منارة لتعليم كل سحر وجمال وتاريخ الفنان أحمد منيب، ليتحول إلى "بيت منيب للثقافة والفنون"، ليكون منارة فنية لأهل الأقصر والصعيد بأكمله، حيث أنهم يخططون لعمل مكتبة لوالدهم داخل البيت خلال الفترة المقبلة.
وعن فكرة عمل "بيت منيب للثقافة والفنون"، يقول محمد أحمد منيب أنه قام بعمل عدد من البانرات فى السيدة زينب لوالده وبعد فترة إتفق مع أبناء العائلة على ضرورة النظر لمنزله بقرية توماس وعافية بمدينة إسنا، بشكل مختلف ليكون متحف وتاريخ شاهد على الفنان الراحل أحمد منيب، فقاموا بتجميع الصور ووضعها بالمنزل بعد رفع كفاءته وتطويره بالكامل، ووضعوا مقتنياته من نظارة وعباية وكل متعلقاته لوضعها بالمنزل كمتحف لأحمد منيب يعيد تاريخه الكبير فى قلب الصعيد أصل حياته وتربيته ونشأته، فأهالى القرية شاهدوا لأول مرة صور تاريخية لوالده مع نجوم المجتمع خلال حياته وتراثه الفنى الكبير، وهو ما أسعدهم كثيراً وفرحوا للغاية بهذا الأمر.
أما عن تاريخ الفنان أحمد منيب مع المطرب الكبير محمد منير، فيؤكد نجل الملحن الراحل، أن "حدوتة مصرية" كان غالبية المحبين يشاهدون الأفلام بالسينما للاستماع لأغنية حدوتة مصرية، وكذلك شاركا فى أغانى "الليلة ياسمرا" والتى أصبحت أغنية عالمية وطافت المجتمع العربى والعالمى كله، بجانب "اتكلمى"، و"هيلا هيلا" و"تعالى نكتب اسامينا"، كما عمل والده مع أكبر شعراء وقتها بمصر ومنهم فؤاد حداد وعبد الرحيم منصور وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبندوى ومجدى نجيب، وقام بعمل أكثر من 45 لحن للفنان الكبير محمد منير جميعهم حققوا نجاح كبير بمصر بأكملها والعالم العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة