رحبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بقرار مجموعة العشرين حول إدراج الثقافة في جدول أعمالها، وذلك خلال اجتماعها الأخير لوزراء الثقافة لدول مجموعة العشرين شعار "نهوض الاقتصاد الثقافي: نموذجٌ جديد"، في إستضافه المملكة العربية السعودية.
ووفق اليونسكو أقرّت مجموعة العشرين خلال اجتماعها لوزراء الثقافه بمدى المساهمة التي يمكن أن تقدّمها الثقافة في المشهد السياسي العام لصقل ملامح مجتمعات واقتصادات أكثر استدامة.
وحثت مجموعة العشرين بتعزيز مشاركة الجمهور وانخراطه في قضايا التنمية الرئيسية التي يحتاجون إليها.فيما أولت مجموعةُ العشرين الثقافة مكانة مركزية في نقاشاتها، وذلك باعتبارها أحد اللبنات الأساسية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي.
ولفتت اليونسكو الى أنّ الثقافة دعامة أساسية لكافة جوانب مجتمعنا، وهي ليست عبئاً مادياً يثقل كاهلنا، وإنما غاية نصبو إليها. ومن هنا، يجب أن تشغل الثقافة مكانة مركزية في صلب الجهود المبذولة لتحقيق التعافي، وألّا تترك على هامشها.
وأشار الوزراء خلال الاجتماع إلى أهمية الثقافة باعتبارها القوة المحركة للحوار الدولي، مع الإشارة بوجه خاص إلى الدبلوماسية الثقافية كجسر للتفاهم، على حدّ وصف المملكة العربية السعودية. وعلاوة على ذلك، تمثّل الثقافة مكوناً أساسياً للعلاقات الخارجية، على حدّ وصف الصين. ولكنها أيضاً ركيزة مهمة لضمان الاستقرار الاقتصادي، على حدّ وصف الاتحاد الروسي. بحسب ماذكره بيان اليونسكو
وتناول الاجتماع التحوّل الرقمي كونه أحد التوجهات القائمة التي تسارعت وتيرتها بفعل جائحة كوفيد-19- وإحدى الأولويات الأساسيّة بالنسبة للسياسات الثقافية، وسلط العديد من البلدان المشاركة في الاجتماع الضوء على الفرص التي تقدمها لنا التكنولوجيات الرقمية.
وفي هذا السياق، أقرّت اليابان وجمهورية كوريا بالتحدي المتمثل في القضاء على أوجه عدم المساواة التي لا تفتأ تعرقل إمكانية الوصول إلى المصادر الرقميّة. وأعرب عدد من الدول من بينها كندا عن التزامها القوي بإعادة صياغة سياساتها للحرص على توطيد الحماية المقدّمة للتنوع الثقافي عبر الإنترنت وضمان حصول الأعمال الفنية على أجور منصفة. وشدّد عدد آخر من البلدان المشاركة، من ضمنها أندونيسيا، على الحاجة إلى تحسين آلية رقمنة المحتوى الثقافي لضمان وصول الجميع إليه بعدل وإنصاف.
وتطرق العديد من البلدان إلى الآثار المدمرة التي أسفرت عنها الجائحة على صعيد العمل في قطاعات الثقافة، وأكدوا الحاجة إلى إيجاد نماذج اقتصادية جديدة، ولا سيما في مجال السياحة الثقافية. ومن المتوقع أن تشغل هذه القضايا مكانة محوريّةً في لقاء مجموعة العشرين المزمع إقامته في عام 2021 برئاسة إيطاليا، وذلك في ظل التطورات المتوقعة لتعزيز الالتزام الدولي بإيلاء الثقافة مكانة مركزية على الصعيد السياسي بهدف نهج أفضل لإعادة بناء قطاع الثقافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة