منذ الإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية من سدة الحكم في مصر على أثر ثورة 30 يونيو، ويعمل عناصر التنظيم على تشويه الحقائق وتصدير صورة مغلوطة للرأي العام العالمى بأن هناك ظلم يقع عليهم، وأن الإطاحة بهم لم يكن نابع من انتفاضة الشعب الذى تخوف من سرقة بلاده والدفع بها إلى المجهول، كما أن التنظيم الإرهابى يقدم نفسه على أنه أفضل عميل استراتيجى فى المنطقة لتنفيذ مخططات الهدم والفوضى.
وقد استغلت جماعة الإخوان لإرهابية علاقتها الوثيقة مع الحزب الديمقراطي، والتي قد وصلت ذروتها فى إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي فتح الباب أمام الجماعة وتمكينها داخل مصر فى الفترة التى تلت 2011، عبر وزيرة خارجيته فى ذلك الحين، والمرشحة الخاسرة لمارثون الانتخابات 2016، هيلاري كلينتون.
ومنذ خسارة كلينتون للانتخابات فقد تلقت الجماعة الضربات الواحدة تلو الآخرى ولم يعد لها ظهير يعمل على تحسين صورتها أمام العالم بل على العكس تمامًا ظهر الوجه الحقيقى للجماعة الإرهابية أمام الرأي العام في الولايات المتحدة وأوروبا.
والآن في خضم ماراثون الانتخابات الأمريكية المشتعلة والترجيحات بعودة الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض، وفوز مرشحه جو بايدن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمنى الجماعة وتنظيمها الدولي الحظى بقبلة الحياة من جديد، وعودة الوجوه القديمة الداعمة للتنظيم أمثال مساعدى هيلارى كلينتون، والسفيرة الأمريكية السابقة لدى مصر "آن باترسون".
البعض قد يستغرب حالة الدعم غير العادية من التنظيم الدولى للإخوان للحزب الديمقراطى، والرغبة في فوز بايدن على حساب دونالد ترامب، لكن قد يزول هذه العجب بمجرد أن تعلم أنه على سبيل المثال لا الحصر، فقد نشر قبل سنوات موقع "بي بي أر" الأمريكي تقرير كشف فيه شبكة العلاقات الخفية لهيلاري كلينتون، ومساعدتها الشخصية هوما عابدين، مع جماعة الإخوان.
وأكد الموقع أن "عابدين" على صلات قوية بالجماعة الإرهابية، مشيرًا إلى أنها ولدت فى الولايات المتحدة لكنها انتقلت للعيش مع أسرتها فى دولة خليجية عندما كانت فى سن عامين وتركتها عائدة إلى واشنطن عندما بلغت 18 عامًا للدراسة.
وقال التقرير إن معهد شئون الأقلية المسلمة، الذى أسسته عائلة عابدين وعملت فيه كان حلقة وصل مع التنظيم الدولي للجماعة، مضيفًا أن والدة مساعدة كلينتون، هوما عابدين، "صالحة" هي عضو فى منظمة الأخوات المسلمات، وهى فرع سرى لنساء جماعة الإخوان، كما أن شقيقها حسن الذى يعمل بجامعة أوكسفورد البريطانية عضو نشط فى التنظيم العالمى للإخوان.
وليس هذا فحسب، أيضًا يحلم الإخوان بعودة أسماء من أمثال آن باترسون والتي عملت كسفيرة واشنطن بالقاهرة فى الفترة من 2011 الى 2013، حيث قامت على تنفيذ سيناريو إدارة أوباما لتمكين الإرهاب بكل دقة.
ولا يمكن نسيان أنه في الوقت الذى اصطف فيه ملايين المصريون فى الشوارع يوم 30 يونيو 2013 يطالبون بسقوط الجماعة الإرهابية كانت باترسون تجتمع بخيرت الشاطر وقيادات الإخوان لوضع خطة لإنقاذهم، وعملت على التشكيك فى المظاهرات التى خرجت فى محاولة لتضليل الرأى العام العالمى، حتى انطلقت الحملات لطردها من القاهرة بعد كشف المخطط الأمريكى.
وقد دفعت باترسون ثمن دعمها للجماعة الإرهابية، وتحديدًا في مارس 2017، سحب وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس ترشحيه لآن باترسون لشغل منصب رفيع المستوى بالبنتاجون بعد معارضة من نواب الكونجرس الذين يشعرون بالقلق إزاء علاقتها الوثيقة بالإخوان.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" وقتها عن مسئول رفيع المستوى قوله إن ماتيس سحب ترشيح باترسون، السفيرة الأمريكية السابقة فى مصر، لمنصب مساعد وزير الدفاع لشئون السياسة، مع العلم أن صحيفة واشنطن بوست كانت أول من كشف عن ذلك الأمر.
وأكد مسئولون أمريكيون آنذاك أن اثنين من أعضاء لجنة الخدمات المسلحة بالمجلس، وهما توم كوتون وتيد كروز، قد عارضا بشدة ترشيح باترسون لأنها عملت سفيرة فى مصر فى الفترة من 2011 إلى 2013، فى الوقت الذى دعمت فيه إدارة أوباما حكومة الإخوان.
ما سبق وغيره من الوقائع يوضح لماذا تعول الجماعة الإرهابية على عودة الحزب الديمقراطى على أمل أن تكون للوجوه القديمة ممن يتمتعون بعلاقات بالتنظيم الدولى للإخوان مكان في غرف صناعة القرار الأمريكي والمساعدة على إعطاء الإخوان قبلة الحياة لكن كل هذه المساعى قد تفشل بعد افتضاح صورة الجماعة الإرهابية أمام العالم كله وما ارتكبوه من جرائم إرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة