مازال فيروس كورونا وتداعيات انتشاء الوباء الذي أصاب العالم منذ بداية العام الجاري يحير علماء وخبراء الصحة العامة بمختلف دول العالم، بعضهم كان له نظرة تشاؤمية من قدرة اللقاح المحتمل للفيروس في القضاء عليه بشكل كامل والبعض الأخر يرى أنه سيسهم في طمأنة البشر وحمايه الفئات الأكثر ضعفا.
عقد قسم الصحة العالمية والطب الاجتماعي بكلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية لقاء عبر الإنترنت بين عدد من خبراء الصحة العامة لبحث الدروس المستفادة من الوباء ومناقشة الخبراء الطبيون على فكرة أن لقاح فيروس كورونا سيسمح للحياة بالعودة على الفور باعتباره الحل السحري الطبيعي لوقف هجمات الفيروس، وذلك وفق ما ذكره الموقع الرسمي للجامعة.
قال أنتوني فوسي ، كبير خبراء الأمراض المعدية وقائد الاستجابة الأمريكية لفيروس كورونا إن اللقاح "قاب قوسين أو أدنى" وأنه يمثل أوضح طريق نحو إنهاء جائحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة ومع ذلك، حذر الأستاذ السابق في كلية الطب بجامعة هارفارد والرئيس السابق للبنك الدولي جيم يونغ كيم من تعليق الآمال عليه من أجل إنهاء سريع للوباء.
وقال كيم إنه حتى لو كان اللقاح فعالاً بنسبة 75% فإن الشكوك حوله قد تعني أن أقل من نصف السكان سيأخذونه لذلك ، فإنها تقصر كثيرًا عن الوصول إلى عتبة "مناعة القطيع" ، والتي عندها تتم حماية عدد كافٍ من الناس من العدوى لوقف انتقال العدوى، وأضاف كيم : "نحن لسنا في حصانة قطيع بهذا المستوى، لذلك لا تزال بحاجة إلى ملاحقة كل تفش للفيروس".
واتفق كيم وفوسي وبول فارمر ، أستاذ الصحة العالمية والطب الاجتماعي بجامعة هارفارد ، على أن تدابير الصحة العامة الأساسية التي تم استخدامها منذ بداية الوباء ستظل ضرورية للحد من العدوى وانتشار الوباء.
وأكد جيم يونغ كيم رئيس البنك الدولي السابق "ما زلنا لم نخرج من التفكير السحري الذي يقول بمجرد أن نحصل على لقاح انتهى الوباء"، لكن مازال الأمر يستدعى ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي واستخدام الأقنعة واجراء الاختبارات والتتبع والعزلة وعلاج المرضى الذين يتعرضون لعدوى كورونا.
فيما أكد انتونى فوسي إن احتمال الحصول على لقاح يلعب دورًا نفسيًا حاسمًا في المعركة ، حتى لو لم يكن النجاح يمثل نهاية واضحة للمشكلات حيث يشعر الكثيرون بالإرهاق من شهور الالتزام اليومي الصارم بإجراءات الصحة العامة وقال إن الشعور بأن اللقاح قريب ، قد يكون مهمًا في تشجيع الناس على البقاء يقظين، قائلا" أعتقد أن ما يحتاج الناس إلى فهمه أكثر مما يفعلون هو أن الضعفاء ليسوا فقط في دور رعاية المسنين."
وكشف الدكتور انتونى فوسى كبير أطباء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة الأمريكية، إن لقاح فيروس كورونا ربما يكون جاهزًا بحلول نوفمبر، لكنه سيستغرق شهورًا ليتم طرحه، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة" Independent".
وأضاف خبير في الأمراض المعدية، إن العودة إلى "الحياة الطبيعية" في الولايات المتحدة يجب أن تتم في منتصف ونهاية العام المقبل، حيث أنه عندما يكون لقاح فيروس كورونا جاهزا فإن الأمر سيستغرق على الأرجح عدة أشهر ليتم توزيعه، لكنه يأمل أن يتوافر اللقاح إلى جانب استمرار إجراءات الصحة العامة، مثل أقنعة الوجه، والتباعد الاجتماعي، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تحريك الولايات المتحدة نحو "شكل من أشكال الحياة الطبيعية" في منتصف العام المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة