تتواصل ردود الفعل الإيرانية والدولية على حادث اغتيال العالم النووى الإيرانى والمسئول بوزارة الدفاع محسن فخري زادة الجمعة الماضي بضواحي طهران، فقد استهل البرلمان الإيرانى اليوم الأحد أعماله بعقد جلسة مغلقة بحضور وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوى والمسئولين المعنيين، لتقديم تفسيرات وشرح للنواب بشأن مقتل فخري زادة بحسب وكالة تسنيم الإيرانية، والذى تصفه تقارير غربية بأنه أبو القنبلة النووية الإيرانية.
وخلال الجلسة أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عموئي، أن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط إسرائيل في اغتيال العالم النووي فخري زادة.
وأشار إلى أن "الجهات الأمنية توصلت إلى معلومات مهمة حول اغتيال العالم فخري زادة". وأضاف: "سنرد على عملية الاغتيال، وإسرائيل ترتكب خطأ استراتيجيا إذا ظنت أن العملية ستبقى دون رد".
وصوت البرلمان الإيراني، بالأغلبية الساحقة على مشروع قانون "الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات"، والذي يشمل رفع تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20%، ويشمل القانون إعادة التصميم القديم لمفاعل "أراك" للماء الثقيل، فى جلسة حضرها 232 نائبا من أصل 246، وصوتوا لصالح القرار.
وفى كلمته قال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، أن "مشروع قانون الإجراءات الاستراتيجية لرفع العقوبات، سيحد من الأعمال الإرهابية التي يشنها العدو ضد إيران".
بدوره أكد رئيس لجنة الطاقة بمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيرانى)، متابعة بدء عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪، ووقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والانسحاب من الاتفاق النووي، قائلا إن دم فخري زادة سيغير بالتأكيد تحرك المجلس حيال البرنامج النووي.
وفي تغريدة على صفحته الشخصية في تويتر، قال رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الإسلامي، فريدون عباسي: "دماء الشهيد فخري زادة ستغير هندسة المجلس الثوري حيال البرنامج النووي".
وقال الآن ستركز إرادة المجلس على 4 قضايا مركزية سأتابعها شخصيا.
1) بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪
2) اخراج جميع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية
3) إنهاء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
4) الانسحاب من الاتفاق النووي
وأعلن الحرس الثورى الإيرانى، عن توجيه ضربة قوية ردا على اغتيال العالم النووي محسن فخرى زاده، ولكن ليس قريبا، وقال مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، إن مقتل محسن فخري زاده صفعة قوية لكن الموضوع لم ينته.
وردا على الاتهامات الإيرانية، قال الوزير الاسرائيلي تساحي هنجبي إنه لا يوجد لديه دليل بشأن من الذي يقف وراء قتل العالم النووي الإيراني في طهران.
وقال هنجبي لقناة لايف إن 12 "ليس لدي دليل عمن فعل ذلك. لا يتعلق الأمر بأني لا يمكنني الكلام لأنني مسؤول، ليس لدي أي دليل فعلا". وهنجبي من المقربين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فى غضون ذلك أكد تلفزيون إسرائيل أن اغتيال العالم الإيراني خطوة في غاية الأهمية ضمن جهود إسرائيل لتقويض برنامج إيران النووي أفقدت طهران مصدرا لا بديل عنه للمعرفة في هذا المجال.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر استخباراتي غربي قوله إن اغتيال العالم الذي يعد "أبا" لمشروع إيران الخاص بتطويل الأسلحة النووية يمثل ذروة مخططات إسرائيل طويلة المدى لنسف هذا البرنامج.
من جانبها، أشارت القناة الـ13 العبرية إلى أن فخري زاده كان هدفا لعدد من رؤساء الحكومة الإسرائيلية ومدراء جهاز "الموساد".
وأكدت التقارير أن إسرائيل تتحسب لرد إيراني محتمل، فيما ألقت طهران على تل أبيب اللوم في عملية الاغتيال وخلصت وسائل إعلام غربية إلى الاستنتاج نفسه.
وذكرت القناة الـ12 أن إسرائيل تدرك أن "إيران لن تستطيع إبقاء الحادث دون رد"، مضيفة أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تتخذ استعدادات تحسبا لهجمات انتقامية محتملة.
ورجحت القناة الـ12 أن الرد الإيراني قد يتراوح بين هجمات على بعثات إسرائيلية وجاليات يهودية في مختلف أنحاء العالم وقصف صاروخي مكثف لأراضي إسرائيل واستهداف خطوط الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر واعتداءات تنفذ على أيدي الفصائل المتحالفة مع طهران في سوريا ولبنان وغزة، بالإضافة إلى استهداف مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين.
وفى بريطانيا، عبر وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب الأحد عن قلقه إزاء الوضع في إيران والمنطقة في أعقاب اغتيال فخري زادة، وقال راب لمحطة سكاي نيوز "نشعر بالقلق إزاء الوضع في إيران والمنطقة ونؤكد على ضرورة خفض حدة التوتر".
وأضاف "ما زلنا ننتظر معرفة الحقائق الكاملة لما حدث في إيران لكنني أود أن أقول إننا نتمسك بسيادة القانون الإنساني الدولي والمتمثلة بوضوح في عدم استهداف المدنيين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة