مازال لبنان يواجه عدة تحديات وسط ظروف قاسية على مختلف الأصعدة فما بين وضع اقتصادى متردى ووضع صحى يزداد ترديا في ظل تفشى جائحة كورونا، وقد حذّر الحزب التقدمى الاشتراكى فى لبنان من قرب نفاد الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية لدى البنك المركزي المخصص لدعم المواد والسلع الاستراتيجية، الأمر الذى يمثل خطورة بالغة تضع لبنان أمام كارثة قد تتسبب في انفجار اجتماعي، داعيا إلى إعادة النظر بالدعم وفق النظام الحالي، وتقديم دعم مباشر للعائلات الأكثر فقرا واحتياجا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه الزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط، اليوم الخميس، حول إعادة توجيه دعم السلع الأساسية والاستراتيجية وترشيده، وتحدث خلاله عدد من نواب وقيادات الحزب
وقال النائب هادي أبو الحسن، عضو كتلة اللقاء الديمقراطي (الكتلة النيابية للحزب التقدمي الاشتراكي) – خلال المؤتمر – إن نفاد الاحتياطي المخصص لدعم المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والأدوية والمحروقات، سيضع لبنان أمام كارثة اجتماعية محققة، حيث سيترتب عليه ارتفاع معدلات الفقر بشكل غير مسبوق الأمر الذي سيؤدي إلى انفجار اجتماعي وفوضى أهلية لا يمكن لأحد تقدير نتائجها.
ولفت إلى أن التقديرات تشير إلى أن توجيه الدعم على النحو القائم، سيجعل احتياطات مصرف لبنان المركزي تنفد خلال شهرين فقط، ومن ثم التوقف عن الاستمرار في سياسة الدعم، مرجعا السبب في الوضع الحالي إلى انسداد الأفق السياسي والاقتصادي وتراجع قدرة الدولة واستمرار النزيف المالي وتناقص الاحتياطي النقدي من الدولار الأمريكي على نحو يفاقم عمليات التهريب والاحتكار وعدم ضبط الأسعار في الأسواق، وبالتالي عدم استفادة الفئات المحتاجة فعليا والفقيرة من آليات الدعم.
ووصف النائب أبو الحسن الدعم الذي تقدمه الدولة اللبنانية حاليا بـ "العشوائي".. مستعرضا رؤية الحزب الاشتراكي نحو إعادة توجيه الدعم لصالح الفئات المستحقة بصورة حصرية، الأمر الذي يؤخر نفاد الاحتياطي النقدي لحين إجراء الإصلاحات وحصول لبنان على دعم ومساعدات خارجية.
من جانبه قال قائد الجيش اللبنانى العماد جوزاف عون، إن لبنان يمر حاليا بمرحلة دقيقة وصعبة وغير مسبوقة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن انفجار ميناء بيروت البحري في 4 أغسطس الماضي وتفشي وباء كورونا، أضافا المزيد من الضغوط على الأوضاع المأزومة.
وأكد العماد عون - في كلمة وجهها إلى ضباط وأفراد الجيش اللبناني بمناسبة الذكرى الـ 77 لاستقلال البلاد – أن القوات المسلحة أثبتت أنها على قدر المسئولية، وتمكنت من ترسيخ ثقة اللبنانيين والعالم بنهج المؤسسة العسكرية ودورها الوطني، داعيا إلى اليقظة والجاهزية في مواجهة أعداء لبنان.
وأضاف: "أيها العسكريون.. أنتم ركيزة أساسية للسيادة الوطنية، وبجهودكم ومثابرتكم نجحتم في إعادة الحياة إلى ميناء بيروت بسرعة قياسية، وعملتم على التخفيف من معاناة المتضررين عبر المبادرة إلى مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم من خلال أعمال مسح الأضرار وتوزيع المساعدات والتعويضات المالية. إن مسارعة الدول الشقيقة والصديقة إلى تقديم المساعدة في أعقاب الانفجار، كان لها أثر إيجابي وهي محل تقدير وامتنان".
وأشار إلى أن إسرائيل لا تتورع عن إطلاق التهديدات بالاعتداء على الأراضي اللبنانية، كما أن خلايا الإرهاب لم تكف عن التخطيط للعبث بالاستقرار الداخلي، مشددا على أن الرهان على الجيش اللبناني في مواجهة هذه المخاطر ووأد الفتن "فلا تهاون مع العابثين بأمن الوطن واستقراره ولا تساهل مع من يحاول المساس بالمصلحة الوطنية والعبث بالسلم الأهلي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة