يبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية في النمسا وجميع المؤسسات التابعة لها باتت تواجه تضييق شديد، خاصة بعد الهجمات التي شهدتها البلاد مؤخرا، وهو ما سلط الضوء على خطورة المؤسسات التابعة للتنظيم الإرهابى، وينذر باحتمالية تجنيد المزيد من المتطرفين وبالتالي عمليات إرهابية جديدة.
وتعمل السلطات النمساوية على زيادة السيطرة على الأوضاع الأمنية بالبلاد، وهو ما يظهر فى الحملات الأخيرة لمداهمة بعض المراكز الدينية والمساجد، وأن الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان هى الفاعل الأول فى تحريك مؤسسات الجماعة للتلاعب بأمن النمسا وتحقيق مصالح سياسية واستراتيجية لأنقرة تترافق مع تنشئة مخيفة على الأيدلوجية التوسعية للإسلاموية غير المؤمنة بالحدود الجغرافية أو الوطنية.
وفيما يلى أبرز مؤسسات الإخوان في النمسا.
المجمع الإسلامى الثقافى فى مدينة جراتس
يعد المجمع (Islamische Liga Kultur Graz) من أبرز المراكز التابعة للجماعة بمدينة جراتس، ويهتم بالأنشطة الدينية والثقافية كالندوات والمحاضرات مع الفقهاء ورجال الدين المحسوبين على الإخوان، ويشمل المجمع مسجدًا باسم النور ويرعى القائمون عليه عمليات التبرع والزكاة لصالح التمويل والإنفاق على الأنشطة، ويمثل (خالد حنفي) العضو في المركز الأوروبي للافتاء والبحوث –أخطر المؤسسات الفقهية للجماعة في أوروبا والذي يعد يوسف القرضاوي أحد المشرفين عليه- وأمين عام الفتوى في ألمانيا من أبرز المحاضرين بالمجمع والمسجد.
وأحدث الهجوم الأخير في فيينا حملة إعلامية داخلية ضد المجمع، لارتباطه الشديد بجماعة الإخوان وعناصرها، الذين كان بعضهم يشكل الفريق الاستشاري للرئيس الممعزول محمد مرسي، ما وصل إلى وصم مدينة جراتس بمركز عمليات الجماعة في النمسا.
الجمعية الإسلامية الثقافية في النمسا
تمثل الجمعية Moslemischer Sozialdienst (MSD) أحد أقدم التنظيمات التي أسست لوجود الجماعة بالبلاد، وأنشئت في 1962 وكان أنس شقفة عضوها البارز من تيار الإخوان السورى قبل أن يقرر التقاعد عن العمل بها في 2007، وتشمل أنشطتها الأعمال الدعوية والثقافية كالمحاضرات والندوات والمؤتمرات والاعتناء بشؤون المسلمين.
وانضوت الجمعية فيما بعد تحت شراكة جمعية العقيدة الإسلامية في النمسا (IGGO) التي تعمل في البلاد منذ 1979 ويترأسها حاليًا أوميت فولار.
ميلي جروش
تتعامل الدولة مع مؤسسة ميلي جروش باعتبارها أحد أذرع الإخوان المدعومة من تركيا، فوفقًا لتقرير البرلمان النمساوي عن المؤسسة والصادر في 7 أكتوبر 2020، فأن ميلي جروش تهدف إلى إقامة نظام اجتماعي بديل في النمسا.
وأضاف التقرير أن المؤسسة المدعومة من تركيا تتوارى خلف الاتحاد الإسلامي المتنكر في جمعيات ثقافية ومجتمعية تخالف الطابع القانوني للبلاد، لأنها تنشر أيدلوجيات متراجعة، وأشار إلى أن بعض الدعاة المرتبطين بها، ومنهم (صافيت كودوزوفيتش) ألقى منذ فترة محاضرة بالعاصمة فيينا كانت مليئة بالعنف والكراهية، وطالب التقرير بالحل الفوري للمؤسسات التي تنتهك القوانين.
سلطات النمسا تحذر من خطر الإخوان
أطلقت النمسا في يوليو 2020، بحسب منصة ذا ناشيونال، مشروع مكافحة الجماعات الدينية ذات الأهداف السياسية الخفية، وذلك عن طريق مبادرة لتسجيل المؤسسات الثفاقية والاجتماعية التى يسيطر عليها المتطرفين لأغراض سياسية، إذ قالت وزيرة الاندماج سوزان راب، إن الهدف هو إنهاء الكيانات الموازية.
وأكدت سوزان أن بلادها تفرق بين الإسلام كدين وبين الإيدلوجية الخطيرة التي ينتهجها المتطرفون، مشيرة إلى أن الطابع السري الذي تتسم به التحركات الإخوانية لا يتناسب مع قيم المجتمع الديمقراطي، لأن ذلك من شأنه أن يعيد الانقسام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة