منذ اكتشاف واقعة المتهم "قذافي. ف" الملقب بسفاح الجيزة، والمفاجآت التي تفجرها جهات التحقيق لم تتوقف، وذلك بداية من المقبرتين اللتين أعدهما "قذافى" داخل شقتين في عقار ببولاق الدكرور، والعثور بهما على 3 جثث هياكل عظمية، ومتعلقات القتلى، وملابس بالية.
بعد استخراج هياكل عظمية في واقعة سفاح الجيزة
الهياكل العظمية للزوجة فاطمة زكريا على، 34 سنة، وصديق الزوج رضا محمد عبداللطيف نقلا إلى مصلحة الطب الشرعي لأخذ عينات منهما وتحليلها لبيان أسباب الوفاة رسميًا وموافاة النيابة بتقارير الصفة التشريحية، وبعدما صرحت النيابة بتسليم رفاة الجثتين لذويهما لدفنهما، وتم استدعاء أسرتي المجني عليهما من قبل النيابة لجلسة تحقيق لسماع أقوالهما كاملة منذ اختفائهما حتى العثور علي جثتيهما.
المجنى عليه
واقعة الهياكل العظمية جعلت الرأي العام يطرح العديد من الأسئلة المتعلقة بحقيقة التعرف على تلك الجثث المتحللة – الهياكل العظمية – والإجراءات المتبعة للوصول إلى حقيقتها ولماذا لا تكون تلك الجثث لأشخاص آخرين غير الذين اعترف بهم المتهم "قذافي. ف" الملقب بسفاح الجيزة؟، وذلك في الوقت الذى يعد فيه التعرف على البقايا البشرية مجهولة الهوية هي مسألة كرامة، إذ أن لكل شخص أن يتمتع بالحق في أن يتم التعرف عليه وفق معايير دولية متعددة - على سبيل المثال اتفاقيات جنيف لعام 1949، وقانون الانتربول لعام 2014 - بحسب الدكتور محمد جاب الله، استشاري الطب الشرعي وعضو الجمعية اليابانية للعلوم الطبية الشرعية.
الإجراءات النموذجية لاستخراج الجثث وتحليل بقايا هياكلها
في البداية - يشكّل التعرّف على بقايا شخص متوف عملية معقدة للغاية تعتمد على طرق علمية متعددة، خصوصاً عندما تكون البقايا في حالة حفظ سيئة، فحين تكون حالة الوفاة حصلت في فترة زمنية ليست بعيدة نسبياً، يُحاول التعرف بصرياً من قبل الأقرباء المحتملين للميت مجهول الهوية - إذا كان تم الحفاظ بشكل جيد على جسد ووجه المتوفي، لكن حين نكون أمام بقايا متحللة أو محروقة أو محنطة أو بقايا تحولت هيكلاً عظمياً، تبرز الحاجة لخبرة الطب الشرعي لخوض سلسلة من الاجراءات من أجل التوصل إلى هوية ما، ومن المهم الإشارة بداية أن البروتوكول المستخدم في مثل هذه الحالات يعتمد بشكل مباشر على معلومات ما قبل الوفاة المتوفرة والخاصة بالميت – وفقا لـ"جاب الله".
المتهم
ويبذل خبراء الطب الشرعى جهودا مضنية لوضع الأساس العملى إلى جهات التحقيق المختصة، وذلك بغرض فك لغز وشفرة القضايا للوصول إلى هوية مرتكبى الحادث أو للتعرف على الأسباب التى أدت إلى وقوعه، حيث تستخدم عينات الحمض النووي في الاستعراف على هوية الجثث المتحللة – الهياكل العظمية – من خلال عينة الـ DNA من الجثة من الأسنان أو العظام، حيث يقوم محققون وشرطيون من مختلف التخصصات بعملية مسح شامل لمسرح الجريمة بحثاَ عن الأدلة والآثار التى تركها الجانى أو الضحية ويظل الدليل الأقوى والأهم فى جرائم القتل هو جثة الضحية، والجثة تسهم فى تسليط الضوء على الكثير والكثير من التفاصيل المتعلقة بالجريمة، وذلك كما هو متعارف عليه لقابليتها، لأن تعلق بها مختلف أنواع الآثار، سواء المصدر البشرى كالسوائل الجسدية أو الآتية من الجوامد كخيط علق بها من ملابس الجانى أثناء المقاومة، ولكن تبقى التفصيلة الأكثر محورية هنا هو تحديد توقيت الوفاة – الكلام لـ"جاب الله".
الإجراءات النموذجية المقترحة لتحليل الهياكل العظمية
تتضمن هذه الإجراءات النموذجية لاستخراج الجثث وتحليل بقايا هياكلها قائمة مرجعية بالخطوات التي يتضمنها الفحص الطبي الشرعي الأساسي، وأغراض الفحص الأنثروبولوجي هي نفس أعراض الفحص الطبي القانوني للشخص المتوفى حديثا، وقد يجمع عالم السلالات "الأنثروبولوجيا" معلومات تحدد هوية المتوفى، ووقت الوفاة ومكانها، وسبب الوفاة، وطريقة الوفاة أو أسلوبها "القتل، أو الانتحار، أو حادث، أو الوفاة الطبيعية"، غير أن نهج عالم البشريات يختلف بسبب طبيعة المادة التي تفحص، ففي العادة، يتعين علي المشرح فحص الجثة، في حين يتعين علي عالم السلالات فحص هيكل عظمي، ويركز المشرح علي المعلومات التي يتم التحصل عليها من الأنسجة الرخوة، في حين يركز عالم البشريات علي المعلومات التي يتم التحصل عليها من الأنسجة الصلبة.
وتختلف الأسئلة التي يتناولها عالم البشريات عن الأسئلة التي يتناولها تشريح الجثث عادة. ويخصص الفحص الأنثروبولوجي قدرا أكبر من الوقت والعناية لأسئلة أساسية مثل الأسئلة التالية:
أ-هل البقايا بشرية؟
ب-هل البقايا لشخص واحد أم عدة أشخاص؟
ج-ماذا كان جنس المتوفى وعنصره وقامته ووزن جسمه ويدويته "أيمن أم أيسر" وبنيته؟
د-هل هناك أية خواص طبيعية أو أوجه شذوذ في الهيكل العظمي يمكن أن تساعد علي تحديد هوية المتوفى تحديدا قاطعا؟
1-التحقيق في الموقع
ينبغي أن ينال استخراج البقايا المدفونة نفس الحرص البالغ الذي يناله التفتيش في موقع الجريمة، وينبغي تنسيق الجهود ما بين الباحث الرئيسي وعالم السلالات الطبيعية أو عالم الآثار الاستشاريين، وينبغي أن يحظر علي الأشخاص غير المدربين القيام باستخراج الجثث، وينبغي أن يكون عالم السلالات الاستشاري حاضرا لإجراء عملية استخراج الجثة أو الإشراف عليها، وحفر أي نوع من أنواع المدافن يلازمه مشاكل وإجراءات محددة، وتتوقف كمية المعلومات التي يتم الحصول عليها من الحفر علي معرفة حالة المدفن أو الرأي المستند إلي الخبرة، وينبغي أن يتضمن التقرير الختامي مبررات إجراءات الحفر.
وينبغي اتخاذ الإجراءات التالية أثناء استخراج الجثة:
أ-يسجل تاريخ استخراج الجثة وموقعه ووقت البدء ووقت الانتهاء منه وأسماء جميع العاملين فيه.
ب-تسجل المعلومات بسرد الوقائع مدعومة بالرسوم التخطيطية والصور الفوتوغرافية.
ج-تصور منطقة العمل من نفس مظهرها الحقيقي قبل بدء العمل وبعد انتهائه كل يوم، بغية توثيق أي تشويش يطرأ لا يتصل بالإجراءات الرسمية.
د - يلزم في بعض الحالات أن يتم أولا تحديد موقع القبر داخل منطقة معينة.
ه-تصنف المدافن علي النحو التالي:
1-فردية أو مختلطة:
يمكن أن يحتوي القبر علي بقايا شخص واحد مدفون وحده، أو قد تحتوي علي بقايا مختلطة لشخصين أو أكثر دفنوا في وقت واحد أو خلال فترة من الزمن.
2-منعزلة أو متلاصقة:
والقبر المنعزل منفصل عن المقابر الأخرى ويمكن حفره دون خشية التعدي علي قبر آخر، والقبور المتلاصقة، مثل التي توجد في المقابر المزدحمة، تتطلب أسلوبا مختلفا في الحفر لأن حائط أحد القبور يكون أيضا حائط قبر آخر.
3-أولية أو ثانوية:
والقبر الأولي هو القبر الذي يوضع فيه المتوفى أول مرة. وإذا نقلت البقايا بعد ذلك وأعيد دفنها، يعتبر القبر ثانويا.
4-متغير أو غير متغيرة:
والمدفن غير المتغير هو المدفن الذي لم يتغير - إلا بالعمليات الطبيعية - منذ وقت الدفن الأول، والمدفن المتغير هو المدفن الذي تم تغييره بتدخل بشري بعد وقت الدفن الأول.
وتعتبر جميع المدافن الثانوية مدافن متغيرة، ويمكن استعمال أساليب علم الآثار لاكتشاف التغيير الذي يحدث في المدفن الأولي.
و-يجري البحث عن أشياء مثل طلقات الرصاص أو الحلي.
ك- تكشف البقايا باستعمال فرشاة ناعمة أو منفضة من الريش ولا تستعمل الفرشاة علي المنسوجات لأنها يمكن أن تدمر البينات المتعلقة بالألياف، ويفحص التراب الموجود حول الجمجمة بحثا عن الشعر، ويوضع هذا التراب في حقيبة لكي يفحص في المختبر.
ينبغي اتباع البروتوكول التالي أثناء التحليل المختبري لبقايا الهياكل العظمية:
1-يسجل تاريخ تحليل بقايا الهياكل العظمية ومكانة ووقت البدء ووقت الانتهاء وأسماء جميع العاملين.
2-تصور بالأشعة السينية جميع عناصر الهياكل العظمية قبل المضي قدما في التنظيف.
3-تؤخذ صور بالأشعة السنية لمجموعة الأسنان منطبقة وصور لها من القمة وصورة مستعرضة، إذا أمكن.
4-ينبغي تصوير الهيكل العظمي بأكمله بالأشعة السينية، وينبغي توجيه عناية خاصة إلي الكسور.
التقرير الختامي
ينبغي اتخاذ الخطوات التالية في إعداد التقرير الختامي:
(أ) يجهز تقرير كامل بجميع الإجراءات والنتائج.
(ب) يشتمل التقرير علي ملخص قصير للاستنتاجات.
(ج) يوقع علي التقرير ويبين تاريخه.
مستودع البيانات:
في حالات عدم إمكانية التعرف على الجثة، ينبغي حفظ البقايا المستخرجة أو الأدلة الأخرى لمدة معقولة من الزمن، وينبغي إنشاء مستودع لحفظ الجثث لمدة 5 إلي 10 سنوات تحسبا لإمكانية التعرف عليها لاحقا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة