قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه بعد ساعات من تكرار الرئيس ترامب مزاعم لا أساس لها بأن نظام ماكينة التصويت قد حذفت 2.7 مليون من الأصوات لصالح ترامب على مستوى البلاد، تم نفى الأمر بشكل مباشر من قبل مجموعة من مسئولى الانتخابات المحليين والفيدراليين وعلى مستوى الولايات، الذين أصدروا بيانا أمس يعلنون فيه صراحة أن الانتخابات كان الأكثر أمانا فى التاريخ الأمريكى، وأنه لا يوجد دليل على أن أى نظام للتصويت تم تقويضه.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوبيخ الذى جاء فى بيان من قبل مجلس تنسيق يشرف على أنظمة التصويت المستخدمة حول البلاد، لم يذكر أبدا اسم ترامب، إلا أنه وصل إلى حد التصحيح الملحوظ لموجة من المعلومات المضللة التى كان ترامب يدفع بها عبر حسابه على تويتر.
وتم توزيع البيان من قبل وكالة الأمن السيبرانى وأمن البنية التحتية لوزارة الأمن الداخلى، وهى مسئولة عن مساعدة الدول فى تأمين عملية التصويت. ومع خروج هذه التصريحات مباشرة من واحدة من الوكالات التابعة لترامب، فإنها تعزل الرئيس فى مزاعمه الكاذبة بأن احتيال واسع قد كلفه هذه الانتخابات.
وفى جميع أنحاء البلاد، قال مسئولو الانتخابات إن التصويت جاء بسلاسة مع عدم وجود تقارير عن حدوث تزوير منهجى فى أى ولاية، ولا توجد مؤشرات على تدخل أجنبى فى البنية التحتية للتصويت ولا توجد أعطال فى الأجهزة أو البرامج بخلاف مواطن الخلل العرضية التى تحدث فى أى انتخابات.
وتوسع تقدم الرئيس المنتخب جو بايدن فى التصويت الشعبى إلى أكثر من خمسة ملايين، ولا يزال على المسار الصحيح لتحقيق نصر قوى فى الهيئة الانتخابية.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن ترامب تجاهل أغلب واجبات الرئاسة بينما يمضى معظم الوقت فى البيت الأبيض بعيدا عن الرأى العام، يغرد المظالم على تويتر وينشر ما وصفته بالأكاذيب والمعلومات المضللة عن نتائج الانتخابات وتغطية فوكس نيوز عنه.
ولم يقم الرئيس أو أيا من مساعديه بتقديم إحاطة للصحفيين عن أخبار اليوم، أو رد فعل على القادة الديمقراطيين الذين يتهمون الجمهوريين بزيادة خطر الوباء برفض قبول الواقع بشأن نتيجة الانتخابات.
وقالت الصحيفة إن التناقض بين أمة تصارع أزمة عالمية مستمرة ورئيس مستغرق فى مشاكله السياسية الخاصة سلط الضوء على التناقض الأساسى فى قلب ما وصفته باعتداء ترامب على نزاهة نظام الانتخابات الأمريكية، حيث يستغل نفوذ سلطة منصبه فى محاولة للبقاء فيه مع تجاهل أغلب الواجبات العامة التى يفرضها هذا المنصب.
ونقلت الصحيفة عن نورما أورنستاين، العالم السياسى فى معهد انتربرايز المحافظ المنتقد لترامب، إنه من الواضح أن ترامب قد انسحب على ما يبدو، فلا يبدو أشبه بالرجل الذى يبدى اهتماما كبير بالحكم لأربع سنوات، لذا فإن توقع أن يسرع الآن فى الوتيرة هو خيالى بعض الشىء. فمن الواضح أنه يشعر بالحرج. وفى ظل هذه الظروف، فإن فكرة أنه سيولي مزيدا من الاهتمام لتفاصيل الحكم فكرة سخيفة.
من ناحية أخرى، شكك مساعدون فى البيت الأبيض فى فكرة أن ترامب يتراجع عن مسئولياته كرئيس، وأصدروا قائمة بالإجراءات التنفيذية التى اتخذها منذ الانتخابات والتى شملت حظر الاستثمار الأمريكى فى الشركات العسكرية الصينية، وإعلان طوارئ بفلوريدا بسبب أضرار العاصفة والعديد من الإعلانات الرئاسية، بما فى ذلك الاحتفال بالذكرى 245 لتأسيس المارينز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة