عرضت قناة الشرق فى الحلقة الأولى من برنامج على ناحية أخرى فيلما عن الهاربين من تركيا، وبدأ الفيلم بتصريحات زهرة دوغان وهى صحفية تعمل فى المجال الفنى، والتى قالت: على اعتبار أن ملفى ما زال عالقا لقد غادرت تركيا عام 2019 وعائشة يلدريم وهى أيضا صحفية تركية كانت تعمل داخل الدولة التركية إلا أنها منذ 3 سنوات ونصف بدأت تعمل كصحفية فى ألمانيا، كما استعرض الفيلم تصريحات جلال باشلانغيتش وهو صحفى منذ 45 عاما ويعمل منذ 3 سنوات ونصف العام في مجال الصحافة بألمانيا أيضا.
وعرف الفيلم تصريحات لعائشة يلدريم تقول خلالها: "فى الحقيقة تربطنى علاقة صديقة قديمة بجلال باشلانغيتش تصل إلى 30 سنة، حسبما أذكر عملنا معا في صحيفة جمهوريت وكان أكثر منى خبرة"، بينما قال جلال إن برلين دائما ممطرة وهو طقس غريب للقادمين من ساحل البحر المتوسط ولكنها مدينة جميلة وعالمية للمنفيين أمثالى وكانت فرصة كبيرة للعمل هنا كصحفى، ولكن كانت هناك بعض العيوب فالجالية التركية الموالية للحكومة هنا متطرفة نوعا ما، وعليك أن تتناقش معهم كل يوم تقريبا كما أن المخابرات التركية نشطة هنا للغاية وعليك أن تكون حذرا.
زهرة دوغان صحفية وفنانة تشكيلية
فيما قالت زهرة دوغان: "اعتقلت عام 2016 وأطلق سراحى بعد 5 أشهر على أن تتم محاكمتى وأنا خارج السجن، وفى هذه الأثناء افتتحت معرضا في مدينة ديار بكر بالأعمال التي رسمتها داخل السجن رغم ظروفى ولاقى المعرض الاهتمام والإعجاب الشديدين، لأنه كان معرضا يشرح الظروف داخل السجن، وكان يعبر عن الحرب فى نصيبين وبسببه أصدرت مرة أخرى مذكرة لتوقيفى وجاء رجال الشرطة يبحثون عنى بعد أن خلعوا أبواب منزل عائلتى حيث أعيش داهموا المنزل وأحدثوا فوضى ما اضطرنى إلى العيش 5 أشهر متوارية عن الأنظار".
وتابعت: كنت أحاكم بتهمتين عندما مثلت أمام أول قاض، الأولى هي الترويج للإرهاب والثانية هي عضوية ما يسمونه منظمة إرهابية، القضية الأولى تبدأ فيها العقوبة بالسجن لـ15 عاما وهذا يعنى أنى منضوية ضمن هيكلة جماعة إرهابية معينة وأتحرك وفق التعليمات التي أتلقاها وفق ما يدعونه، هم يدعون أننى أظهر عملى كرسامة وصحفية مجرد مظهر، بينما حقيقتى أنى عضو في منظمة حزب العمال الكردستانى عموما هذا الادعاء ليس خاصا بى فقط الآن يوجد المئات من الصحفيين اعتقلوا للسبب نفسه ولهذا يضطرون دائما لإثبات أنهم صحفيون لماذا يربطون النضال والتعبير عن أفكارنا الحرة والدفاع عنها بالإرهاب.
عبد الله بوزكوت صحفى استقصائى
ومن جانبه، قال عبد الله بوزكوت: "لم أكن أتصور يوما أننى قد أترك تركيا يوما ما، ولكن بعد محاولة الانقلاب الفاشلة علمت أن الحكومة أصدرت مذكرة اعتقال بحق 47 صحفيًا فى يوم واحد، ولم يكن اسمى مدرجا فى تلك القائمة، ولكننى كنت على يقين أنهم سوف يلاحقوننى حتما، ولذلك قررت أن تركيا لم تعد آمنة بالنسبة لى وجازفت بالذهاب إلى المطار".
وأضاف: "على الرغم من معرفتى بأن بعض الصحفيين قد اعتقلوا بالفعل، لم يكن لدى علاقات بأى شبكات تهريب في ذلك الوقت ولذا حاولت الخروج عن طريق المطار وفى اللحظات الأخيرة تمكنت من الصعود إلى الطائرة، وفى اليوم التالى هبطت في ستوكهولم وداهمت الشرطة مكتبى في أنقرة".
مراد مستشار لموقع نورديك مونتير
فيما قال صحفى تركى يدعى مراد، والذى يعمل حاليًا مستشارا لموقع نورديك مونتير: "لقد توصلت لوثيقة لها علاقة بتسجيل لمكالمة هاتفية سجلت بتفويض من المحكمة، وكان يقول التسجيل إن هناك رجلا لتنظيم القاعدة يتصل بالرئيس أردوغان مباشرة، ولقد كان يتحدث عن هاتف غريب للغاية ثم يوعز رئيس وزراء أردوغان بالنزول إلى هذه الخطوة، لم أفهم عن أى نوع من الهواتف يتحدثون وكان ذلك الرجل في إيطاليا آنذاك حيث اتصل برئيس حماية أردوغان، ولكن من هاتف خاص للغاية، نعم أعتقد أنه بما أن الصوت معدنى للغاية وليس طبيعيا، فإن هذا هاتف محمول مشفر توفره الحكومة ومن المحتمل أن تكون هذه التقنية من إنتاج شركة تويتك".
جان دوندار صحفى استقصائى
أما الصحفى الاستقصائى جان دوندار فيقول: "عندما تلمس مناطق الخطر بالنسبة للحكومة، فيجب أن تعلم أنه ليس فقط حريتك ولكن حياتك أصبحت معرضة للخطر، وبالطبع صحيفتى جمهوريت وهى من الصحف المعارضة على مدار تاريخها تم قتل 5 من كتابها، بالنظر إلى ذلك يجب أن تكون مستعدا لتحمل نتائج ما تنشره، لهذا السبب أشعر بأن الثمن سيكون فادحا لكنك تعلم أنك ما دمت دخلت إلى هذا المبنى فيجب أن تكون مستعدا لذلك".
جلال باشلانغيتش صحفى
ويقول جلال باشلانغيتش: "فى عام 2002 عندما جاء حزب العدالة والتنمية إلى الحكم فى تركيا كان عدد الصحفيين المعتقلين فى تركيا حوالى 20 صحفيا وفى الفترة بين 2014 و2015 من حكم حزب العدالة والتنمية وصل عدد الصحفيين المعتقلين إلى 39 وبشكل خاص بعد المحاولة الانقلابية فى 15 يوليو ومع الإعلان عن حالة الطوارئ وصل عدد الصحفيين المعتقلين فى تركيا إلى 200 وحاليا يوجد أكثر من 100 صحفى معتقل".
عائشة يلدريم صحفية
وتعود عائشة يلدريم للحديث قائلة: "ازداد القمع بشكل خاص اعتبارا من 15 يوليو، كنا نمارس عملنا إلى حد ما حتى لو كانت هناك صعوبات، لكن بعد 15 يوليو بدأوا تدريجيا بإغلاق القنوات التليفزيونية والصحف وبدأوا باعتقال العشرات وإلقائهم في السجون، بعد 15 يوليو تم إغلاق ما يقارب 200 صحيفة ومجلة وقناة تليفزيونية وإذاعة ودار نشر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة