قال أحد الكتاب بوكالة بلومبرج الأمريكية إن هجوم رئيس تركيا رجب طيب أردوغان على رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون هو قمة السخرية، مشيرة إلى أن الأول لا يتحدث باسم المسلمين وإنما يريد فقط صرف الانتباه عن فشله، وأشار كتبه أندرياس كلوث فى مقاله إلى أن أردوغان بدا معركة جديدة مع أوروبا هذا الشهر، ولاسيما فرنسا عندما اتهمها بأنها بلد يعانى من الإسلاموفوبيا، وهاجم الرئيس ماكرون وطالب المسلمين فى كل مكان بمقاطعة البضائع الفرنسية.
وأشار الكاتب إلى أن أردوغان اختار هذه المعركة، مثل كثير من الصراعات الأخرى غير الضرورية، فقط من أجل إلهاء الأتراك عن فشله فى الحكم، وحتى يستطيع أن يواصل تصوير نفسه باعتباره من يستعيد العظمة التركية ممثلة فى معارضة الغرب، ولا ينبغى أن يسقط المسلمون أو الأوروبيون من أي دين أمام هذا التحريض.
وذكر الكاتب بوقت مضى لم يكن فيه أردوغان يرى الغرب كعدو لتركيا، بل أنه أراد أن ينضم للاتحاد الأوروبى، إلا أن شعوره بأنه مرفوض من قبل بروكسل وبرلين وباريس والعواصم الغربية الأخرى قد حوله لشعبوى مولع بالقتال.
وقال: استخدم محاولة الانقاب الفاشلة فى الداخل كذريعة للقضاء على الحريات المدنية بما فى ذلك حرية التعبير التي تمثلها فرنسا، بحسب رأى الكاتب، كما أنه يسىء إدارة الاقتصاد التركى.
وتابع : لصرف أنظار الأتراك عن إخفاقاته، يحاول أردوغان ارتداء عباءة العظمة العثمانية والإسلامية السابقة، ويرفض إرث كمال أتاتورك العلمانى، ولهذا، قام ارودواغن بتحويا آيا صوفيا على مسجد، فمن خلال تحويل المعلم التاريخى الذى كان كنيسة ومتحفا إلى مسجد مرى أخرى، أشار أردوغان على أنه سلطان جديد.
وأكد كاتب المقال أن الرئيس التركى يريد، فى ذهنه، أن تحل بلاده محل مصر والسعودية كحامى للإسلام السنى مثلما كانت الدولة العثمانية من قبل، ويريد أن يكون له قوة فى كل الاتجاهات سواء صوب موسكو ا الفرب، وهذا ما يجعله يتدخل فى صراعات فى المنطقة من سوريا إلى ليبيا وشرق المتوسط ويتدخل بمعارك بين أرمينا وأذربيجان.
وخلص الكاتب فى النهاية إلى القول بأن تركيا تظل عضوا فى الناتو وتظل مهتمة رسميا بالانضمام على الاتحاد الأوروبى، مضيفا: فى الواقع يحتاج أرودغان إلى تصوير أوروبا كعدو لأنه ضعيف فى الداخل وسيستغل اى فرصة دعائية يحصل عليها.
وتابع: ينبغى على الأوروبيين والأتراك من أي دين ان يروا غرور أرودغان وسخريته وأن يتجاهلوه تكتيكيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة