يعد "سليمان العياط"، أقدم معلق سباقات هجن فى مصر، حيث عاصر انطلاق فعالياتها فى ثمانينات القرن الماضى من جبال وسط سيناء ، حتى انتشرت وأصبحت تقام وتنظم فى 10 محافظات مصرية، وانضمت لقائمة الرياضات الرسمية بتشكيل أندية بكل محافظة واتحاد ينظم شئونها، "العياط" كشف لـ"اليوم السابع"، على هامش مشاركته فى فعاليات مهرجان سباق الهجن بشرم الشيخ، الذى انطلقت فعالياته الخميس الماضى ولمدة 3 ايام متواصلة ، عن جانب من رحلته فى التعليق التى تعد محطات تؤصل لأعرق وأهم رياضة عربية أصيلة وكيف تدرجت على أرض الكنانة.
وقال إن بدايته مع التعليق على السباقات فى سيناء، واكبت استقرار سيناء ونفض عناء الحرب بعد تحريرها وانطلاق مراحل البناء والتنمية فى الثمانينيات ، فكان شباب سيناء المهتم بتراثه على موعد مع إحياء رياضة الآباء والأجداد لتواكب العصر فيما يفيد الإنسان ويثبت موروثه وتراثه، ونشأت السباقات محلية بالتعاون بين أبناء القبائل فى مناطق " الشليل و الباحة " بوسط سيناء، ثم تم تبنى هذه الرياضة بدعوة من الرعيل الأول من المهتمين بهذا الإرث بقيادة المرحوم " محمد أبو ملحوس"، وفى بداية التسعينيات بدأت السباقات فى منطقة " السر" بوسط سيناء، برعاية المرحوم اللواء منير شاش محافظ شمال سيناء فى ذاك الوقت، وكان دوره التعليق وإذاعة النتائج، وكان السباق طوليا ولمسافة 15 كيلو متر.
وتابع أقدم معلق سباقات هجن: تم إنشاء أول مضمار للهجن على أرض مصر على ساحل مدينة العريش فى عام 1994، وتم تشكيل لجنة لادارة السباقات بقرار من المحافظ برئاسة يوسف مبارك، اعقبه إنشاء أول نادى هجن رياضى فى مصر بأسم نادى الهجن الرياضى المصرى فى عام 1997 وترأسه المرحوم النائب منصورأبو شريف، وتعاقب على رئاسته عددا من الخادمين للرياضة، أعقبه إشهار 11 نادى هجن فى المحافظات ثم تشكيل الاتحاد المصرى للهجن برئاسة سليمان الزملوط .
وقال " سليمان عياط" إن المحطات التى كان شاهدا ومعلقا عليها فى السباقات، البطولة العربية للهجن فى مدينة العريش فى عام 2005 وشارك فيها 5 دول عربية، وكان الموقع مناسبا لسير وتسابق الهجن بمضمار السباق بالعريش حيث الأرض لينة والأداء عليها قوى، واستمرت مسيرة الاهتمام بالهجن حتى أصبحت الرياضة من أهم الألعاب الفردية فى مصر، وحظيت بدعم الدولة وكان درة الاهتمام الرسمى إنشاء ميدان ومضمار شرم الشيخ ليستضيف منافسات ومسابقات أصبحت هى الأقوى على مستوى رياضات الهجن.
وقال إن مهمة التعليق ليست هينة، وإن دوره أن ينقل بوصف صوتى للمشهد والتنافس بين كل الهجن المشاركة، وخلال الوصف يسرد لمن يسمعه اسم وتاريخ الهجين المشارك ومن يملكه وهل حقق انجازات سابقه واين ومتى وعبارات تحفيزية لمزيد من الإثارة والتشويق وبصوت حماسى، ودعم كل هذا بأبيات شعر بدوى عن الإبل وتاريخها .
وقال إن الميادين التى شارك بالتعليق فيها هى السر والقوارير بوسط سيناء، وميدان العريش، والإسماعيلية والشرقية وشرم الشيخ، وخلال مشاركته بعثة الهجن المصرية فى الكويت قام بالتعليق بميدان فهد الأحمد، وخلال مشاركته وفد مصر فى بطولة الهجن بتونس قام بالتعليق فى ميدان " دوز"، ثم فى ميدان "الوثبة" بدولة الإمارات العربية ، ثم " الطائف" بالسعودية، وسباق راعي الهدلا بالأردن.
وأوضح أن المعلق يكون فى سيارة نصف نقل تسير وراء الهجن وهى تتسابق لمسافة طولية تصل لنحو 15 كيلو متر، ويكون بالسيارة مكبر صوت يذيع من خلاله ليسمعه الجمهور من بعيد ، ومع التطورات اصبح هناك اكثر من معلق حيث المعلق الميدانى وينقل بالصوت لا سلكيا او بالمحمول من الميدان ومعلق فى المنصة.
وتابع أنه قام بالتعليق أمام جميع وزراء الشباب والرياضة، وتابع قائلا: "نجحنا ومن خلال التعليق نقل صورة كاملة لرياضة الهجن لتصبح معلومة بعدما كانت مجهولة لدى من يحضرون لمشاهدتها غير اهلها".
وقال إن رياضة الهجن رافد اقتصادي مهم فهى تحدث رواجا سياحيا للمكان الذى تقام فيه، لذلك تعد المهرجانات الخاصة بسباقات الهجن منتجا سياحيا يحتاج لإعادة النظر فى الاهتمام به، إضافة لدوره فى إحياء وتجديد إنتاج الثروة الحيوانية من الإبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة