أكد الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي الدولي رئيس كلية كوينز جامعة " كمبريدج " البريطانية ، أن مصر ضمن الدول التي نجحت في خلق النمو الاقتصادي وتطبيق السياسات الداعمة له رغم أزمة كورونا ، مشيدا خلال لقاءه مع الإعلامية لميس الحديدي ،فى برنامج كلمة أخيرة، الذي يعرض على فضائية on ، بسرعة تحرك الحكومة المصرية والبنك المركزى ، لاحتواء الآثار الناتجة عن فيروس كورونا،
وقال العريان ، إن سرعة تحرك الحكومة المصرية والبنك المركزي المصري، جاء مبكرًا، مما أدى الى تقليل آثار الصدمة الاقتصادية التي تسبب فيها انتشار فيروس كورونا ، ورأينا استجابة سياسية عظيمة جداً ولهذا فإن بالنظر إلى أرقام النمو؛ فسنجد أن مصر ضمن الأفضل في العالم لأن توقيت ردة الفعل كان جيداً".
ووجه الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي، نصيحته إلى الحكومة المصرية، بالاستمرار في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وكيفية التعاطي مع إدارة الموجه الثانية المحتملة لفيروس كورونا ، قائلا : على الحكومة الحفاظ على الإصلاح لأنكم لو فقدتكم تركيزكم على الإصلاح ستتراجعون بسرعة كبيرة ومصر كانت شديدة التميز في الإصلاح ومن المهم جدًا الحفاظ على ذلك.
ووجه حديثه إلى الحكومة قائلا، وعلى نفس القدر من الأهمية، يجب أن تتحدثوا إلى الناس وتشرحوا لهم، فإن برامج الإصلاح الناجحة هي تلك التي يتفهمها الناس ويعرفون ما ينتظرهم، بالإضافة إلى المحور الثالث وهو أن تحددوا وجهتكم وقولوا للناس بدقه إلى أين هم ذاهبون ولماذا".
وقدم العريان ، مجموعة من الأمور الإيجابية التي تحققت حول العالم في ظل الازمة الراهنة قائلاً "أولها أننا نرى ابتكارات طبية لا تصدق الكثير منها ذو صلة بـ كوفيد والكثير منها غير ذي صلة إنها منتجات جانبية لكل تلك الموارد التي تم تكريسها وهذه أخبار طيبة لأجيال عديدة وأقصد هنا الابتكارات الطبية، وثانيها هو أننا نرى تعاوناً بين العلماء في جميع أنحاء العالم وبين الحكومات وشركات الدواء بشكل غير مسبوق وهذا شيء جيد يجب الحفاظ عليه ".
وأضاف العريان ، إن الجوانب المضيئة في أزمة كورونا ، أنها أفرزت تفهماً للحاجة لإدارة الأحداث غير المتوقعة التي لها نتائج كارثية وهذا شيء جيد لأنه توجد أشياء أخرى مثل التغيرات المناخية التي تواجهنا ، بالإضافة إلى اعادة الاحترام للعاملين فى العديد من القطاعات منهم المعلمين والعاملين في المستشفيات سواء اطباء أو تمريض أو إداريين وهذا شيء كنا في احتياج إليه والقائمة طويلة "، ونشهد أعمال خيرية التي يساعد الناس فيها بعضهم البعض.
وأشار العريان ، إلى أن أزمة ارتفاع الديون في اقتصاديات العالم لها سبب وجيه ومنطقي قائلاً " أنا لا أعرف بلداً واحداً لا تتزايد فيها الديون؛ ويوجد سبب وجيه لذلك لأنه لا أحد يريد للمشكلة قصيرة الأمد أن تتحول إلى مشكلة طويلة الأمد" ، مضيفا بالنسبة للدول المصدرة للنفط والاخرى المستوردة له " تعلمنا أن الكل يعاني بنفس القدر؛ إلا أن الصلابة والقدرة على القيام والتعافي تختلف من مكان لآخر في العالم جانب يتعلق بالمواطنين وحالتهم الصحية، وجانب آخر يتعلق بالموارد المالية بمعنى هل هناك قدرة على مساعدة المواطنين وتقديم الدعم".
وتابع قائلاً العريان قائلا " مصدروا النفط في موقف أفضل للقيام بذلك مقارنه بدول أخرى وهم أكثر كرماً فيما يمكنهم فعله وهذا شئ مفهوم لأن لديهم مصادر أكثر " مؤكدا أن التحدي الذي لا نريده أن يحدث هو ألا يكون هناك عدم المساواة مشدداً على أن هذا حدث في بعض الدول حيث ازداد الأثرياء ثراءاً في ظل وجود كوفيد والفقراء ازدادوا فقراً بالإضافة لكون الشركات القوية ازدادت قوة بينما أفلست الشركات الضعيفة وهذا شيء غير جيد " مشدداً أن ما يجب فعله أن نبقى معاً ونقاتل معاً وسنخرج منه معاً.
وحول تأثيرات تداعيات فيروس " كورونا " على معدلات البطالة العالمية في الدول النامية والمتقدمة ومايجب علي هذه الدول فعله ، قال العريان " الاقتصاديون سيقولون لكِ أنه توجد أربعة طرق للتعامل مع ذلك إلا أن طريقة واحدة هي التي تصلح وهى النمو الشامل المرتفع فإذا كان لديك ديون كثيرة فأفضل شئ تفعله هو العمل على زيادة الدخل ومع زيادة الدخل يمكن الوفاء بالديون والحفاظ على مستوى المعيشة وهذا هو أفضل شئ يمكن فعله وهو النمو الإقتصادي ".
وشدد العريان ، على أنه في حال التخلي عن الحل السابق سيبقى أمام الدول اختيارات ثلاثة وصفها بغير الجذابة والمؤثرة قائلاً " إذا لم نتمكن من فعل ذلك فإن الاختيارات الثلاثة الأخرى لن تكون جذابة بشكل كبير وأولها هو التقشف ولا يمكن أن نتبعه للأبد وثانيها ما يسمي بالقمع المالي ( تدابير توجه كل الأموال للحكومات) وهو يشوه المنظومة بأكملها ولا يمكن للدول النامية أن تفعل ذلك بشكل جيد، وثالثها هو التخلف عن سداد الديون ونحن لا نريد تلك البدائل الثلاثة"
وشدد العريان ، على أن الحل الاهم للخروج من عنق الزجاجة هو خلق النمو الاقتصادي وتطبيق السياسات الداعمة للنمو الاقتصادي ، مؤكداً أن مصر تقوم بهذا بالفعل إلى جانب عدد آخر من الدول .
وفيما يتعلق بإصابة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بفيروس " كورونا " قال محمد العريان ، لا يوجد أحد بمأمن وعلى الجميع أن يكون حريصًا. وحول تأثيرات إصابة الرئيس الامريكي على الاقتصاد العالمي شدد العريان ، في حوار أجراه مع الاعلامية لميس الحديدي عبر تطبيق " سكايب " خلال برنامج " كلمة أخيرة الذي يعرض على شاشة ON أن النمو الاقتصادي في العالم كله سيكون أقل من الاحتياجات وأقل من الممكن لكنه قال أن التأثيرات على الاقتصاد تختلف عن أسواق المال فمنذ البداية الاقتصاد كان يعيش في عالم؛ والأسواق تعيش في عالم مختلف " أسواق المال تعيش في عالم مختلف حيث تعطيهم البنوك المركزية الكثير والكثير من الأموال ولهذا كانت الأسواق تؤدي بشكل طيب نسبياً على الرغم من معاناه الاقتصاد العالمي".
وحول تأثيرات مرض الرئيس الامريكي على الانتخابات الامريكية، أكد العريان أن حتى الان لا نستطيع أن نستشرف المسار الخاص بهذه الانتخابات حيث لا تتوافر أية استطلاعات للرأي لكن هناك عدة محاور رئيسية تحدد إمكانية فوزه في الانتخابات المقبلة من عدمه، " كل ما أستطيع قوله هو أن هذه الانتخابات هي الأكثر غموضاَ فيما أتذكره من انتخابات سابقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة