انطلقت اليوم السبت، الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار الدولة التي تقع في غرب أفريقيا وسط مخاوف من الصدامات والعنف على خلفية دعوات المعارضة للعصيان المدنى والمقاطعة، والتي شهدت خلال الحملات الرئاسية بها العديد من وقائع العنف وتسببت الصدامات الى وقوع العشرات من القتلى، ويخوض الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار الرئيس المنتهى ولايته الحسن وتارا وينافسه كلا من الرئيس السابق هنري كونان بيدييه (86 عاما) إلى جانب باسكال أفى نجيسان (رئيس الوزراء السابق ) وكواديو كونان برتين، وقد رفض المجلس الدستوري في ساحل العاج 40 من المرشحين الـ 44 .
ومن جانبها دعت المعارضة في كوت ديفوار إلى العصيان المدنى من خلال منع تسليم وتوزيع أي مواد انتخابية، ومنع التجمعات الانتخابية، ومنع توزيع وجمع بطاقات الناخبين فيما اتهم الرئيس الإيفواري الحسن واتارا المنتهية ولايته المعارضة بـ"الدفع بالشباب نحو الموت"، داعيا إياها إلى وقف ذلك.
وقال واتارا إن لديه أدلة، بشأن مسؤولية المعارضة عن أعمال العنف التي شهدتها البلاد خلال الحملات الانتخابية متعهدا بـ"متابعتها بعد انتهاء الانتخابات" لافتا إلى سقوط 30 قتيلا خلال أعمال العنف التي شهدتها البلاد مؤخرا في عدد من المناطق.
ومن جانبها أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس) إرسال بعثة دولية من "الدبلوماسية الوقائية" إلى كوت ديفوار في ضوء الانتخابات الرئاسية والتي تنظم في مناخ متوتر.
وقالت المجموعة، التي تتخذ عاصمة نيجيريا أبوجا مقرا لها - في بيان بثه راديو (أفريقيا 1)- إن وزيرة شئون خارجية غانا أيوركور بوتشواي والتي ترأس دوريا مجلس وزراء المجموعة ستقود هذه البعثة التي تضم أيضا محمد بن شمباس الممثل الخاص للأمين العام في منطقة غرب أفريقيا ومنطقة الساحل وممثلين عن الاتحاد الإفريقي والإيكواس.
وأضاف البيان أن هذه البعثة ستلتقي بمختلف الأطراف السياسية المشاركة في الانتخابات (الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني ومفوضية الانتخابات) لصياغة توصيات تهدف إلى السماح بإجراء انتخابات شاملة وشفافة وذات مصداقية في كوت ديفوار.
وكان "محمد بن شمباس" قد بدأ بالفعل مهمة لمدة أسبوع في كوت ديفوار، انتهت الأحد الماضي، حيث دعا إلى انتخابات "سلمية وشاملة" في البلاد التي تشهد توترا سياسيا حادا وذلك قبل شهر من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.
مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نددت، بـ"خطاب الكراهية" ودعت إلى "الهدوء وتسوية الخلافات عبر الحوار" وأعربت المتحدثة باسم المفوضية الأممية رافينا شامداساني عن قلقها البالغ تزامنا مع الانتخابات في كوت ديفوار على خلفية "استخدام التعبيرات التحريضية والعنف من منطلق انتماءات عرقية أو سياسية -سواء عبر شبكة الإنترنت أم خارجها، والتلاعب بالاختلافات العرقية لأغراض سياسية"
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة تدعو كافة الأطراف إلى الامتناع عن استخدام لغة التمييز مما قد يؤدي إلى المزيد من الانقسامات داخل المجتمع، ومن ثم، إلى العنف".
ومن جانبه دعا أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة الزعماء السياسيين وقادة الرأي، لنبذ أي خطاب يعبر عن الكراهية ويحرض على العنف من منطلق اعتبارات سياسية وعرقية.
وحث الأمين العام الأممي، على وجه الخصوص، كافة الفاعلين السياسيين وأنصارهم على "الانخراط في حوار بناء، وتهيئة مناخ ملائم لإجراء انتخابات شاملة وسلمية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة