أكد تقرير منظمة الدول الأمريكية، أن عدد النساء المسجونات ارتفع بنسبة 51.6% والرجال بنسبة 20% فقط، وذلك بسبب المخدرات، وفى ظل هذه الجرائم، توجد مشكلة ذات أبعاد كبيرة، تتميز بوصمات العار والفجوات الناجمة عن تأثير عدم المساواة بين الجنسين والرجولة التى تتكاثر فى عالم المخدرات، حيث لا تفعل سياسات مكافحة المخدرات سوى ترسيخ واقع تكون فيه النساء الأكثر تضررا.
وأشارت صحيفة "لابانجودريا" الإسبانية إلى وثيقة "المرأة وسياسات المخدرات والسجن"، التى أعدتها لجنة البلدان الأمريكية للمرأة (CIM) التابعة لمنظمة الدول الأمريكية (OAS)، ومكتب واشنطن لشؤون أمريكا اللاتينية (WOLA)، والاتحاد الدولى للسياسات، من المخدرات (IDPC)، زاد عدد السجينات بنسبة 51.6%، بينما زاد لدى الرجال بنسبة 20%.
فيما يتعلق بالسجينات بسبب جرائم متعلقة بالمخدرات، فإن الأرقام مقلقة فى بلدان مثل كوستاريكا (75.46%) والأرجنتين (65%) والبرازيل (60.63%) وبيرو (60.6%) وتشيلي. (57.2%) ، مما يدل على إعادة إنتاج العنف الأبوي داخل نظام السجون.
وأضاف التقرير أن العنف الأبوى فيما يتعلق بالمخدرات، والذى بدأ مع فترة الحظر، فى بداية القرن العشرين فى الولايات المتحدة، من خلال سياسات عقابية على مواد مختلفة من دول مختلفة، والتى عملت على وصم واضطهاد مجموعات مختلفة من الناس.
كانت إحدى هذه المجموعات من النساء، اللائى تعرضن للدونية تاريخياً، وكان عليهن أن يعانين من العنف من قبل الشرطة والمنظمات الإجرامية، الذين استخدموا التهديد والإرهاب كوسيلة لفرض أنفسهم على الآخر.
ولهذا السبب أصبحت النساء غنيمة حرب أو ممتلكات لعصابات المخدرات الكبيرة ، حيث سعى قادتهم إلى إظهار رجولتهم من خلال استخدام أجساد النساء كمورد متاح.
وبالمثل، تم وضع النساء من قبل تلك المنظمات الإجرامية نفسها ، في أدوار أدنى (مثل نقل المخدرات) ، مما يعرضهن لمخاطر وعواقب مأساوية، تتراوح بين الإساءة والاغتصاب والسجن والموت نفسه.
ونتيجة لذلك، أدى ما يسمى بالحرب على المخدرات إلى وقوع ملايين النساء ضحايا لعملية نزاع للسيطرة على الأراضي ، بين كبار تجار المخدرات وألوية مكافحة المخدرات ، والتي من خلال التركيز على المخدرات ، أهملت تمامًا حياة النساء.
وأوضح التقرير أنه عند البحث عن علاج لمشكلة تعاطي المخدرات، وتشعر النساء بالذنب والعار أكثر من الرجال، بالنظر إلى الدور الإنجابي والمنزلي الذي فُرض عليهن لقرون، حيث كونهن أمهات وخاضعات أصبح الإنسان واجبا.
لذلك ليس من قبيل المصادفة أن تميل النساء إلى استهلاك مخدرات مشروعة أكثر من تلك غير المشروعة، حيث يُفترض، من الخطاب الأبوي، أن النساء في الأساس أكثر طاعة وأقل تمردًا.
لكل ما سبق، فإن العنف التحريمي القائم، الذي يمتد لأكثر من 100 عام من التاريخ ، يُترجم إلى عنف خفي ضد المرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة