أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تفاصيل اتفاق إقامة العلاقات بين إسرائيل والسودان، مشيراً فى اجتماع عبر الهاتف جمع كلاً من رئيس وزراء السودان، ورئيس مجلس السيادة السودانى، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إلى أن تلك الخطوة تعكس إنجاز جديد للدبلوماسية الأمريكية.
وخلال الاجتماع الذى تمت إذاعته على الهواء مباشرة، مساء الجمعة، تطرق ترامب في حديث مع حمدوك إلى ملف سد النهضة، متسائلاً عن آخر تطورات هذا الملف، وقال: "مصر هددت بتفجير سد النهضة، ولا أحد بإمكانه إلقاء اللوم عليها بسبب غضبها من التجاوزات الأثيوبية فيما يتعلق بسد النهضة الذى سيؤثر سلباً على مياه النيل".
وأضاف ترامب: "التجاوزات الأثيوبية مرفوضة، خاصة بعد أن كان قد تم التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا تحت رعاية أمريكية وفى آخر لحظة انسحبت إثيوبيا منه.. مصر لديها كل الحق فى حماية حصتها بمياه النيل، وأن تجاهل إثيوبيا للاتفاق هو أمر غير مقبول مما دفعنى لفرض عقوبات على إثيوبيا وإيقاف عدد من المساعدات".
وبدأ ترامب حديثه فى هذا الشأن، قائلاً: "إثيوبيا لن ترى أموال المساعدات مرة أخرى قبل أن تلتزم بالاتفاقية، لكنهم بنوا هذا السد الذى يمنع وصول المياه إلى نهر النيل.. لا يمكنك إلقاء اللوم على مصر لأنها غاضبة من الأمر".
وبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلى فى الرد على حديث ترامب، قبل أن يعقب الأخير: عذرا. أنا أوجه حديثي إلى رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك".
ترامب خلال اتصاله الهاتفي مع حمدوك ونتنياهو
وعقب حمدوك على حديث ترامب قائلاً: "نحن نقدر الجهود الامريكية لحل الموقف ونأمل أن نصل لحل يرضى جميع الأطراف وهذا هو الاتجاه الذى تسلكه الدول الثلاث (مصر والسودان واثيوبيا)".
واستكمل ترامب حديثه: "نعم لقد أتيت بصفقة وانسحبت إثيوبيا فى آخر لحظة وهو غير مقبول .. الوضع خطير ، مصر لن تستطيع العيش بهذه الطريقة وسينتهي الأمر بهم بتفجير هذا السد، وهم قالوا وحذروا من هذا من قبل بكل صراحة .. عليهم القيام بشئ حيال الأمر".
وأكمل ترامب قائلا لحمدوك: "عليك القيام بشئ .. كنا جاهزين لتوقيع اتفاقية تم التفاوض عليها لخمس سنوات ثم انسحبوا وهذا ليس جيدا .. لم يكن على مصر أن تترك أثيوبيا تبني هذا السد منذ البداية لكنهم كانوا مشغلون بشئونهم الداخلية والثورات المضادة وأعمال التخريب وهو ما استغلته إثيوبيا".
وعن الاتفاق بين السودان وإسرائيل، قال ترامب إن الاتفاق على التطبيع هو إنجاز في السياسة الخارجية للرئيس الحالى قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مؤكدا أنه سيكون هناك المزيد من اتفاقيات السلام في الشرق الأوسط.
سأل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "قبل ثلاثة أشهر ، لم يكن أحد يعتقد أن هذا ممكن. حتى أنت لم تكن تعرف ما إذا كان هذا ممكنًا ، أليس كذلك؟"
ترامب خلال إعلان تفاصيل اتفاق إسرائيل والسودان
وتابع ترامب: السودان أظهر التزامًا بمحاربة الإرهاب، وأضاف: "هذا واحد من أعظم الأيام في تاريخ السودان"، فإسرائيل والسودان كانتا في حالة حرب منذ عقود، ليعقب نتنياهو، بقوله : "إنه عالم جديد، ونحن نتعاون مع الجميع لبناء مستقبل أفضل لنا جميعًا ".
ووجه ترامب حديثه إلى الصحفيين قائلا إن خمس دول أخرى على الأقل تريد السلام مع إسرائيل، لدينا العديد من الصفوف، إنهم يريدون الدخول وإنجاز الصفقة"، ووافقه كبير مستشاريه جاريد كوشنر، الذى شارك فى التوسط بالصفقات، على أن دولًا أخرى فى الشرق الأوسط ستحذو حذوها قريبًا.
وصرح ترامب إنه حتى إيران سوف تطبع العلاقات مع إسرائيل يومًا ما، مشيرا إلى أن إيران في النهاية ستصبح عضوا في هذا الأمر برمته، وقال: "أنظر ، في يوم من الأيام أود مساعدة إيران على العودة إلى المسار الصحيح. لقد انتقلوا من دولة غنية إلى دولة فقيرة خلال ثلاث سنوات".
وتابع: "لكن لا يمكنهم امتلاك أسلحة نووية.. دائما الموت لإسرائيل ، هذا كل ما يصرخون به. لذا لا يمكنهم امتلاك أسلحة نووية".
ويأتى اتفاق يوم الجمعة ، الذي من شأنه أن يعمق علاقات السودان مع الغرب ، في أعقاب اتفاق ترامب المشروط هذا الأسبوع لإزالة الدولة الواقعة في شمال إفريقيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إذا دفعت تعويضات لضحايا الهجمات الإرهابية الأمريكية.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو فى حفل أعلن عن الاتفاق أن ضحايا الإرهاب سيحصلون على 335 مليون دولار كتعويض من السودان.
الأموال مخصصة لضحايا تفجيرات عام 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا من قبل شبكة القاعدة بينما كان زعيمها ، أسامة بن لادن ، يعيش فى السودان، وقال ترامب يوم الثلاثاء إنه بمجرد تحويل الأموال ، فإنه سيحذف اسم السودان من القائمة.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن السودان اقترض الأموال اللازمة لدفع هذا المبلغ.
ووفقا للتقرير سيشمل الاتفاق مع السودان مساعدات واستثمارات من إسرائيل، لا سيما في مجال التكنولوجيا والزراعة، إلى جانب المزيد من الإعفاء من الديون. يأتي ذلك في الوقت الذي يحتج الآلاف في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في الأيام الأخيرة على الأوضاع الاقتصادية السيئة.
وقال ترامب إن الاتفاق "سيعزز أمن إسرائيل وينهي عزلة السودان عن العالم"، ويفتح إلغاء تصنيف الإرهاب الباب أمام السودان للحصول على قروض دولية ومساعدات ضرورية لإنعاش اقتصادها وإنقاذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية.
وشكر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ترامب على توقيعه الأمر التنفيذى بإزالة السودان من قائمة الإرهاب وقال في بيان إنه يأمل في استكمال العملية "في الوقت المناسب".
وبحسب مسؤولين أميركيين، كان اتفاق التطبيع قيد العمل لبعض الوقت ولكن تم الانتهاء منه عندما قام فريق ترامب للسلام في الشرق الأوسط، بقيادة جاريد كوشنر وآفي بيركوفيتش ، بزيارة المنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع للاحتفال بأول رحلة تجارية بين إسرائيل والبحرين ثم ذهب الى الإمارات العربية المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة